الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وليد كنعان رياضي من العيار الثقيل... عاد لخدمة الرياضة الفلسطينية؟ فهل ستحتضنه مؤسسات فلسطين الرياضية?

نشر بتاريخ: 20/06/2008 ( آخر تحديث: 20/06/2008 الساعة: 12:22 )
بيت لحم- معا- كتب حافظ عساكره - عاد إلى ارض الوطن مؤخرا ، وبعد طول انتظار، الخبير الفلسطيني الدولي المتخصص في لعبة" الونج تشان كنغ فو" وليد كنعان أبو خالدـ بعد أن امضي اكثر من 40 عاما في تعلم "الكنغ فو" وأساليب الدفاع عن النفس وتعليمها على مستوى العالم.

الخبير الفلسطيني عاد إلى ارض الوطن هذه المرة ليستقر في مسقط رأسه مدينة بيت لحم، لتحقيق حلمه الذي طالما راوده في غربته، "أن يجد نفسه أمام منتخب رياضي فلسطيني "للكونغ فو" تم تشكيله ليرفتع ويرفع اسم فلسطين عاليا في كافة المحافل المحلية والدولية، واضعا نصب عينيه خدمة الرياضة الفلسطينية، وانتعاشها من وضعها الذي لا تحسد عليه.


وعندما علمت وكالة" معا الإخبارية" بعودة هذا البطل الفلسطيني لموطنه، سارعت للالتقاء به والاطلاع على أهم منجزاته الرياضية، ومشاريعه وخططه المستقبلية لخدمة الرياضة الفلسطينية، فكان لها شرف اللقاء بهذا الخبير الذي أبدى "مسئولية وإخلاص وانتماء لبلده ورياضته، وبدا هذا التوجه منعكسا على أقواله وأفعاله خلال تبادل أطراف الحديث معه.

وفي هذا السياق قال الماستر كنعان لمراسلنا " انني نذرت نفسي لان اكون خادما لبلدي ولشعبي ولرياضتي من دافع الحرص والواجب والانتماء لله اولا، ولبلدي فلسطين ثانيا، لان الله منحني علما وامانه ومن المفروض على الابن ان يقدم واجبه نحو اهله" مؤكدا انه عاد الى فلسطين لتكرير المحاولة التي بدأ بها منذ اكثر من 15 عاما وهي خدمة الرياضة الفلسطينية وتوجيه الطاقات الرياضية الابداعية الكامنة التي يتحلى بها ابناء هذا الشعب من منطلق الواجب والمسؤولية العلمية التي اختصه الله بها"

واضاف قائلا" انه يتمنى ان تحتضنه مؤسسات فلسطين الرياضية، لانه لا يبغي منصبا ولا مالا، ولو اراد ذالك لناله في الخارج حيث الفرصة تكون هناك مواتية وسهلة، متمنيا ان لا يفقد الامل هذه المرة من المسئولين عن هذا المجال، مطالبا ان تؤخذ ملاحظاته على محمل الجد وانه على استعداد كامل لان يقدم لهم المساعدة والتوجيه الصحيح وان ينقل لهم خبرته التي تزيد عن الـ 40 عاما على طبق من ذهب، مؤكدا ان واجبه الاخلاقي ومسؤليته الرياضية تفرض عليه ذلك، مشيرا الى ان هذا الواجب هو اقل ما يقدمه، وانه غير مشكور على فعل ذلك، لان ابناء شعبه بامس الحاجة الى المساعدة وعدم اضاعة الوقت في وعود لم تنفذ في السابق، متمنيا هذه المرة ان ترى تلك الوعود النور، وان يتم البدء بتنفيذها على ارض الواقع.

وقال كنعان ان لدى الرياضيين في فلسطين طاقات كبيرة وارادة صلبة تصنع المعجزات لكنها تحتاج الى الصقل والتطوير لتتمكن من الارتقاء لاعلى المستويات وخصوصا التمثيل الدولي اضافة الى المحلي، قائلا "ان ثقتي بالله اولا، والمسؤولين ثانيا، لان يمنحونا السبل والامكانيات للانطلاق، ولاستغلال هذه الطاقات الفذة والنادرة في شعب يعاني، ومع ذلك كله لديه القدرات والطاقات التي تمكنه الابداع ان اعطي فسحة من الامل وفتح امامه الباب في هذا المجال.

اما على الصعيد الفني الذي تظهر به رياضة الونج تشان كنغوفو في فلسطين، اكد كنعان ان هناك مواهب فذة بين الجيل الشاب في فلسطين وللاسف الشديد ان الذي نادى به قبل 15 عاما، عندما قدم لزيارة فلسطين يكرره اليوم" ليس هناك رعاية كافية للنشاطات الشبابية وتحديدا على المستوى الرياضي، اضف الى انه لا يوجد فرصة حقيقية لصاحب الفن لان يظهر مواهبه وطاقاته ليتمكن من تمثيل بلده في كافة المحافل.

