الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب البرغوثي :عدونا ليس الاحتلال وحده بل الياس والاحباط والشعور بالعجز

نشر بتاريخ: 12/06/2008 ( آخر تحديث: 12/06/2008 الساعة: 18:39 )
عمان-معا- عقد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ندوة سياسية في مقر نقابة مقاولي الانشاءات الاردنية بعنوان القضية الفلسطينية الى اين بحضور العديد من الشخصيات وذلك في اطار استنهاض حركة التضامن مع شعبنا وفي الذكرى الستين للنكبة.

وافتتح الندوة ضرار الصرايرة نقيب المقاولين الذي اكد ان الوضع العربي المتردي انعكس سلبا على قضايا الامة وخاصة القضية الفلسطينية التي تحاول اسرائيل تهميشها وتسعى الى عزل ومحاصرة الفلسطينيين الى جانب سياسة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري في محاولة للنيل منهم.

ورحب الصرايرة بالنائب البرغوثي الذي يقوم بدور وطني لفضح السياسة الاسرائيلية.
كما تحدث في بداية الندوة المهندس وديع ابو ارشيد رئيس لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي اشاد بما يقوم به البرغوثي من دور في النضال الشعبي ضد الاحتلال وفي فضح الممارسات الاسرائيلية.

واعرب البرغوثي عن شكره للنقابة ولجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني وكافة الحضور في الوطن الثاني الاردن مشيدا بوحدة الشعبين الفلسطيني والاردني.
وقال البرغوثي الذي استعرض بالخرائط والصور والارقام الواقع الخطير في الاراضي الفلسطينية ان ما تعيشه الاراضي المحتلة هو مزيج لثلاث عمليات الاولى:نكبة عام 48 والتي نفذت فيها اسرائيل اسرع عملية تطهير عرقي في تاريخ البشرية مشيرا الى ما اكد ايلان بابيه الذي اثبت من خلال الوثائق الاسرائيلية ان ما قامت به اسرائيل عام 48 ليس مجازر وانما تطهير عرقي.

واشار الى ان العملية الثانية تمثلت في تسجيل اسرائيل لنفسها اطول احتلال للاراضي الفلسطينية بعد احتلال اليابان لكوريا الذي دام 36 عاما فيما العملية الثالثة تمثلت في انشاء نظام ابارتهايد وفصل عنصري الاسوأ في تاريخ البشرية.

واضاف البرغوثي ان سباقا جرى الشهر الماضي بين الفلسطينيين واسرائيل على من يستطيع تسجيل ارقاما قياسية في موسوعة جينس حيث صنع الفلسطينيون اكبر مفتاح ووضعوه عند مدخل مخيم عايدة في رمزية للتاكيد على حق العودة وصنعوا اكبر علم فلسطيني في دمشق تاكيدا على الانتماء الوطني وحقنا في الحرية وكتبوا اطول رسالة في ساحة المهد موجهة للاسرى في سجون الاحتلال فيما صنع الاسرائيليون اكبر صحن حمص في محاولة للاستيلاء على التراث والتاريخ الفلسطيني بعد ان استولوا على الجغرافيا.

وشدد البرغوثي على اهمية التمسك بالرواية الصحيحة التي يحاول الاسرائيليون تشويهها .
واكد البرغوثي اننا لسنا في مرحلة حل الصراع بل في مرحلة ادارة الصراع صراع الارادات في وقت تحاول اسرائيل كسر ارادة الفلسطينيين والعرب واستكمال ما بداته في اوسلو وان انابوليس لايخرج عن هذا الاطار,

واوضح ان اسرائيل تحاول استدراج الفلسطينيين الى كامب ديفيد جديد وتضع الفلسطينيين امام خيارين اما التمسك بالحقوق الوطنية وهذا ما سيجري او التنازل عنها وبالتالي تضعهم في موضع الاتهام بانهم هم من يعيقون السلام.

واكد البرغوثي ان اسرائيل لم تغير نهجها منذ عام 67 ولم توافق ولا لمرة واحدة على قيام دولة فلسطينية مستقلة وانما ارادت حكما ذاتيا هزيلا .

وشدد البرغوثي على ان الانقسام الداخلي مدمر للقضية الفلسطينية وان معضلتنا منذ اكثر من عشرين عاما هي عدم وجود قيادة وطنية موحدة للفلسطينيين.

واشار الى ان اسرائيل تحاول خلق قاعدة اجتماعية لحل منقوص وتحاول تصفية الحركة الوطنية وتبني نجاحاتها على الاخطاء الفلسطينية وتستغل عفويتنا في النضال مثلما تستغل الانقسام الداخلي وتمنع نضالا وطنيا موحدا.

واستعرض البرغوثي التتابع التاريخي للعدوان الاسرائيلي منذ قرار التقسيم الذي ينص على اقامة دولة فلسطينية على 45% واسرائيلية على 54% ثم جرى انشاء اسرائيل على مساحة 77% من فلسطين وبعدها عام 88 قبل الفلسطينيون بحل مؤلم على نصف ما قرره قرار التقسيم وهو 23% مشيرا الى ما عرضه باراك في كامب ديفيد هو حل يستثني القدس والاغوار والمستوطنات وان ما ينادي به اولمرت اليوم هو نفس الخارطة التي عرضها شارون على نسبة 11% تكون القدس والاغوار والتجمعات الاستيطانية بيد اسرائيل.

