بعد عام على الزلزال.. "غزة تحت الصفر" .. حتى لانقول "في الصيف ضيعنا الوطن"!!
نشر بتاريخ: 19/06/2008 ( آخر تحديث: 19/06/2008 الساعة: 11:20 )
بيت لحم- كتب المحرر السياسي ابراهيم ملحم- عام بالتمام والكمال مضى على الزلزال الذي ضرب غزة ذات حزيران فأخرجها من الوطن ولمّا تعد !!
ضرب الزلزال مخلفاً مشاهد مأساوية، وإنقساماً حادا طولا وعرضا ،غير مسبوق في شدته، وقسوته، وخطورته، واثاره، وتداعياته ،حتى تداعى له سائر الوطن بالحمى والسهر .
ضرب الزلزال، ومازالت هزاته الارتدادية تضرب كل بيت، وحارة، وزقاق، وشارع، ومدرسة، وجامعة، ومصنع، ومخبز، ومتجر، ومنشاة، جوعا وفقرا وقهرا ،وغلبة دين وكآبة منظر ،ونقصا في الأموال ، والأنفس ، والثمرات، والحريات ، والمحروقات .
ضرب الزلزال فجعل غزة "تحت الصفر" سياسياً ،وإقتصادياً، وتعليمياً، وإجتماعياً ونفسيا ،وبيئيا .
وإذ نقف اليوم مصدومين ومذهولين،من آثار تلك الضربات الارتدادية المتواصلة لذلك الزلزال المدمرطيلة عام من الانقسام ، تنفتح كوة من الأمل في الجدار ،عبر الخطاب المقتضب الذي ألقاه السيد الرئيس محمود عباس و الذي دعا فيه" الإخوة في حماس إلى العودة لاحضان الوطن على ارضية اتفاق صنعاء " ،فيما جاء رد حماس الايجابي على ذلك الخطاب الوحدوي باعثاً على الأمل بإمكانية وصل ما إنقطع من تقاطع السيوف بين الإخوة .
ولعل الزيارة التي يقوم بها وفد رفيع المستوى من فتح إلى القطاع ولقائه، بالفعاليات الوطنية هناك، معطوف عليها سريان التهدئة بين إسرائيل وحماس مع خيوط الفجر الاولى من هذا اليوم ، ما يبعث الامل في كسر الإستعصاء، والخروج من عنق الأزمة الطاحنة وعودة غزة إلى الوطن وعودة الوطن اليها .
كما تقدم التهدئة الإعلامية على جبهتي التجاذبات بين الفرقاء، فرصة لتنقية النفوس وتطهير القلوب من ادران الفتنة،لطي صفحة مؤلمة من التاريخ الفلسطيني،ولنقيم جميعا صلاة الشكر في ساحة المنتدى.. صلاة للوحدة لا للقطيعة،وللمحبة لا للكراهية، للوطن الواحد الموحد لا للجزر، والممالك، والمحميات، حتى لا تبك عيوننا وطنا لم نحافظ عليه مثل الرجال،ولكي لا نضرب ذات يوم كفا بكف ونعض على اصابعنا ندما ونقول (( في الصيف ضيعنا الوطن ))!