الرئيس عباس في حديث للفضائية اليمنية:أي آلية لتطبيق المبادرة اليمنية يضعها العرب سنوافق عليها وندعم جهود التهدئة
نشر بتاريخ: 22/06/2008 ( آخر تحديث: 22/06/2008 الساعة: 22:11 )
رام الله -معا- اعرب الرئيس محمود عباس عن موافقته على أي آلية يضعها العرب وجامعة الدول العربية لتطبيق المبادرة اليمنية للمصالحة، مشددا على ان السلطة الوطنية مع جهود التهدئة في قطاع غزة وتدعمها لما في ذلك من مصلحة للشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس عباس في حديث للفضائية اليمنية ان مباحثاته مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قبل يومين تناولت المبادرة اليمنية للمصالحة الوطنية الفلسطينية والتي تحولت في قمة دمشق إلى مبادرة عربية، إضافة إلى الأوضاع الفلسطينية والعربية وسير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وأضاف سيادته :' ان اليمن متمثلا ب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح أطلق مبادرة من اجل المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهذه المبادرة توقفت قليلا، ثم دعا فخامته إلى حوار في صنعاء على أساسها، إلا ان هذا الحوار مع الآسف الشديد لم يكتب له النجاح، ولكن المبادرة بقيت حية، وذهبنا إلى القمة العربية، وتبنت القمة العربية في دمشق هذه المبادرة، وأصبحت مبادرة عربية بعد ان كانت في الماضي مبادرة يمنية.
وأشار السيد الرئيس إلى انه بلا شك ان حماس أيضا تجري اتصالاتها مع الدول العربية جميعا، وسمعنا أنها أرسلت رسائل إلى كثير من الدول العربية والى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وابلغنا فخامة الرئيس صالح عن رسالة وصلته من حماس، إذا حماس تدلي بدلوها فيما يتعلق بموقفها، قائلا: إذا أردنا ان ننظر ببساطة، هناك مبادرة تحتاج إلى تطبيق، لنتفق عن ان هذه المبادرة خاضعة للتطبيق، ومن ثم نتحدث عن آلية هذا التطبيق، وإذا وصلنا إلى هذا الفهم المشترك، يبقى على أشقائنا ان يضعوا الآلية، وأنا من جهتي أقول ما يضعه العرب من إليه للتطبيق سأوافق عليها فورا.
كما قال سيادته: الرئيس علي عبد الله صالح عندما اصدر مبادرته قلنا إننا موافقون عليها، وقال نحضر لحماس على أساس موافقة أو رفض وليس على أساس الحديث فيها، فهذا يعني مبادرة جديدة، فمن حيث المبدأ الرجل يقول ان هناك مبادرة، تقبلها أو لا تقبلها، ان قلت اقبلها إذا تعالوا لنطبقها، إنما ان قلت تعالوا لنتحاور حولها فهذا يعني مبادرة جديدة، هناك مبادرة طرحها الرئيس صالح فأصبحت مبادرة عربية، إذا تقول أنا أوافق عليها، والعرب يساعدونا في تطبيقها، أما إذا كنت لا تريد فتبحث عن ذرائع وأسباب وأشياء غير مقبولة.
وقال: لا نريد ان نحرج أحدا، نحن مختلفون مع حماس ولكن لا ننكر وجود حماس، ولا ننكر أنها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ولا ننكر أنها فازت بالانتخابات بأغلبية ساحقة، ولذلك كان علي ان أكلفها بتشكيل الحكومة، وشكلت الحكومة، ونحن لا ننكر هذا، وبالتالي لا نريد ان نتنافس، بل نريد ان نتكامل، كيف يمكن ان نتكامل، المسألة أين وكيف نحقق المصلحة الفلسطينية؟، فمثلا نحن لم نكن طرفا في التهدئة، ولكن كنا متابعين لكل خطوة تقوم بها مصر أو اسرائيل أو حتى أمريكا، وكنا نقول نحن معكم، وندفعهم في هذا الاتجاه، إذا لا يهمني من الذي سيكسب، المهم ان الشعب هو الذي يكسب ويرتاح ويفك الحصار عنه، والمسألة ليست شخصية أو حزبية، فأنا لست رئيسا لفتح، وإنما لكل فلسطيني أينما كان في العالم ومسؤول عنه، أي كان انتمائه.
