الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فعلها الطليان.. والديوك بلا زيدان

نشر بتاريخ: 18/06/2008 ( آخر تحديث: 18/06/2008 الساعة: 19:08 )
بيت لحم - معا - منتصر إدكيدك - لم تكن مباراة الأمس بالمباراة الاعتيادية أو الروتينية للمشاهد الرياضي أو للمحللين الرياضيين، فالتوقعات والتكهنات تجمدت بعد المبارتين العنيفتين اللتان تعرض لهما كل من أبطال العالم أمام المنتخب الهولندي بثلاثية ساحقة ورباعية مؤلمة بددت الآمال، وجعلت من الجميع يتوقع ما هو مفاجئ أو مؤلم في هذه المباراة المصيرية.

مباراة كانت أشبه بلعبة الموت أو الحياة أو يمكن تلقيبها بمباراة الكأس، فكلا الفريقين يحاول أن يستعيد أنفاسه وقواه ليدخل الجو الكروي الأوروبي من جديد، ولينعش عشاقه وجمهوره بفرحة تاريخية بعد خذله صاروخية من أصحاب اللون البرتقالي.

الجمهور في هذه المباراة تجاوز الثلاثين ألف والمدرجات عجت بالأعلام الفرنسية والايطالية كما عجت الشوارع أيضا، ولكن اللباس توحد لتكن المدرجات قد اكتست باللون الأزرق والأبيض بألوان علم الفريقين، ليخلقوا جوا حماسيا للاعب داخل أرض المباراة يدفعه للقتال والتلاحم لتحقيق النصر.

ومنذ اللحظات الأولى للمباراة ومع انطلاق صافرة الحكم السلوفاكي لوبوس ميشال بدت علامات الاندفاع على لاعبين المنتخب الايطالي الذي أطبق لاعبوه على منطقة الخصم الفرنسي ليشنوا عدد من الهجمات السريعة والمجدية على مرمى الحارس الفرنسي غريغوري كوبيه، الذي كان سيد الحظ أمام اللاعب الطلياني لوكا طوني المتعثر في هذه المبارة بعد إضاعته الفرص العديدة وبدون أي تسجيل.

فدندوني المدرب الايطالي الخبير استطاع في هذه المباراة أن يمسك زمام الأمور وأن يحقق النصر في تكتيكه الذكي الذي أدار به المباراة بشكل هجومي من اللحظة الأولى ليضع المدرب الفرنسي ريمون دومينيك في وضع الدفاع حتى منتصف الشوط الثاني من المباراة.

وبالنسبة للأهداف فالهدف الأول الذي حققه اللاعب الايطالي بيرلو في الدقيقة 25 من ركلة جزاء نظيفة كان هو مؤشر الحركة الايطالية في هذه المباراة، وسهم الارتفاع الحاد الذي اخسر الفريق الفرنسي أحد أفضل مدافعية "ابيدال" ببطاقة حمراء مرفقة بهدف أدمى الجرح الفرنسي، وشحن المباراة بالتوتر واللعب العنيف لتخرج سبعة بطاقات صفراء، أربعة منها في وجه الفريق الخاسر وثلاثة في وجه الفريق الفائز.

أما الطلقة الثانية "الهدف الثاني" فقد بدت أعراضه واضحة على قائد الفريق الفرنسي هنري بعد أن سدد روسي كرة ثابتة قابلت في طريقها قدم هنري الذي حولها للجهة العكسية لمرمى كوبية الجريح، ليعزز الاتزوري الفارق، ويصعب مهمة الديوك الذين حاولوا أن يصرخوا من بعدها، ولكن كان الفريق الايطالي قد استيقظ باكرا قبل صراخ الديك الفرنسي.

وفي النهاية أقول بان زيدان كان صاحب التمريرات السحرية لهنري وغيره من أبطال المنتخب الفرنسي وغيابه خلف أثرا واضحا على المنتخب الأزرق رغم وجود اللاعب الجديد بنزيمة وتحركاته وتسديداته الصاروخية، إلا أن خط الوسط الفرنسي كان يفتقر للاعب الأغلى والأفضل "زيزو" الذي سيجبر الفرنسيين بالبحث أو ابتداع مثلا له في المستقبل.