واشار الى انه لا يريد ان يضيف للظلام سوادا او ان يلعن الظلام، "لانه يوجد لدى لاعبي رياضة الونغ تشان كنغ فو فرصة كبيرة لنيل الدرجات المشرفة، وهذا بلا شك خطوة ترفع اسم فلسطين عاليا اذا ما فعلا اعطوا فرصة ومجالا صغيرا ليتنفسوا من خلاله، وصلاحية بسيطة ليتمكنوا من تشكيل فريق صغير، او حتى نواة لمنتخب فلسطيني تتوحد فيه كل الطاقات، وقتها سيحصلوا بالتاكيد على مراكز مشرفة جدا، ومن هنا يسمع العالم بان هناك شعب فلسطيني، ودولة اسمها فلسطين، تمثل على مستوى العالم في كافة المجالات"، مشيرا الى ان "هذه نقطة اعلامية مهمة تلفت نظر العالم الينا".

وتوجه كنعان بالملامة على وزارة الشباب والرياضة، لعدم رعايتها الكافية لهذه الرياضة، قائلا" نريد اهتماما برياضة الونج تشان كنغ فو، وباقي الرياضات المختلفة، متمنيا ان يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وخاصة في هذا المجال الرياضي، وذلك لاستغلال الطاقة الموجودة لدى الشباب وتوجيهها توجيها فنيا، قائلا ان الواقع يثبت ان شبابنا لديه قابلية للابداع والنجاح، اذا توفر له الدعم المناسب واذا ما احترم البرنامج الذي تم دراسته واعتماده لان يطبق جديا على ارض الواقع، وبهذا نكون قد حققنا مصلحة عامة للرياضة الفلسطينية، وليس مصلحة خاصة لمن يهوى حب الظهور والإعلام الخاص" حسب قوله.


وحول سؤاله فيما اذا ما سيستمر في العيش هنا، وخدمة الرياضة الفلسطينية في المجال الذي تخصص به.؟ قال الخبير الفلسطيني: اقولها وبفخر:، "هذه بلدي وهذا شعبي، وكل رياضي في هذه البلد هو عبارة عن ابن لي، وانا اتمنى ان ابق هنا لخدمة الرياضة الفلسطينية وخدمة ابناء شعبي، وهذا واجب، اقدمه امام الله وامام كل فلسطيني، متنيا ان يمنح الفرصة الكافية لان يقدم كل ما بوسعه، وكل العلم الذي اوتيه، وهذا حلمه الحقيقي الذي بقي يراوده في بلاد الغربة طويلا والذي يسال الله ان يترجمه من حلم الى واقع حقيقي ، وان ايبقى دوما بين ابناء شعبه".

واشار كنعان الى انه يعيش حاليا في مدينة بيت لحم، ويعتاش من وراء مزاولة مهنة تدريب "الكنغ فو" في المركز الام بمدينة بيت لحم، ومدينة القدس" صالة المعهد العربي"، رغم صعوبة الوضع وقلة الامكانيات، فالصالات هنا تفتقر لادنى المستويات التي يجب ان تكون عليها، فهي حتى في احسن الظروف لم تصل حتى لمستوى القياسات الدولية التي يجب ان تكون عليها الصالات الرياضية في كافة الدول.

ودعى كنعان اصحاب الامر والمعنيين الى الاهتمام بالرياضة، والسعي الحقيقي للحصول على التمويل والدعم، مؤكدا "ان هناك جهات صديقة للشعب الفلسطيني، تعمل على تقديم فرص كبيرة على مستوى العالم لدعم المشاريع الرياضية اذا ما فعلا وجدت هذه الجهات توجها وسعيا حقيقيا نحو ذلك".

واكد كنعان "انه اذا ما تم الحصول على المطالب البسيطة التي يريدونها فانهم سيتمكنوا وقتها من تحقيق الحلم وستستغل الطاقات المكبوتة والمواهب الفذة التي تحتاج الى الصقل والنصح والتوجيه، وستكون رسالتهم الرياضية للجميع، اننا شعب موهوب يبدع ويعلوا"، قائلا: "نريد من مؤسسانتا الرياضية على الاقل تقليد الاهتمام الذي نراه من قبل دول اخرى خصوصا في المجالات الرياضية لانها توجهه نحو ابنائها ورياضييها فتحقق النتائج فعلا على ارض الواقع".