وفيما يتعلق بالتهدئة، قال سيادته :أنا اعرف تمام ان هناك حوارا بين حماس وإسرائيل غير مباشر، وان الذي كان يضع الشروط أو يقبل أو يرفض هي حماس، وهي التي بالنهاية وافقت، وهي التي كانت تطلق الصواريخ والتي لا أوافق عليها بطبيعة الحال، وهي التي أوقفت هذه الصواريخ والتي وصلت إلى هذا الاتفاق، لا أريد ان نتحدث بانتهازية وأقول لماذا لم يقبلوا كذا وكذا؟، المسألة كيف نحقق المصلحة للشعب، التهدئة هي امر تحدثنا فيه عشرات المرات، ومع حماس وكانت ترفض والتنظيمات كانت ترفض، أما الان وقد قبلوا، ما هي خلاصة الاتفاق، تهدئة مقابل تهدئة، ثم بعد ذلك يأتي فتح بعض المعابر ثم يأتي بعد ذلك دراسة فتح معبر رفح وبعد ذلك مسألة الأسرى وشاليط،، مضيفا: ما لا يدرك كله لا يدرك جله، ما دام حصلنا على الجزء نقبل به، لذلك نبارك ولا يهمني من الذي سيعلن انه كسب، عندما أرى الشعب الفلسطيني يتجول في غزة ويعلن عن بهجة، هذا يسعدني ويجعلني اشعر فعلا ان هذا النصر، ليس مهما من الذي يأتي به.
وفيما يتعلق بالإنباء حول لقاء قريب لبحث فتح معبر رفح، قال: لم اسمع ان هناك لقاء ولا اعتقد ان سيكون هناك لقاء، واستبعد جدا ان يكون حوار مباشر أو غير مباشر في القاهرة، وان قضية فتح معبر رفح في المرحلة الثالثة من التهدئة، فالرحلة الأولى تهدئة والثانية تخفيف الحصار في المعابر الأربعة كارم أبو سالم وصوفا وكارني وبيت حانون، والمرحلة الثالثة هي البحث عن حل لمشكلة معبر رفح، وهذا يحتاج إلى عودة للاتفاق الدولي، الذي عقد في نوفمبر/تشرين ثاني 2005، والمرحلة التي بعدها أو أثنائها هي تبادل الأسرى، ولا اعتقد ان هناك سيكون مثل هذا اللقاء، ولكن نحن نلتقي بالإسرائيليين في كل وقت وبالأمريكيين في كل وقت، وازور مصر في كل مناسبة، وإذا وصلوا إلى حل فهذا يسعدنا لأنه سعادة للشعب الفلسطيني، أما من الذي فعلها ليس مهما.
وفيما يختص بالمفاوضات مع اسرائيل، قال سيادته:هناك مفاوضات والملفات الستة مفتوحة، وسنستمر بالمفاوضات، ولدينا هناك حوار سنستمر به، ومفاوضات مع الإسرائيليين سنستمر بها، والآن اولمرت يتعرض إلى ضغط وقضايا داخلية، إلا انه ما دام رئيسا لوزراء إسرائيل سأتعامل معه، وليس لي علاقة بمشاكله الداخلية، فهناك مفاوضات، وعلينا ان نستمر بها.
وأضاف السيد الرئيس: قبل أكثر من سنة، حصلت اتصالات بين دول أوروبية وأفراد من حماس، ومن بينها دولة سويسرا، تحدثوا في مشاريع، ثم ظهر على السطح اتفاق أو مشروع، المشروع أذهلنا فهذا المشروع السياسي، يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة ذات حدود مؤقتة، في الضفة والقطاع، ثم هدنة لمدة 15 عاما ثم تأجيل لمواضيع القدس ومشكلة اللاجئين، وهذا المشروع عرض علينا قبل سنوات، وكان رد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، لا تعيدوا هذا الطرح مرة أخرى، وفعلا سمعنا من الطرف السويسري من حماس وتحديدا من احمد يوسف وغازي حمد، وسألناهم وقالوا أنهم قدموا هذا المشروع.
