على رائحة الحوار الوطني - تعديل ملحوظ في تلفزيوني فلسطين والأقصى واشتعال مستمر في المواقع الإلكترونية

غزة - تقرير معا- وهكذا اذن غاب التذكير اليومي على فضائية الأقصى بمنع السلطة الوطنية لصحيفتي الرسالة وفلسطين التابعتين لحركة حماس من العمل بأراضي الضفة الغربية كما اعتادت الأقصى في مطلع كل نشرة اخبار. وغابت معها عبارة مليشيات حماس الخارجة عن القانون من قاموس تلفزيون فلسطين، واستعانت فضائية الأقصى من جانبها برموز وقادة من فتح واستضافتهم على شاشتها في حين خففت فضائية فلسطين من لهجتها التصعيدية.
بعبارات الوحدة والمسامحة والتصالح طالعتنا الفضائيتين منذ دعوة الرئيس محمود عباس لحوار وطني وشامل دون اشتراطات وقبول رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية وحركة حماس الدعوة على قاعدة " لا غالب ولا مغلوب" في حين التزمت المواقع الإلكترونية بذات اللهجة التصعيدية بل وزادت وتيرتها اثر قيام الشرطة المقالة بمهاجمة ما قالت عنه وكر للمخدرات في غزة وربط موقع فلسطين برس الإلكتروني لقيادي من حماس بالعائلة التي تم مهاجمتها.
اما المواقع الإلكترونية من كلا الطرفين فلم تتوقف بعد عن حالة ( الحرب المعلنة )بينهما فواصلت المواقع الالكترونية لحركة فتح بعبارات مثل "استولت مليشيات حماس "
فيما ابقت المواقع التابعة لحركة حماس على بعض مواضيعها المنتقدة للرئيس محود عباس ولقادة من فتح .

شبكة الاقصى التي تضم فضائية واذاعة الاقصى اطلقت مبادرة للمصالحة الاعلامية وبدأت بتغيير مصطلحاتها وعباراتها التهكمية والشديدة تجاه الطرف الاخر وبدأت باستبدالها بعبارات وحدوية وألفاظ تصالحية واستضافت في إحدى برامجها جبريل الرجوب القيادي بالمجلس الثوري التابع لحركة فتح، فيما تواردت انباء عن نية تلفزيون فلسطين استضافة القيادي في حركة حماس د. غازي حمد في البرنامج الذي يقدمه زعل ابو رقطي.
انتقادات حماس
حركة حماس استنكرت استمرار وكالة وفا للأنباء التابعة لرئيس السلطة محمود عباس في وصف حركة "حماس" في أخبارها "بالمليشيات" وكان آخر ذلك يوم 8/يونيو/2008، وهو ما يتناقض مع دعوة رئيس السلطة نفسه للتهدئة الإعلامية ولا يسهم في توفير الأجواء والمناخات اللازمة لإنجاح الحوار.
كما دعت إلى الإفراج الفوري عن الصحفي/ محمد عذبة كما انتقدت حماس دفاع موقع تابع لحركة فتح عن عائلة اتهمتها الحكومة المقالة بغزة بترويج المخدرات والاتجار بها وقتل ثلاثة من افرادها في عملية امنية.
انتقادات فتح
فتح تنتقد كذلك احتفاظ مواقع تابعة لحركة حماس بصور للرئيس محمود عباس كتب تحتها عبارات عن فساد وتهكمات كذلك صور متعلقة باحمد قريع ومحمد دحلان وغيرهما من القادة .والتساؤل هي تشمل تلك التهئدة المواقع الإلكترونية؟

وحركة فتح تربط هذه التهدئة بأجواء مصالحة ميدانية حيث انتقد تلفزيون فلسطيني في شريطه الاخباري في الحادي عشر من حزيران الجاري اقدام حماس على مصادرة منزل سعدي الكرنز القيادي في فتح رغم الحديث عن اجواء التهدئة الاعلامية.

"الاعلام الرسمي يجب ان يتم فصله عن التوجهات الحزبية " او كما يقول المحلل السياسي هاني المصري ان اعلام السلطة الممول من الخزينة العامة يجب أن يتم فصله بشكل اساسي عن اعلام حركة فتح متحدثا عن الوسائل الاعلامية التابعة للسلطة كتلفزيون فلسطين ووكالة وفا، ويتطرق إلى تلفزيون الاقصى التي يؤكد وجوب توقفها الكامل عن الخطاب الأحادي الجانب لكليهما.

وعن تجربة تخفيف التحريض الاعلامي المتبادل بين الحركتين منذ قرابة عام يقول المصري:" هذا القرار ايجابي للغاية وبالتأكيد يجب عدم الاكتفاء بتخفيف اللهجة بل يجب الوصول للعمق ووقف لغة إنهاء الآخر وتغيير السياسيات العامة التحريضية والتوتيرية وفتح الباب امام المشاركات المتعددة والتوع البرامجي والنظر بنظرة موضوعية وحيادية والتخلص من عبارات " عصابات " ومليشيات" و" التيار الانقلابي الدحلاني" و"حكومة دايتون" البداية موفقة ولكن المشوار طويلاً".

وحول ما يتم نشره عبر المواقع الالكترونية يقول:" هناك بداية وتخفيف موفقين وهذا أفضل من أسبوع مضى ولكن تهمنا السياسة العامة والتوجهات الأساسية والقيادات الرئيسية ولا يمكننا مصادرة حقوق القراء بالتعليق للوصول إلى مجتمع مثالي فهذا لا يمكن الوصول إليه".