الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلقة قاتلة للمنتخب العنيد

نشر بتاريخ: 21/06/2008 ( آخر تحديث: 21/06/2008 الساعة: 15:08 )
بيت لحم - معا - منتصر إدكيدك - لقد اثبت المنتخب التركي بأنه لا يعرف عبارة الهزيمة ابدا، وأكد بأنه منتخب لا يلين ولا يستهان به لانه المنتخب العنيد الذي قاتل حتى النفس الاخير في جميع مبارياته عداك عن مباراة البرتغال التي قادته لهذا المستوى، ويشبهه الجميع بالحصان الأصيل الذي ينطلق مسرعا مستفحلا عند تعبه في الوقت المناسب الذي يتوجب عليه الاندفاع والانطلاق لتحقيق النصر العنيف والمفاجئ.

ففي هذه المباراة التي يعتبر فاتح تيريم نجمها الاول بخطتة التكتيكية المحكمة دفاعيا والمتألقة وسطيا وهجوميا والمبدعة في حراسة المرمى، اثبت تريم بان العقل التركي استطاع أن يتخطى كل المنتخبات الأخرى بتطبيق توجيهات المدرب الذي لم يجلس على مقعده في الشوط الثاني من جميع مباريات لاعبيه، بل إن تبديلاته التكتيكية في المبارات كان لها وقع حقيقي على تبديل النتيجة وتغيير المستوى الحقيقي فيها، الأمر الذي تمثل باللاعب البديل سميح سينتورك الذي استطاع أن يطلق رصاصته في الوقت المؤلم للمدرب الكرواتي واللاعبين الكروات الذين فقدوا اعصابهم في تسديد ضربات الترجيح.
وما اثبت قدرات المدرب التركي على قراءة المباريات وفهمها هو توزيعاته التكتيكية وسده للثغرات في صفوف فريقه، الامر الذي لوحظ في هذه المباراة عندما أحكم إغلاق جهة الدفاع اليمنى للفريق التركي في الشوط الثاني بعد أن كانت زاوية الاختراق للفريق الكرواتي في الشوط الاول، وكذلك تبديلاته الهجومية الدقيقة في جميع المباريات والتي كانت تحقق النصر كما حصل في مباراة تشيك الذي سجل الهدف الأول فيها اللاعب البديل لتتكرر أهداف الفوز من القائد التركي نهات.

والأهم أن الحارس التركي روستو ريسبير كان نجما حقيقيا رغم الخطأ الذي كاد به أن يخرج فريقه بخسارة غير متوقعة للجمهور، إلا أنه استطاع أن يبعد العديد من الكرات الخطرة عن مرماه وبشكل خاص تلك الكرة الثابته في الدقيقة 84 التي نفذها اللاعب الكرواتي داريو سرنا في الزاوية العليا اليسرى للمرمى، ولكن النجم رستور طار إليها ليبعد هدف حقيقيا كان متوجها لعناق شباك المنتخب التركي.
وبالعودة لجو المباراة والتوقعات التي كانت تدور حولها، فلقد ذكرت بالامس في مقالة " الخبرة الالمانية تقصي برازيل اوروبا" وبالحرف الواحد " في النهاية فعلها الألمان واليوم متوقع أن يفعلها الأتراك أصحاب النفس العميق، مع أن البعض يقول بأن كرواتيا أصعب مما يتصور الأتراك، ولكن منتخب عنيد يصل لهذه المرحلة سيتحول إلى طلقات وليس لاعبين في المباراة، وأقوال بيليتش المدرب الكرواتي بأن الأتراك قادرون على قلب النتيجة لتؤكد نظرية المفاجئة في هذه المباراة" هذه الاقوال لم تأتي من التكهنات السحرية لمعلق رياضي بل هي كلمات باتت حقيقة من اداء المنتخب التركي الذي اثبت بأنه منتخب يتحول لطلقات سحرية صانعة الفوز في كل مرة.
اما بخصوص المدرب الكرواتي سلافن بيليتش وتحليلة للمبارة ولقدرة لاعبية، فقد كان مدربا يقظا وملكا داخل ارض ملعبه لانه كون فريقا يمتلك كل المقومات الحقيقية للفوز وللاستمرار في البطولة ولكنه أخطأ بالأمس برده على أحد أسئلة الصحفيين عندما قال بان فريقه ليس بالمرشح القوي لبلوغ النهائي، هذا الرد في "اعتقادي" له أثر غير مباشر على لاعبيه الذي من الممكن أن يفقدوا شئ من الثقة بمدربهم الشاب، وفي المقابل كان الرد القوي من قبل المدرب التركي تيريم الذي قال بان لا يهاب من ملاقات الكروات وأن مستعد لخوض هذه المبارة مرشحا فريقه للوصول للنهائي بثقة وكلمات موزونة.

وبالنسبة لبيليتش فقد كان ذكيا عندما ادخل المهاجم إيفان كلاسنيتش بدلا من زميله أوليتش الذي أهدر العديد من الكرات التي بكى عليها الكروات بعد فوات الأوان. والهدف الكرواتي ومع وقته القاتل بالنسبة للأترك وأثره القوي إلا أنه لم يكن بذلك الهدف الذي يحمل جماليات الهدف التركي الذي صنع ونفذ بإشراف من الحارس روستو الذي لعب كرة طويلة ليضعها بين لاعبي كرواتية المربكين وليقتنصها سنتورك الذي سددها في الشباك مع صافرة الحكم الايطالي في الدقيقة 120.

في النهاية مبارة تعتبر الاجمل في تاريخ البطولة الاوروبية بكل ما حملته من إثارة وتشويق للمتابع وللاعبين الاتراك الذين لن ينسوا هدف سنتورك ولا هدف كلاسنيتش لأنه بالهدفين كان عبرة للفريقين، وكذلك أكدت هذه المباراة النظرية التي تقول بأن مستوى الفريق ولعبة في الدور الاول ينحرف 90 درجة عن المستوى الذي يقدم بالدور بع النهائي أو النصف نهائي. وكذلك يكون الإصرار من خلاله من قبل اللاعبين جنوني بمعنى الكلمة.

اما بالنسبة لمباراة اليوم والتي تجمع المنتخبين الروسي والهولندي، فستكون مباراة مثيرة لأن المدرب الهولندي لا يرى صوب عينيه إلا الكاس والفوز المتكرر وبالمقابل مدرب المنتخب الروسي الهولندي غوس هيدينك الذي استطاع أن يحول الروس لطواحين في المباراة الماضية أمام السويد، والذي من المتوقع أن يوقف الطاحونة الأصلية في هذه المباراة بسن لاعبيه "العفاريت" الذين لايكلون عن الركل واللعب في المباريات.