وقال سيادته: المشروع بصراحة مخزي، كيف اطرح هكذا مشروع؟!، يعني دولة ما دون الجدار و15 عاما هدنة مما يعني استيلاء الاحتلال على بقية الأرض، لذا مباشرة قلنا رأينا بصراحة، هذا مشروع لا نقبل به إطلاقا بصراحة ولا يمكن ان نسمح به، وللحقيقة والتاريخ عندما سئل خالد مشعل عنه، قال لا هذا ليس مشروعنا، وطلبت منه التحدث أمام التلفزيون، وقال مشعل في مؤتمر صحفي هذا الكلام، مضيفا:نأمل ان لا يعاد مرة أخرى، فهذا يضعفنا نحن، وهذا الموضع الان طوي، ولا نعرف متى يفتح مرة أخرى، ولا نقبل ان يطرح.
وأضاف: أريد موقفا فلسطينيا وعربيا صلبا، وأنا منذ المفاوضات اشرح كل شيء للقادة العرب بالتفاصيل حتى لا يكونوا غائبين عن الصورة، وحتى عندما أطالب بشيء، ليقولوا نحن نعرف هذا ومع هذه المطالب، فكل شيء واضح ومحدد.
وتابع سيادته: اعتقد ان الإدارة الأمريكية جادة تجاه تحقيق شيء في نهاية عهد بوش، ربما من اجل السلام الشامل في المنطقة ككل، لكن هناك إحساس لدينا أنهم جادون، الجدية موجودة لكن إلى أي مدى يستطيع بوش ان يقول ان هذا صح أو خطأ، لكن إلى أي مدى يتمكن من تحقيق سلام فيه الحد الأدنى من تحقيق الإنصاف للشعب الفلسطيني؟. أنا متأكد إذا طرحت طلباتنا على أي زعيم عالمي منصف وليس عربي سيقول إنكم طلبتم الحد الأدنى، لكن ما دون الحد الأدنى لا استطيع ولا غيري، ولو افترضنا جدلا إنني قبلت، فأي أي اتفاق سيذهب إلى استفتاء شعبي.
وقال: أرجو من الإدارة الأمريكية الجديدة ان لا نعود إلى نقطة الصفر، لأننا بذلنا جهدا والملفات مفتوحة ومعروفة ومدروسة، وربما تأتي إدارة جديدة تقول إنني رفعت يدي من هذه القضية.
وفيما يتعلق بخيارات المفاوض الفلسطيني، أشار سيادته إلى ان خيارنا واحد مبني على مقدمة، هي ان نبني أرضنا ووطنا ومؤسساتنا وأمننا ونشيع الأمن والاستقرار بين الناس، إلا ان الإسرائيليين لا يساعدوننا في ذلك، فالوضع الأمني في الضفة الغربية ناجح بنسبة 95% والاقتصادي ينمو ويتطور والدليل على ذلك المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في بيت لحم وحضره أكثر من 4 آلاف مستثمر عربي وأجنبي، وكان ممكن ان ينسحب ذلك على غزة، إذا نحن أمامنا ان نبنى وطنا ومدرسة ومستشفى ونعطي الناس الأمل في الحياة، والأمن متاح بنسبة لا باس بها، إلا ان الإسرائيليين لا يقدمون أي تسهيلات، فلا زالت الاستيطان ووجود 600 حاجز في الضفة، مع ذلك علينا ان نعمل شيء، وإذا الهدنة أخذت مداها، فلماذا لا تقوم مشاريع اقتصادية في غزة؟، فهناك ضرورة ان تأكل الناس وتعيش وتتعلم، وهذا هو الأساس.
