الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هديل.. باي ذنب قتلت؟: وحيدة والديها شطرتها قذيفة .. بقايا أشلاء علقت بقميص الأب والتصقت بوجه الشقيق الأصغر

نشر بتاريخ: 11/06/2008 ( آخر تحديث: 11/06/2008 الساعة: 21:50 )
غزة-معا- هل تتخيل ان تعلق أشلاء طفلتك ولحمها المتناثر في ياقة قميصك وشفتيك وعلى وجه طفلك الصغير وجدران المنزل وتراب الأرض؟

كانت تلك هديل عبد الكريم السميري ثمانية اعوام أو لتقل بقايا الطفلة البريئة التي خرجت لاستنشاق نسمات الحادي عشر من حزيران امام باب المنزل بين الأزهار، قذيفة واحدة على بعد قريب شطرتها إلى نصفين قذيفة ثانية أجهزت على ما تبقى من الروح البريئة وأكدت على الجريمة ونثرت أشلاءها بالمحيط وكل ذلك على مرأى الأب المفجوع والطفل الصغير شقيقها فراس.

رحلت كما جاءت بضحكتها البريئة، كم من هديل ودعت يا وطن؟ اليوم هديل السميري وقبل يومين آية النجار وسبقتهما هديل غبن وزهرات غردت في حدائق المنزل.

مشهد الموت كان كما يلي" في السادسة والثلث صباحا استيقظت هديل الطفلة القروية وسارعت إلى باب المنزل ظناً منها انه يوم هادئ، من امام المدخل الخشبي ناداها والدها الأسير المحرر وهتف " عودي فانت لا تعلمين كم من دبابة إسرائيلية على بعد 700 متر منك" وقفت وقفلت عائدة فكانت قذيفة مدفعية اسرع من خطوات قدميها الصغيرتين اخترقت خاصرتها وظهرها وقسمتها إلى شطرين، حاولت الروح البريئة البقاء لثوان قليلة امام صراخ الأب وهرولته وأمام صدمة وذهول الشقيق فراس الذي واكب استيقاظه استشهاد شقيقته، القذيفة الثانية اجهزت على الشطرين من الجسد الصغير ونثرت اللحم المقطع على وجه الطفل وملابس الأب.

هديل هي الابنة البكر لوالدها عبد الكريم "30" عامأ والشقيقة الوحيدة لشقيقها الأصغر فراس خمسة أعوام ومحمد عام ونصف والأم سمر ذات الخمسة وعشرين عاماً.

عمها عبد الرحيم السميري يقول:" اعجب كيف قتلوا طفلة بريئة تلهو امام المنزل فهل رأوا بيديها صاروخ وكيف لم يعرفوا انها صغيرة وهم يمتلكون اعلى تقنيات التكنولوجيا ويستطيعون رصد كل متحرك ومعرفة حجمه وانا اجزم لقد عرفوا انها طفلة ولكنهم بكل نازية قتلوها كما قتلوا أطفالا كثر يا الهي قذيفتين نحو طفلة أي إنسانية هذه؟".

وعنها يتابع:" اطفال القرية يستيقظون باكرا ويهرعون للعب كانت تلهو وتلعب وقد انهت عامها الدراسي الثاني، لسانها عذب الحديث وهي غاية بالذكاء وجميع من يراها يعتقد انها اكبر من اعوامها الثمانية".

العائلة التي فقدت طفلتها تنتظر امام ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء لا تستطيع دفن الطفلة بعد ساعات من استشهادها كون قوات الاحتلال التي توغلت بمنطقة شرقي القرارة لا زالت بالمنطقة التي تعتبر ساخنة نظراً لكثرة التوغل والاجتياحات الاسرائيلية هناك.