السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير لوكالة معا : الطيب عبد الرحيم ليس مكلفا بملف الحوار والحوار متواصل في غزة ورام الله ودمشق والقاهرة بعد السنغال

نشر بتاريخ: 12/06/2008 ( آخر تحديث: 12/06/2008 الساعة: 22:23 )
رام الله - تقرير مراسل معا برام الله - مساع حثيثة ودقيقة تبذل بإتجاه إنطلاق حوار فصائلي مثمر بعد اسبوع من اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشكّيل لجنة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لوضع الأسس الصحية التي تضمن نجاح الحوار .

وفي المقابل كان هناك خطاب من قبل رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية تحت شعار الترحيب (ولاغالب ولا مغلوب) .

جهات في رام الله تخشى من مواصلة لغة التشكيك ، وان لغة التشكيك بقيت قائمة وقد ترجم ذلك في البيان الذي صدر عن إجتماع ثماني فصائل في دمشق كان على رأسها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والجهاد فيما كانت الجبهتان الشعبية والديمقراطية أبرز الغائبين .

وقال مسؤول في رام الله لوكالة معا : لقد عبّر القيادي الحمساوي سعيد صيام عن ذروة التشكيك في تصريحات للحياة اللندنية حين وصف تعيين عضو مركزية فتح ، الطيب عبدالرحيم كرئيس للطاقم الفتحاوي المفاوض كنسف للحوار قبل إنطلاقته حيث تتهم حماس عبد الرحيم بالوقوف خلف ما أسمته حماس بمحاولة إغتيال هنية في حين تتهم فتح صيام بالشخصية "الأكثر دموية في الصراع الداخلي" .

ولكن عديدون يسارعون لاثلاج صدور الجمهور بتصريحات وحدوية أكثر تساهمية مثل عزام الأحمد الذي رحب بمبادرة الرئيس عباس و إسماعيل هنية داعياً لإلتقاط المرحلة والقفز للأمام ومثله فعل عضو الثوري جبريل الرجوب الذي صرح على فضائية الأقصى أكثر من دافعاً بإتجاه الحوار .

وفي المقابل فإن مقالات القيادي الحمساوي د.غازي حمد تشير على وجود نوايا أو توجهات جدية داخل حماس راغبة جداً بتسوية الأوضاع وكذلك تصريحات د.أحمد يوسف الليبرالية كما اعتبرتها رام الله .

وفي محاولة للتدقيق تبين أن عضو مركزية فتح الطيب عبدالرحيم ليس مسؤولاً عن الحوار وأنه أصلاً لا يشغل مقعدا في اللجنة التنفيذية للمنظمة وأنه كان مسؤولاً عن الحوار من قبل فتح لسنوات في أواسط التسعينات وأن متابعته للجنة الحوار في رام الله تأتي من باب شغلة منصب أمين عام الرئاسة وأنه يتابع القضايا الرئاسية في ظل غياب الرئيس عن الوطن .

ووصف "البعض" التصريحات التشكيكية بأنها صادرة عن جهات وتيارات في الحركتين غير معنية بالحوار وتبذل الجهود لإستمرار الحال القائم والذي يخدم أجندتها ومصالحها في إطار ضيق على حساب الإطار العام .

في المقابل قال مصدر فتحاوي رفيع المستوى لوكالة معا : أن بعض قيادات حماس هي التي تضع العصي في دواليب الحوار وتطرح التشككات والتخوفات كمبررات لعدم الذهاب للحوار أو العمل لإجهاضه قبل إنطلاقته وهؤلاء لهم أجندة إقليمية وأصبحوا واضحين تماماً للصغير والكبير .

وعن الإجتماعات في رام الله ودمشق فيبدو ان التجاذبات هي المحرك لهذه الإجتماعات في محاولة لفرض أجندة موحدة لكل فريق في الحوار المتوقع قريبا بالقاهرة .

ففي دمشق تحاول حماس والجهاد أن تجنّد الفصائل الأخرى لطرح تصورات تخدم أغراضهم وكذلك في رام الله إجتمعت اللجنة للمرة الثالثة في محاولة لتوحيد موقف فصائل المنظمة والإلتزام بالحوار الشامل وليس الثنائي .

وعلم أن الجهات المصرية ستجتمع مع كل فصيل على حدة قبل الإجتماعات العامة وذلك لبلورة موقف بناءً على تصورات الفصائل والفرقاء .

وأبرز السيناريوهات المطروحة :
. إبقاء الدور المصري كلاعب إرتكاز محوري في خطة الحوار بمباركة سعودية ويمنية وعربية وتحفظ سوري نسبي وذلك لإعتبارات أمنية مصرية كجهة متأثرة بحدود طويلة مع القطاع إضافة إلى تجربتها السابقة ومتابعتها لملف الحوار السابق وكذلك كجهة ذات إتصال مع الجانب الإسرائيلي في موضوع التهدئة والمعابر .

. فتح وفصائل المنظمة سترفض الحوار في غزة على إعتبار أنه سيعطي شرعية "للإنقلاب" وتجسيداً له من وجهة نظرهم ولن تقبل فيه حركة فتح تحديداً والتي تتهم حماس بقمع وإضطهاد عناصرها وقياداتها هناك حتى الان.

. حماس ستتحفظ على إجراء الحوار في الضفة على إعتبار أن سلطة فتح "تقمع" عناصرها وقياداتها وتعتقلهم وكذلك وجود أغلب قياداتها في السجون الإسرائيلية .

. ستتمسك فتح بالمبادرة اليمنية والتي تدعوا حماس للتراجع عن سيطرتها وأعادت الوضع على ما كان عليه قبل 14/6/2007 والإلتزام بشرعية منظمة التحرير وقراراتها والذهاب لإنتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة والمرحلة الثانية تشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة تشكيل الأجهزة على معايير مهنية .

. كما تتمسك فتح بالرعاية العربية للحوار .

. حماس من جانبها ستتحفظ على قبول رزمة حل واحدة وستطالب بإصلاح المنظمة أولاً والأجهزة الأمنية قبل القبول ببقية الشروط وستحاول أن تقلد نموذج حزب الله بأن تقبض ثمناً لسيطرتها على الأرض في غزة بتحقيقها مكاسباً سياسية في المعادلة الداخلية .

ويبقى العنصر الأكثر حسماً في التوجهات القادمة بعيداً عن فتح وحماس وفصائل المنظمة والمنشقة عنها هو ( العنصر الإسرائيلي ) الذي قد يخلط الأوراق بإجتياح مفاجيء للقطاع أو بتهدئة سريعة وإتمام صفقة الجندي الأسير جلعاد شاليط مما سيخلط الأوراق ويعزز دور طرف على طرف اخر .