وتابع السيد الرئيس: نحن أسياد المقاومة، بدأنا ناضلنا منذ 1965، وقاتلنا وضحينا، فهناك نصاب كامل من اللجنة المركزية لحركة فتح شهداء وغيرهم وغيرهم، الان العالم كله يقول تعالوا إلى كلمة سواء، لا نستطيع ان نذهب إلى غير ذلك، فوضعنا الفلسطيني مع اسرائيل ليس سهلا، فعملية انتحارية هنا وهناك، سيكون الرد عليها قاتلا، ولا يوجد هناك توازن، فأول أمس عشر شهداء و30 جريح بينهم أربعة من عائلة واحدة بسبب صاروخ، فموضوع المقاومة لم يعد مقبولا ونتائجه ومردوده قاتل كثيرا، لذا يبقى أمامنا ان نقول نحن أصحاب حق نريد ان نتفاوض، ونحن لا نطالب بالنجوم، بل نطالب بتطبيق ما هو على الأرض، خطة خارطة الطريق، المبادرة العربية المقبولة من كل العالم، نحن لا نطالب بشيء مستحيل أو أكثر من طاقة العالم، وموقفنا قوي، إلا ان اسرائيل، أضيف لها سبب آخر هو الوضع الداخلي الفلسطيني، والتنافس الداخلي الإسرائيلي للمماطلة.
وقال: كثيرون يردون ان يلعبوا بالساحة الفلسطينية ويستخدمون القضية الفلسطينية كأوراق ويعتبرونها بطاقة لمصالحهم، ونحن مسكنا قرارنا بيدنا ولم نعد نلتفت لهذا أو ذاك، إلا انه بين الفترة والأخرى تجد بعض الناس له حصان هنا وهناك لأهدافه وإغراضه ومشاريعه.
وقال الرئيس: ما اسمعه من الزعماء العرب الذي أراهم وأقابلهم، إنهم يقولون اعملوا، ونقول لهم هذه هي الأسس، و وهم يقولوا نحن نوافق على هذه الأسس، فأشقائنا يدعمونا، فالبعض يدعم اقتصاديا وماليا من يستطيع منهم، والبعض سياسيا والبعض يدعم سياسيا وماليا، وهناك من لا يقدم شيء وهناك من لا يرد ان يقدم شيء، ونحن نشكرهم ان قدموا أو لا يقدموا، والحمد الله علاقتنا العربية مع جميع الدول العربية وجميع دول العالم جيدة ولا مشكلة لنا مع أي دولة في العالم، حتى المختلفين معهم، لهم وجهة نظر ولا نستطيع ان نفرض علهم وجهة نظر فهي دول ذات سيادته، ونتفق فيما نتفق فيه.
وفيما يتعلق بالمسارات الأخرى، قال سيادته: إذا أردنا ان نأخذ الوضع اللبناني الإسرائيلي، فاللبنانيون لا يردون ان يتفاوضوا مع الإسرائيليين، ولكنهم عندهم مشكلة مزارع شبعا، وفي الأيام الأخيرة أثيرت دوليا، آثارها بوش ورايس ساركوزي، واللبنانيون يريدون حل المشكلة من خلال الأمم المتحدة، ويمكن ان يبحثوا عن حل دون ان يكون هناك شيء يسمى مسار لبناني إسرائيلي، فهم لا يريدون ان يتفاوضوا، يقولوا إنهم يريدون تطبيق القرار رقم 425، أما بالنسبة للوضع السوري، نحن سمعنا من الرئيس بشار الأسد بشكل مباشر، ان هناك حوارا مع الإسرائيليين عبر الأتراك، ونحن سائرون بهذا المسار ونأمل ان تقفوا إلى جانبا في هذا الأمر، وأجبته نحن بصراحة 'نحن معكم، ولا تنتظرونا، إذا أنهيتم فهذا من مصلحتنا'، وأضاف السيد الرئيس: ثم جئنا والتقينا مع اولمرت، وقال شروطه، وقال اولمرت: الرئيس الأسد يعرف ماذا أريد وأنا اعرف ماذا يريد، والرئيس بوش كان مترددا ، وبعد ذلك قال بوش انه أعطى الضوء الأخضر لتستمر المفاوضات، ونحن كفلسطينيين نبارك، ولا مشكلة لدينا فنحن مع حل على المسار السوري.