الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أقلهن مهرا أكثرهن بركة- شباب في غزة تجاوزوا العقد الثالث ويعزفون عن الزواج

نشر بتاريخ: 11/06/2008 ( آخر تحديث: 11/06/2008 الساعة: 11:40 )
غزة- معا- يفاجئونك بمقطع من أغنية لام كلثوم, مجرد سماعهم كلمة الزواج: "زواج إيه إلي أنت جاي تقول عليه" ويضيفون "بس لما نلاقي ناكل قبل ما نجوّع بنات الناس معنا".

العزوف عن الزواج بالإرادة او رغما عنها, هي ظاهرة انتشرت في غزة مؤخرا لأساب كثيرة, حتى أن البعض منهم تجاوز الثلاثين عاما ورغم توفر الإمكانيات المادية لدى البعض منهم ومقومات فتح بيت وإنشاء أسرة إلا أنهم لا يريدون الزواج.

الشاب هاني يقول: "انا خريج من قسم العلوم السياسية كلية تجارة منذ عام 2002وابلغ من العمر ما ارغب في نسيانه وتجاوزت الثلاثين عاما لا أعمل وقد بحثت جاهداً عن عمل وطرقت كل الأبواب ووجدتها موصدة وكنت أجد دائما نفس الجواب على كل باب لا يوجد عمل".

وفي رده على سؤال لماذا لم تتزوج حتى هذا الوقت أجاب: "في بداية عمري وبعد وأنا في سنواتي الأخيرة من دراستي الجامعية عرض والدي علي أمر الزواج ولكني رفضت هذا الأمر بشدة في ذاك الوقت لأني أردت أن أعيش وأتمتع بحريتي دون أي التزامات وكانت إمكانياتي وظروف أبي تسمح لي بالزواج, ولكن أتغيرت الدنيا وضاعت الإمكانيات التي كانت متوفرة عندي ويطبق علي المثل القائل (لا طلت بلح الشام ولا عنب اليمن".

أما الشاب سلامة فقال: "أنا حاصل على بكالوريوس تربية ابلغ من العمر 29عاما ولا أفكر في الزواج رغم أن إمكانياتي المادية تسمح لي وأنا امتلك بيتا خاصاً هو بيت العائلة القديم وأسكن به وحيدا والبيت جاهز من كل شيء يمكن القول لا ينقصه شيء سوى سيدة ترعاه والحمد الله اعمل في مشروع خاص بي محل بقاله".

وتابع قائلاً: "أرفض فكرة الدخول في مثل هذا المشروع" مشيرا إلى "أن الزواج مشروع كغيره من المشاريع التي تحتاج إلى كثير من التفكير والتروي قبل البدء به ويحتاج إلى وضع مستقر يمكنه أن ينجح وينمو فيه.

واضاف "وأنت ترى وضع البلد وما آلت إليه من حالات تزداد سوءا وتدهورا في جميع النواحي", وفي نهاية الحديث قال "اللهم نفسي واسلم براسي".

إبراهيم شاب يبلغ من العمر 32 عاما, قال: "حقيقة الأمر أنا ارغب بالزواج يقولون إن الزواج نصف الدين وأنا أريد أن أكمل ديني لا أريد إن أعيش ناقص الدين ولكن كلما تقدمت لخطبة أية فتاة فاني أجد حاجز من الطلبات التعجيزية لشاب في مثل وضعي لا توجد وظيفة ثابتة ولا بيت خاص أنا حاصل على شهادة دبلوم والحمد لله أعمل في مجالات متنوعة حسب ما يتوفر من عمل، وكلما تقدمت لخطبة فتاة يطلب أهلها بيت خاص ومهر خيالي والعريس خريج جامعي وموظف كشرط".

ويتابع: "في إحدى البيوت التي تقدمت لخطبة ابنتهم طالبوا بمواصفات للشهادة الجامعية معدل وتخصص معين عايزين يزوجوا البنت للشهادة مش للشاب لكن الغريب في الأمر انه كل بيت تقدمت لخطبة فتاة فيه كان يجلس والد الفتاة ويقدم مواعظ في الدين والحياة بخليك تحس انه شيخ أو راهب من كلامه يحكي فيه من فضائل وأخلاق وكلام على شاكلة: أحنا بنشتري راجل, الفلوس مش كل حاجة, الفلوس بتروح وتيجي والرجال بتبقى للأبد ولما تحكي معه في المهر يتحدث عن مبالغ خيالية وكأن الامر صفقة تجارية وليس زواج ونسب.

ويضصيف بسخرية:" سيدي الشيخ ناسي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أقلهن مهرا أكثرهن بركة. خلي عمي الحاج يخللها عندوا في البيت"!

أما بعض الفتيات فإن عزوفهن عن الزواج يعود إلى عدد من الأسباب من اهمها تحفظ ذويها على راتبها الشهري إن كانت موظفة, كما هي قصة الفتاة خديجة الخريجة الجامعية والتي تبلغ من العمر 26 عاماً وهي موظفة وآنسة وتمتاز بقدر من الجمال تقول: "تقدم لخطبتي الكثير من الشباب لكل شخص امتيازاته هذا موظف وآخر له بيت خاص وثاني على خلق وعدد من الصفات الحسنة".

لكن ما يمنعها عن الزواج فتقول في حزن:" شعرت ان أبي لا يرغب في أن أتزوج فهو يستولي على راتبي كله وكلما تقدم شاب لخطبتي فان له شروطا وطلبات تعجيزية يشعرني باني سلعة يريد أن يبيعها بأكبر ربح ممكن".