وقال ان معضلة اسرائيل اننا لم نرحل عام 67 وبالتالي حولوا الضفة الى معازل من اجل ان يرحل شعبنا عن ارضة مفندا ادعاء اسرائيل ان هدف بناء الجدار امني لمنع العمليات من خلال استعراض تطابق خارطة اوسلو مع الجدار وهو ما كانت تحضر له اسرائيل منذ اوسلو.

وقال البرغوثي ان انابوليس هو وسيلة اسرائيلية لتنفيس المبادرة العربية بدعم اميركي حتى اليوم مشيرا الى ان اسرائيل قامت منذ انابوليس بشن 2254 هجوما منها 1039 في الضفة و 1215 على القطاع حيث ارتفعت نسبة الهجمات 300%.
واضاف النائب البرغوثي انه منذ انعقاد اجتماع انابوليس حتى اليوم سقط 479 شهيدا على يد الجيش الاسرائيلي منهم 66 طفلا.

واوضح البرغوثي ان عدد الجرحى الذين سقطوا منذ انابوليس وصل الى 1678 جريحا منهم بينهم 93 طفلا .

واشار الى وتيرة التوسع الاستيطاني زادت احدى عشرة مرة منذ انابوليس فيما ارتفع عدد الحواجز العسكرية من 521 الى 607 حاجزا.

واكد البرغوثي ان عدد الاسرى الذين افرج عنهم بما يسمى حسن النوايا بلغ 770 اسيرا فيما اعتقلت منذ انابوليس 3190 مواطنا .

واشار البرغوثي الى الوضع الانساني في قطاع غزة بسبب استمرار الحصار ومنع المرضى من السفر للعلاج في الخارج مما ادى الى وفاة 186 مواطنا مؤكدا ان اسرائيل لم تنسحب من القطاع بل اعادت صياغة الاحتلال ليصبح احتلالا الكترونيا مع منظمومة من العقوبات الجماعية .

وقال ان عدد الشهداء من الاطفال منذ بداية الانتفاضة وصل الى 1028 الى جانب 20الف جريح بينهم 1500معاق.

واضاف البرغوثي ان الجدار العنصري دمر الحياة الفلسطينية حيث يبلغ طوله 850كم وارتفاعه يصل الى 8-9 امتار فيما جرى قلع مليون واربعمئة الف شجرة مثمرة ليبلغ طول الجدار ثلاثة اضعاف جدار برلين وضعفي ارتفاعه.

واشار الى ان اسرائيل ضمت غالبية الاحواض المائية والاحتفاظ ب 800 مليون متر مكعب من مياه الضفة الغربية من اصل 932 مليون متر مكعب لتستولي بذلك اسرائيل على 80% من مصادر المياه الفلسطينية بحيث لايسمح للفلسطيني الا باستهلاك 50 مترا مكعبا سنويا فيما يستهلك المستوكن 2400 متر مكعب.

وشدد البرغوثي على ان اسرائيل تعد لدولة فلسطينية في حدود مؤقتة مع ادخال اصابع داخلها وان احد تلك الاصابع سيدخل من جنوب الخليل ومنطقة بني نعيم ليضم مستوطنة كريات اربعة .

ودعا البرغوثي الى تبني استراتيجية وطنية ترتكز الى اربعة عناصر هي المقاومة الشعبية وبناء قيادة وطنية موحدة ورؤية وطنية موحدة بما في ذلك اعادة بناء منظمة التحرير على اسس ديمقراطية ويشارك فيها الجميع مع اشراك شعبنا في الخارج ودعم صمود المواطنين وبناء حركة تضامن دولي اذ لاتستطيع أي حركة تحرر ان تنتصر دون توازن بين مقاومتها وحركة التضامن كما جرى في جنوب افريقيا.

واستعرض البرغوثي نماذج المقاومة الشعبية الجماهيرية ضد الجدار والاستيطان مثلما يجري في بلعين ونعلين والمعصرة وسوسيا وصفا وبدرس وطولكرم والخليل.
كما استعرض نموذج المقاومة الشعبية في قرية العقبة التي اصدر الاحتلال قرارا بهدم نصف منازلها وتكمن رئيس مجلسها المحلي الحاج سالم الذي اصيب باعاقة جراء اطلاق الاحتلال النار عليه عندما كان عمره 18 عاما من بناء مدرسة وروضة ومسجد دون ترخيص من الاحتلال .

واختتم البرغوثي الندوة بالقول ان عدونا ليس الاحتلال وحده بل الاحباط والياس والشعور بالعجز.

وطرح الحضور العديد من الاسئلة التي اجاب عليها البرغوثي فيما يتعلق بالواقع الفلسطيني وكيفية الخروج من الازمة.