وسالناه حول شخصيتة الرياضية المعتبرة ومكانته المتميزة على مستوى العالم وخبرته الطويلة، التي استغلت عالميا، ولم تستغل محليا حسب قوله: فقال كنعان انه لا يحبذ الحديث بخصوص هذا الموضوع لكن السؤال يجبره على الاجابة، رغم انه يتالم. قائلا" بلا تفاخر وبتواضع رجل يتمتع بوضع رياضي كوضعي، بصدق هذا الشيء يلزمنى بالمسئولية، فانا احمل رسالة من واجبي ان اذلل امامها كل الصعوبات لكي ابلغها لابناء شعبي بالمحبة والرفق والانتماء، لكن الغريب انني وجدت الاحترام والتقدير الكامل في معظم الدول الغربية وبعض الدول العربية، في المقابل وجدت نفسي غريبا بين ابناء بلدي، لدرجة ان الماستر" فانج ها" الذي زار فلسطين قبل اسبوعين تقريبا قدمني وعرف بي بين ابناء شعبي وبين مسؤلين وخبراء في مجالات رياضية مختلفة لمعرفته الجيدة بي وانا زميل له في الصين وامريكا، هذا الخبير عرف بي امام الحشد الكبير الذي كان متواجدا هناك في صالات المعهد العربي بالقدس، والمؤلم في الموضوع، ان الحاضرين تفاجئوا بي، لعدم معرفتهم بانني فلسطيني، وهذه الشيء دفع الماستر" ها" للاستغراب عندما راني غريبا في بلدي بين اهلي وابناء شعبي، وهذا الشيء احرجني كثيرا" على حد قوله.

واشار كنعان الى "انه في هذا السياق يستحضره بعض المواقف التي حدثت معه في دول غربية وعربية عندما كان يزورها من قبل الاتحادات الرياضية والاندية العالمية، مشيرا الى انهم كانوا يعرفوه جيدا يستقبلوه بحفاء عارم ويسالوه حول ملاحظاته لتطوير رياضة" الونج تشان كنغ فو" "والتاي تشي" وغيرهما، متسائلا هنا لماذا لا تسال هذه الاسئلة من قبل المسؤولين الرياضيين الفلسطينيين، لماذا لا نجد احدا هنا ينتبه الينا، بل لا يلتفتون حتى الى خططتنا الاولية والمستقبيلة، متمنبا ان يتم تبادل اطراف الحديث معهم فقط في كيفية تطبيق الخطط الموضوعة والمرسومة، لاجل ترجمتها الى عمل فعلي على ارض الواقع، موضحا انه حتى هذا الشيء لا يجده هنا".

وطالب الخبير كنعان المسؤلين الاهتمام بالرياضة والجيل الشاب، مؤكدا انه يسعى لاستغلال الطاقات والمواهب الموجودة، خوفا عليها من الضياع كما حصل عام 1995 موضحا ان خططه المستقبلية وملاحظاته التي يحملها هي فقط لدعم هذا الفن الرياضي وتطويرة والانطلاق بهذه المسيرة الرياضية الى الامام والسير بها قدما لتحقيق الانجازات وقطف الثمار.

واشار ابو خالد الى "ان الوزارة تتبنى ما يسمى استضافة خبراء عالميين اجانب ودفع معاشات باهضة لهم جراء قدومهم الى فلسطين ليحاضروا يوما او ثلاثة ايام، مشيرا الى ان هذا شيء جيد وجميل، لكن ليس وقته، لاننا على حد قوله نفتقد حاليا البنية القوية التي يجب ان يبنى ويتاسس عليها الاتحاد من جديد للانطلاق به، ففاقد الشي لا يعطيه ، قائلا: " بعد اصلاح وضعنا الداخلي حينها يمكن الاستضافة لاجل نقل الخبرات والاحتكاك الذي بدوره ينمي القدرات ولا يخلقها لانها مفقودة في ظل المعادلة التي نحن عليها، فالجهود الرياضية مشتتة والانقسامات الداخلية حتى لنفس اللون الرياضي الواحد متعددة. علما انه يوجد في فلسطين مستويات عالية وخبرات كبيرة، لكنها تحتاج الى المظلة الكبيرة التي تتسع للجميع لينطلق من خلالها الجميع".

وقال في هذا السياق: "لا اريد ان يفهم حديثي على غير مقصده، فانا صدقا اكررها لاني لا اقصد من وراء حديثي هذا لا مالا ولا منصبا، لكني اتامل ان امنح حق البقاء في بلدي وبين ابناء شعبي الذين احبهم واتمنى ان يحتضنوني بمحبتهم التي تغنيني عن كل شيء".

