الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخبرة الألمانية تقصي برازيل أوروبا

نشر بتاريخ: 20/06/2008 ( آخر تحديث: 20/06/2008 الساعة: 14:22 )
بيت لحم - معا - منتصر ادكيدك - استطاع المدرب الألماني يواكيم لوف في هذه المباراة أن يحرك جميع المسننات داخل المكينة الألمانية بوضعه الزيت "الخطة" في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، وبتشكيلة كانت أروع مما توقعنا وتصورنا. ففي هذه المباراة توجهت الجماهير لمتابعتها والتوقعات على أغلبها تتوجه نحو البرتغال الذين أبدوا أفضل أداء من الألمان على مر ثلاث مباريات جادة، ولكن يظهر أن تكتيك لوف كان يدور حول راحة لاعبيه وتهيئتهم لمثل هذه المباريات على حساب المباريات في الدور الأول.

ولاحظنا ذلك عندما قال المدرب الألماني بأن التأهل هو الأهم بالنسبة لي، ولكن ضمن حسابات خاصة ستختلف عند الانتقال للدور ربع النهائي الذي سيكون أكثر قوة وصعوبة مضيفا، ولهذا يجب أن يتم إعداد اللاعبين ليكونوا مهيئين ويلعبون في المكان الصحيح للعبور بسلام للدور النصف النهائي.

ليس هذا فقط.. بل إن التشكيلة الألمانية لهذه المباراة 4-2-3-1 كانت تشكيلة دفاعية هجومية، ولاحظنا ذلك من خلال التحركات السريعة للألمان الذين كانوا يندفعون معا عند الهجمات المرتدة ليتحولوا إلى ستة لاعبي هجوم، وفي حالات الخطورة كان يدافع عن مرمى الألمان أكثر من ثمانية لاعبين، وكذلك نجد بأن لوف قد اختار ظهرين يمتلكون كفاءة ولياقة عالية ليكونوا دعامة في تهيئة الكرات للهجوم ويكونوا قاطعي كرات المنتخب الأنيق.

وبالنسبة للأهداف فلقد سجلت ثلاثة أهداف رئيسية منها اثنان للألمان الذين أثبتوا بأنهم اسود الكرات الرأسية والكرات المرتفعة، الأمر الذي بدا واضحا عندما عجز البرتغاليون خلال الشوط الثاني من اختراق الدفاع الألماني بأية كرة مرتفعة حتى الدقيقة 86 التي أحرز خلالها هيلدر بوستيغا هدفا رأسيا من تمريرة للاعب ناني لاعب مان يونايتد الانجليزي، كان هذا الهدف بمثابة روح جديدة للاعبي المنتخب البرتغالي الذين لم يتوقفوا عن المحاولة حتى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، ولكن الصحوة البرتغالية وصلت متأخرة ولم تستطيع أن تلحق بسرعة المكينة الألمانية التي تفوقت بالوقت.

ومن هنا يمكن القول بأن المنتخب البرتغالي قد لعب حتى اللحظة الأخيرة بروح قتالية تبحث عن الانتصار، ولكن الخبرة الألمانية تفوقت على الأداء البرتغالي الجميل لتضع المدرب البرتغالي سكولاري موضع الحزين والمتألم خلال الشوط الثاني من المباراة، وبشكل خاص بعد الرأسية المؤلمة من القائد الألماني بلاك الذي زلزل اللاعبين البرتغاليين وجمهورهم.

والأهم أن الحارس الألماني لمان قد صدق عندما قال بأنه يملك الوصفة السحرية التي ستمكن زملاءه في الدفاع من إيقاف اللاعب البرتغالي كريستيان رونالدو الذي لم يسعفه الحظ ، وبالفعل فعلها لمان وقتل اختراق هذا اللاعب بتوجيهات منه وبدفاع لاعبيه الأقوياء.

بطولة حولت كل التوقعات إلى سراب، وجعلت مشجعي المنتخب البرتغالي يبكون ويتألمون على هذه النتيجة، وبالمقابل حولت التردد والخوف الألماني إلى انتصار حقيقي يحمل عراقة وبصمة ثلاث بطولات سابقة في تاريخ البطولة الأوروبية، هذه المباريات جعلت من محللي الكرة الأوروبية يتوقعون الغريب للمباريات القادمة معيدين ذلك لنظرية انفصال أداء المنتخبات في الدور الأول عن الأدوار المتقدمة من البطولة، لأن الوصول وحده يكون كفيلا بأن يخلق جو من الاندفاع والجدية في نفوس اللاعبين والمنتخبات.

في النهاية فعلها الألمان واليوم متوقع أن يفعلها الأتراك أصحاب النفس العميق، مع أن البعض يقول بأن كرواتيا أصعب مما يتصورون الأتراك، ولكن منتخب عنيد يصل لهذه المرحلة سيتحول إلى طلقات وليس لاعبين في المباراة، وأقوال بيليتش بأن الأتراك قادرون على قلب النتيجة لتؤكد نظرية المفاجئة في هذه المباراة.