النائب قراقع مطالبا بفتح ملف أسرى حرب 1967: شهادات "تقشعر" لها الابدان من اساليب التعذيب بحق الاسرى
نشر بتاريخ: 11/06/2008 ( آخر تحديث: 11/06/2008 الساعة: 15:11 )
بيت لحم - معا - كشف النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي عن حقائق وصفها بـ"المروعة" تعرض لها الأسرى الفلسطينيون والعرب خلال حرب الخامس من حزيران عام 1967، حيث تصرفت حكومة إسرائيل خلال الحرب كدولة منفلتة من أي قانون دولي ومارست "الإرهاب الرسمي" والقرصنة بحق الأسرى والأسيرات الذين اعتقلوا خلال قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والبدء بتنفيذ القوانين العسكرية وخاصة قوانين الطوارئ البريطانية لعام 1945.
وكما اوضح النائب قراقع في تصريخ له تلقت "معا" نسخة منه، فان تفاصيل التعذيب جاءت على النحو التالي:
آثار التعذيب لا زالت على جسده منذ 41 عاما:
------------------------------------------------
الأسير المحرر احمد ابوسرور 61 عاما، سكان مخيم عايدة قضاء بيت لحم الذي اعتقل في 12/12/1967 وكان عمره 19 عاما وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 1985 ، أفاد للنائب عيسى قراقع انه تعرض لتعذيب وحشي في سجني الخليل وصرفند واستخدمت كل الأساليب المحرمة دوليا والشاذة أخلاقيا خلال استجوابه، على حد تعبير النائب.
واضاف النائب :" أن آثار البيض المسلوق الذي وضع تحت إبطيه لا زالت موجودة حتى ألان على جسده، عندما استخدم المحققون هذا الأسلوب من التعذيب لانتزاع اعترافات منه"، وقال: " إن المحققين استخدموا عشرين بيضة مسلوقة في تعذيبه وكلما بردت بيضة وضعوا غيرها على جسده حتى تركت آثار حروق لا زالت ظاهرة حتى الآن".
وتحدث أبو سرور عن استخدام الصعقات الكهربائية والتعليق وأسلوب الهز ووضع الأسير في مكان بارد جدا أو حار جدا وغيرها من الأساليب الحاطة من الكرامة.
ووصف أبو سرور التحقيقات في تلك الفترة بأنها انتقام من كل فدائي ومقاوم فلسطيني ولا يوجد أسير اعتقل في حينها إلا وتعرض للضرب الشديد وللتعذيب الجهنمي، كما قال النائب قراقع.
أحكام بدون محاكمة:
---------------------
واوضح الأسير أبو سرور حكم بعشرين عاما دون أن يمثل أمام المحكمة ولم يستدعى لأي جلسة محكمة، وقد ابلغ بالحكم وهو قابع في سجن الخليل على يد السجانين، وقال :" أن أسيرا آخر واسمه عودة الله ابوغياظة من نحالين حكم أيضا بنفس الطريقة بدون أية إجراءات قانونية"، موضحا أن الأحكام الصادرة هي أحكام مخابراتية لا علاقة لها بالقضاء والمحاكمة النزيهة لهذا فان 95% من الأسرى الذين اعتقلوا في سنة الحرب حكموا بأحكام رادعة وقاسية لا تتناسب مع التهم التي اعتقلوا بشأنها.
وأوضح أن معظم الاعترافات قد انتزعت من الأسرى بسبب التعذيب القاسي والوحشي الذي تعرضوا له وتحت الضغط والتعذيب.
واشار النائب لم يكن هناك دور فاعل للصليب الأحمر الدولي أو لجان حقوق الإنسان في متابعة وضع الأسرى فالأسير المعتقل كان في عالم آخر معزول لا احد يسأل عنه بسبب ظروف الحرب وهذا أعطى فرصة للمحققين بالاستفراد بالأسرى دون أية رقابة حقوقية أو ضجة إعلامية مما أدى إلى أن يدفعوا ثمنا غاليا من أعمارهم وصحتهم، وقدر أبو سرور انه خلال عام 1967 كان يتواجد في معتقلات الاحتلال مما يقارب 1000 فلسطيني.
شهادات تقشعر لها الأبدان:
-----------------------------
واوضح النائب قراقع أن سجناء الحرية خلال حرب 1967 مروا في رحلة عذاب لا تصور على الورق واستخدمت معهم أساليب تعذيب لا حصر لها مثل الضرب بالأسلاك الكهربائية على الأعضاء الجنسية ،الاغتصاب، وضع الأسيرات مع مومسات جنائيات.
ومن الاساليب ايضا، اعتقال أفراد الأسرة، الكي بالنار وإعقاب السجائر ، تعريض الرأس للتيار الكهربائي، نتف شعر الرأس والشاربين، خلع الأظافر، إعطاء المعتقلين أكواب من الشاي مملوءة بالبول، وأطلق المعتقلون منذ ذلك الوقت على معتقل المسكوبية بـ "المسلخ".
