اسرائيل: الاثنين القادم يتقرر اذا تنجح التهدئة مع غزة ام لا
نشر بتاريخ: 13/06/2008 ( آخر تحديث: 13/06/2008 الساعة: 21:15 )
بيت لحم- تقرير معا- يبدو ان الاحزاب الاسرائيلية قد بدأت حملتها الانتخابية مبكرا على حساب قطاع غزة ، فقد ارتفع مؤشر التصعيد العسكري في الايام الماضية بشكل يوحي الى عودة المنطقة كلها الى خط النار ، وسقط 14 شهيدا وعشرات الجرحى في غزة كان اخرهم ثلاثة سقطوا صباح الجمعة في غارات متواصلة تزامنت مع عودة المبعوث العسكري الاسرائيلي عاموص جلعاد من القاهرة من دون اي اتفاق حول التهدئة .
التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية نقلت عن مصادر مسؤولة في هيئة الاركان قولها ان الرد المصري النهائي حول التهدئة بين اسرائيل وغزة سيكون يوم الاثنين القادم . على حد قولها .
وقال مسؤول في وزارة الجيش ان اسرائيل تتوقع رد حماس على الشروط التي وضعتها لاعلان التهدئة خلال الاسبوع المقبل.
ويشار الى ان من بين هذه الشروط اصرار اسرائيل على ان يشمل وقف اطلاق النار جميع الفصائل الفلسطينية وليس حركة حماس فقط اضافة الى تحقيق تقدم في ملف الجندي غلعاد شاليت وتشديد المراقبة المصرية على الحدود لوقف عمليات تهريب الاسلحة والوسائل القتالية الى القطاع.
من جانبها حماس رأت وعلى لسان اسماعيل هنية ان التصعيد الراهن يعكس المازق الامني والسياسي الذي تعانيه حكومة اولمرت .
وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك فضح الامر مساء الجمعة فقال في تصريحات نشرتها صحيفة معاريف ( ان التهدئة مع غزة جرى تأجيلها بسبب الاجواء الانتخابية في داخل حزب كاديما الذي يتزعمه اولمرت ) وهو ما دفع بالعديد من اعضاء الكنيست وقادة كاديما لتحميله مسؤولية الضبابية في الموقف العسكري والسياسي الاسرائيلي .
وقال كبار المسؤولين من حول ايهود باراك في تصريحات "مذهلة " انه : كان بالامكان توقيع تهدئة قبل اسبوعين او حتى ثلاثة ولكن الاجواء الانتخابية التي يقوم بها حزب كاديما هي التي منعت ذلك . كما قال حرفيا .
وحسب اقوالهم فان تصريحات الوزراء من كاديما اضعفت الجهود المصرية وردعت حماس التي تسعى وراء التهدئة لكنها لا تريد ان تبدو كمن يلهث وراءها .
وهكذا تختلط الاوراق مرة اخرى ، أزمة اسرائيل الداخلية مع حربها ضد غزة ، والحوار الداخلي الفلسطيني مع مشاكسة اسرائيل لحكومة فياض وللرئيس ابو مازن ، وصولا الى لوحة سريالية سياسية يستطيع كل طرف ان يراها كما يريد وكيفما يشاء.
فيمكن لاسرائيل ان تشن حربا على غزة ويمكن ان تسقط حكومة اولمرت قبل ان تقوم بذلك ، ويمكن ان ينجح الحوار الوطني ويمكن ان تتقدم المفاوضات السياسية ويمكن العكس تماما ...... فهذه هو الشرق الاوسط ، كل طرف فيه يريد كل شئ او لا شئ مطلقا .