اما فيما يتعلق بسؤالنا حول ما اذا تم استدعائه من قبل بعض الاتحادات الفلسطينية او المسئولين او الزملاء لتبادل اطراف الحديث معه حول تطوير هذا المجال الرياضي وتشكيل اتحاد يخضع لقانون ولائحة داخلية تنظم اعماله؟ قال كنعان "نعم انا وبعد عودتي لم اجلس سوى جلستين: الجلسة الاولى: عقدت في مخيم الدهيشة ببيت لحم، وانا قمت بالاشراف عليها والدعوات كانت موجهة مني ومن بعض الزملاء، ولكن للاسف معظم الاسماء اللامعة التي نسمع عنها في الاعلام كثيرا لم تحضر للاجتماع" لا ادري لماذا!؟" علما ان هذه الدعوة وجهت من قبل الزميل والاخ حسين الخطيب - رئيس الاتحاد الفلسطيني للكنغ فو- بناء على تشاورات دارت بيني وبينه في هذا الخصوص" على حد قوله.

اما الجلسة الثانية: "فتم عقدها في وزارة الشباب والراياضة وكانت ايجابية نوعا ما، رغم بعض التحفظات والتعليقات، لكني ليس بمكان الافصاح عنها لاني اريد لم الشمل ولا اريد ان اشتت الشمل اكثر مما هو عليه اصلا، فانا اسعى الى تقريب وجهات النظر وتذليل كل العقبات والصعوبات والتحديات التي تعصف بلعبة الكنغ فو فلسطينيا، لكني اوضحت للحاضرين جميعا، اننا ان كنا نريد ان نسير في الطريق الصحيح، فلا بد ان نتقيد بالصدق والامانه والمسؤولية الرياضية الكبيرة التي يستحقها منا هذا الشعب، والتي تلقى على عاتقنا اتجاهه، مطالبا من الزملاء الحاضرين وضع برنامج خاص واسس سليمة يتم الاتفاق عليها يتم خلالها اقرار هيكلية الاتحاد من جديد، وهذا يعمم على القديم والجديد، وذلك بهدف زيادة الخبرة في هذا الموضوع ولاجل وضع النقاط على الحروف وللتقويم السليم للسير قدما نحو كنغ فو فلسطينية تستحق الاحترام والتقدير على المستوى العالمي".

وقبل الختام توجه الماستر كنعان برسالة عبر وكالة" معا" الاخبارية لوزارة الشباب والرياضة والمسئولين الرياضيين؟ قال فيها" رسالتي للجميع وخصوصا المسئولين الرياضيين ان هيا بنا ننفض عنا غبار السنوات الماضيات، لندعم القطاع الشبابي، ونصوب الخطا، ونقوم الاعوجاج، ونستغل الطاقات، ونعطي الفرصة لتحقيق الانجازات، نرجوا منكم ان ترحبوا بالبرنامج والخطة التي عكفنا على اعدادها فترة من الزمن حتى خرجت الى النور للارتقاء باتحادنا الفلسطيني" للكنغ فو" خاصة والرياضة الفلسطينية عامة، وعدم رفضها او اهمالها، مطالبا بتوفير ميزانية خاصة غير مكلفة لارسال العدد المطلوب من اصحاب المواهب والخبرات في مجال الكنغ فو الى الصين وغيرها لاجل صقلهم والاحتكاك مع الخبرات العالمية وذلك بعد تصحيح الوضع الرياضي الداخلي بهدف تعلم ما هو مطلوب على مستوى عالمي" اولمبي"، مشير الى ان هذا البرنامج في الحقيقة، لا يستغرق الا اشهر قليلة وتكلفة بسيطة جدا".

وفي الختام قال كنعان: " انه يتمنى تطبيق الاقوال الى افعال، مطالبا بعدم المط الزائد بها، مشيرا الى ان هذه المماطلات تضعف العزيمة، وتنهك القوى، وتهلك الفكر، وتقتل الابداع، وتجعل اصحاب المواهب يفقدونها، كما وحصل سابقا خلال تجربة عام1995".

يشار الى ان كنعان، "يعتبر من ابرز ابطال لعبة "الونغ تشان"كونغ فو, عالميا بشهادة اقدر واكبر الخبراء العالميين واشهرهم. " فهو احد اهم ثلاثة ابطال عالميين متميزين على مستوى العالم في هذه اللعبة، والذين حافظوا بدورهم عالميا على إتقان هذا الأسلوب بشكل كامل وصحيح".

وتجدر الاشارة كذلك، "الى ان الماستر كنعان صاحب مشوار رياضي حافل وكبير في رياضة" الكونغ فو" فهو حاصل على ماستر تدريب أسلوب الونغ تشان طريقة كونج هونج.. إلى جانب تعليم وتدريب أسلوب الحاجب الأبيض.. وأسلوب تاي تشي كوان" باك ميه".. كما انه حاصل على درجة الأستذة في أسلوب الونج تشان طريقة فوسان الصين الشيوعية. حتى ان بعض خبراء الكنغ فو والزملاء الرياضيين اطلقوا عليه القابا مختلفة، منها: انه نجم رياضي عالمي من العيار الثقيل" وخير سفير رياضي عرفته فلسطين.