واضاف قراقع، شرطة السجون اعترفت في ذلك الوقت أنها تستلم المعتقلين بعد التحقيق وهم شبه أموات، وفي عدد من الحالات كانت نتيجة التحقيق الموت الفعلي وفي غيرها العاهات البدنية الأبدية وفي غيرها التشويه النفساني والجنون، والمحققون حسب شهادات الأسرى كانوا على استعداد أن يفعلوا بالجسم البشري أي شيء فهو بالنسبة لهم مادة عليها فقط أن تنطق.
وأورد النائب قراقع مقاطعا من شهادات بعض الأسرى والأسيرات مع الاحتفاظ بالأسماء ومنها:
1- النباح كالكلاب:
----------------------------
( حلقوا شعره كي لا يعلم احد كمية الشعر الذي انتزعوه بأصابعهم، وجعلوا منه تسلية، حيث ربطوا سرواله بقطعة من حبل على شكل ذنب وأرغموه على الزحف على أطرافه والنباح كالكلاب، ثم رموا له بفتات الخبز بين فكيه.)
2- الكوي بالنار:
-------------------------
( محقق اسمه ابرس المهمة الوحيدة له الضرب، هددني أن يحضروا شقيقاتي وأمي وان يضاجعهن أمامي، وفي تلك الليلة أملوا علي رسالة وكأنني عازم على الانتحار ،الرسالة كانت موجهة إلى زوجتي ، ثم حملوني في سيارة وفي الطريق آخذوا يضربونني حتى وصلنا إلى معسكر للجيش أدخلوني في زنزانة ، ضربوني على بطني وكوني بالنار وضربوني على رأسي حتى سقطت على الأرض وقلت سأوقع على كل ما تريدون، لم استطع أن احتمل أكثر من هذا. )
3- الضرب على الأعضاء التناسلية:
----------------------------------------------
( استجوب من قبل محقق يدعى غفيل الذي ضربه بهراوة وعلقه بالسقف وضربه أيضا بسلك كهربائي على أعضائه الجنسية، يقول إنني فقدت الوعي وعندما استيقظت وجدت أن جسمي كله مبللا ،أدخلوني إلى غرفة أجلسوني على كرسي وداسو على الاغلال التي كانت رجلاي مقيدة بهما. )
4- إدخال كرة الثلج في الشرج:
-----------------------------------------
(قال انه ضرب بمسطرة مسمرة وان المحقق ضربه على عينه وكذلك ادخلوا كرة الثلج في شرجه.)
5- عيدان الكبريت المشتعلة:
---------------------------------------
( استخدموا ضدي تيارا كهربائيا وضربوني بالهراوات، كانوا يقربون عيدان الكبريت المشتعلة من شفتي )
6- إدخال عيار ناري في الشرج:
-----------------------------------------
( حسب قول محاميه:انه تعرض للعذاب الشديد ونتيجة لذلك أصيب في جسده وعقله بشكل فقد معه وعيه وأصيب بخلل في عقله وحتى ألان لم يعد إلى كامل قواه. الأسير المذكور عذب بواسطة الكي بالسجائر المشتعلة وادخلوا عيارا ناريا في قفاه وذلك في معتقل المسكوبية.)
7- غرف المومسات:
------------------------------
( قالت: بعد اعتقالي أدخلت إلى غرفة سجنت فيها المومسات ،هؤلاء هاجمنني وضربنني بقوة حتى فقدت الوعي ،لقد مزقن ملابسي أمام رجال الشرطة وبقيت عارية ،إنني حامل في الشهر الثاني وبدأت انزف دما ،طلبت طبيبا ،المحققون قالوا لي : عندما تتكلمين سيجيء الطبيب).
8- التصفيات أو الطرد:
--------------------------------
النائب قراقع اثأر قضية التصفيات للمعتقلين الفلسطينيين الذين اعتقلوا عام 1967 ، وحسب شهادة احمد أبو سرور أن عدد من الأسرى الذين اعتقلوا وشوهدوا في سجون التحقيق في صرفند قد اختفت آثارهم.
وكشف قراقع أن كثير من أسرى الدوريات الذين تسللوا من خارج حدود فلسطين وتم القبض عليهم ،حيث لم تكن هناك أية جهة تلاحق او تراقب عمليات الاعتقال، وكان الجيش الاسرائيلي يعلن دائما أن الفدائيين قد قتلوا خلال الاشتباكات وان بعضهم حاول الهرب من السجن فتم قتله.
وقال قراقع: "في عام 1967 عمدت سلطات الاحتلال إلى سياسة الاعتقال الإداري واغلبهم من القادة السياسيين في الحركة الوطنية الفلسطينية، والمئات من هذه الشخصيات تم طردها خارج الوطن فشهد عام 1967 موجة من الاعتقال الإداري والإبعاد خارج حدود الوطن".