الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدب الروسي يسحق الطواحين الهولندية

نشر بتاريخ: 22/06/2008 ( آخر تحديث: 22/06/2008 الساعة: 17:04 )
بيت لحم - معا - منتصر إدكيدك - مباراة استطاع خلالها رجال موسكو أن يجمدوا أقدام الفريق الهولندي، وكأن ثلوج الروس "أهدافهم" فرزت الطواحين الهولندية وأجبرتها عن ترك غلتها بلا درس ولا طحن ليفارقوا أحلامهم بدون زاد ولا زواد، لتودع الطواحين الأصلية البطولة بفنون ومهارة الطواحين المستنسخة بخبرة المدرب الهولندي غوس هيدينك الذي من المتوقع أن يكون المدرب الهولندي القادم لمنتخب بلاده إن تركه الروس.

فعلها "العفاريت" وهو أقل وصف يمكن أن يقال لفريق لا تتجاوز أعمار لاعبيه الخامسة والعشرون عاما بمعظمهم، ويمتلكون لياقة غير اعتيادية جعلتهم يتحركون بسرعة كبيرة ويراوغون اللاعبين الهولنديين الذي بدا جفاف زيوت أقدامهم وتجمدها بشكل خاص في الأشواط الإضافية التي كانت بمجملها لصالح المنتخب الثلجي.

أما الخطة الروسية التي تمسك بها المدرب هيدينك للمرة الرابعة وهي 4-4-1-1 تؤكد بأن كرة القدم لاتحتاج إلا للاعبين يطبقون خطة المدرب بالشكل السليم، ويمتلكون مهارة عالية مرفقة باللياقة العالية، بعيدا عن تعقيدات الخطط والتقسيمات الحديثة التي غالبا ما تخلق فجوات في دفاع الفرق ونقص في لاعبي زوايا الملعب، وهذا ما لوحظ في المنتخب الهولندي وبشكل خاص بعد النصف الأول من المباراة لنلاحظ بأن اللاعب الروسي زيركوف بات يخترق الدفاع الهولندي بكل سهولة وبدون أي إحكامات من الدفاع الهولندي الذي كان يتقدم لاعبي وسطه والظهيرين من خلفهم ليخلقوا فجوة في الجهة اليسرى من مرمى الفريق الهولندي، والتي أحرز منها هدف السبق الروسي بركلة أرضية مررها اللاعب سيرغي سيماك من الناحية اليسرى ليودعها الدب الذكي رومان بافليوتشنكو بكل سهوله في شباك الحارس فان دير سار الهولندي.

إن الهدف الروسي في بداية الشوط الثاني وفي الدقيقة 56 كان له أثر واضح على المدرب الهولندي فان باستن وعلى اللاعبين الهولنديين الذين ظهر عليهم التوتر بشكل واضح أمام اللاعبين الروس الذين كثفوا هجماتهم ليضيع لاعبهم البديل توربينسكي هدفيين حقيقيين أمام مرمى دير سار الذي أنقذه الحظ من أربعة أهداف محققة كانت ستنهي المباراة في أشواطها الأولى لو استغلت.

وبالنسبة لفان باستن ومع تعادل لاعبيه في الدقيقة 86 بضربة رأسية سددها اللاعب فان نيستلروي ليضعها في شباك الحارس الروسي إيغور أكينفيف من ركلة حرة مباشرة، إلا انه لم يستطع أن يقرأ المباراة بالشكل الصحيح من بدايتها، وهذا الهدف لم يشفع لأن الوقت الذي القاتل الذي سدد فيه الهدف دفع المباراة للأشواط الإضافية، ولكن لو سدد الهدف الهولندي في بداية الشوط الثاني في مرمى الروس لتلقى الهولنديون هدفي الشوط الإضافي الثاني قبل نهاية الوقت الأصلي من المباراة.

وبالنسبة للمنتخب الهولندي فإن التاريخ يؤكد بأنه المنتخب غير المحظوظ، فدائما يصل في البطولات إلى الدور الربع نهائي أو النصف نهائي ويودع البطولات خارجا "من المولد بلا حمص"، وهذا ما أصاب المنتخب البرتقالي في البطولات الأربعة الأخيرة لنسخ البطولة الأوروبية عندما خرج من الدور النصف نهائي لأربع مرات، وهذا ما أصابهم في نهائيين من بطولة كاس العالم في 1974 و1978 إما ألمانيا الغربية في الأولى وأمام الأرجنتين في الثانية.

وهنا نقول أيضا بأن الدب الروسي استطاع أن يثأر من الطواحين الهولندية بعد الهزيمة التي ألحقها الفريق البرتقالي بهم في نهائي أمم أوروبا عام 1988 بنتيجة 2- 0 وبهدف من المدرب الهولندي الحالي فان باستن، ليستعيد الروس كرامتهم في هذه المباراة، ويعوضوا الفارق بثلاثة أهداف لهدف.

في النهاية آمل أن تكون هذه المباراة ومباراة تركيا أمام الكروات عبرة للمنتخبات العربية التي تيأس منذ دخول مرماها الهدف الأول، بل إن المنتخبات العربية تتوجه للقاء المنتخبات الأوروبية فقط "لنيل شرف اللعب أمامها" وليس بأسلوب التحدي والقتال الذي يحمله لاعبي المنتخبات الأوروبية في منافسة بعضهم البعض، عبرة لو استفدنا منها سنكون أفضل المنتخبات، لأن اللاعبين العرب في المنتخبات الأوروبية أمثال بن زيما وبالحروز وغيرهم قد أثبتوا كفاءتهم في اللعب، وكذلك المدربين الذين يشرفون على المنتخبات الأوروبية ليسوا بأفضل من مدربي المنتخبات الأوروبية.