الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شرق خانيونس: البعض بدأ بالعودة للديار وآخرون يخشون تهدئة هشة

نشر بتاريخ: 21/06/2008 ( آخر تحديث: 21/06/2008 الساعة: 14:54 )
غزة- تقرير معا- اليوم ثالث من أيام التهدئة, يشعر مواطنو شرقي خانيونس بالأمان ويرغب العديد منهم بالعودة إلى ديارهم وإعادة ترميم ما تهدم منها بفعل قذائف الاحتلال وفلاحة الأراضي الزراعية المجرفة والتي ضاع معها موسم الحصاد.

إلا ان هذه العودة ليست في مجموعها ما يطالب به المواطنون الذين اتت قذائف الاحتلال على منازلهم وجرافاته التهمت أراضيهم الزراعية وقتلت بعض عياراته النارية وقذائفه اطفالهم آخرهم الطفلتان آية النجار وهديل السميري.

ويحتاج المواطنون في تلك الانحاء شرقي خانيونس حيث القرارة وخزاعة وبوابة كيسوفيم وعبسان الكبيرة والصغيرة إلى ضمانات بألا يعود الاحتلال للتوغل مصحوباً بآلياته العسكرية بالقرب من منازلهم أو شن عمليات عسكرية محدودة تعود عليهم بالدمار فتقتل أطفالهم وتعيث فساداً في اراضيهم الزراعية ومنازلهم، وهم منذ الخميس الماضي شرعوا بحزم أمتعتهم من شقق قاموا باستئجارها إلى الغرب من خانوينس وعادوا رويداً رويداً مع خيوط فجري الجمعة والسبت إلى منازلهم على امل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال.

الحاج سليمان ابو ضاهر ثمانون عاماً تخط على قسمات وجهه تعاريج أرضه الزراعية التي جرفها الاحتلال مراراً آخرها قبل اسبوع من بدء سريان التهدئة في آخر توغل اسرائيلي لشرقي القرارة، يقع منزله المتواضع إلى 200 متر من بوابة وكيسوفيم يقول:": سنعود ولم لا فتلك ديارنا وأرضنا فهي شرفنا وإن تركناها ضاعت" ويضيف:" لا أملك إلا صبراً على ما يقوم به الاحتلال وإن عاد جرف أرضي فسأعود لفلاحتها.. لا املك غير هذا الخيار".

ابنه يوسف يقول:" أما أنا فلن اعود ومستعد لدفع ايجار منزل بعيدا حتى أضمن حياة اطفالي التسعة وما الضمان إذا عاد الاحتلال لقنص اطفالنا الذين يلهون امام المنازل كما قتل الطفلة هديل السميري جارتنا.. لا ضمان ولا أمان لهم".

ويضيف:" لقد قاموا بسجني مرتين عندما توغلوا في القرارة وقاموا بسجن والدي المسن وعندما قلت لهم حرام انظروا إلى سنين عمره قالوا لي "دعه يموت" فهل اعطي هؤلاء اماناً واعود؟".

ويسجل المواطن يوسف ابو ضاهر اختراقا قام به الاحتلال للتهدئة في يومها الثاني ويقسم أن الاحتلال قام بإطلاق النار باتجاه والده الذي عاد لمنزله فقتلت إحدى عياراته تلك إحدى مواشي والده.

أما المدرس عبد الله مهنا فيقول:" عدت انا وبقي اطفالي ينتظرون مني إشارة العودة اقوم باستطلاع المر هنا وإن شعرت بالأمان فإنني سأقوم بإحضار عائلتي".

ويقول مهنا: "تعرضت القرارة لاجتياحين مؤخراً احدهما موسع وهناك صرخت طفلتي رزان التي تبلغ تسعة اعوام وطلبت مني الرحيل من المنزل واليوم عندما بدأت تشعر بالهدوء فهي تسائلني يا والدي متى نعود؟".

ويلتمس المواطن مهنا عذرا لجاره ابو ظاهر يقوله: "هو معذور فهو يكاد يكون أقرب المنازل إلى بوابة كيسوفيم صحيح لقد قام الاحتلال بإطلاق النار يوم امس في الهواء خوفا من اقتراب مواطنين من الجدار الإلكتروني ولكننا متفائلون ونود العودة لمنازلنا وديارنا التي هجرنا منها ونأمل ان تسري تهدئة تمكننا من فلاحة أرضنا التي جرفها الاحتلال مرات متتالية".

مئات العائلات التي تقطن شرقي خانيونس او ما يعرف بالمنطقة الشرقية بدأت بالتفكير جدياً بالعودة إلى منازلها هناك، فيما نفذت عائلات كثيرة هذه الأفكار وقضت ليال طويلة امام المنازل بعد أن حرمها الاحتلال من السهر خارج البيوت بعد الثامنة مساء.

أم علي النجار ام لطفلين يتيمين فرحة بعودة الحياة إلى قرية خزاعة حيث بدا المزارعون بنبش أراضيهم وتشير إلى انها لم تغادر رغم كثرة التوغلات التي قام بها الاحتلال للبلدة وكانت كلما سمعت قذيفة تحمي أطفالها بجسدها وتخفيهم أسفل السرير مع بعض الألعاب الطفولية.