الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الإسلامية المسيحية: القدس تتعرض لعملية تهويد شاملة تستهدف الأرض والإنسان والمقدسات

نشر بتاريخ: 23/06/2008 ( آخر تحديث: 23/06/2008 الساعة: 15:52 )
رام الله- معا- اتهمت الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات دولة الاحتلال بشن حملة تهويد منظمة وشاملة على المدينة المقدسة تطال الإنسان والأرض والمقدسات

وقال الدكتور "حسن خاطر" الامين العام للجبهة ان الارقام التي يتم الاعلان عنها في وسائل الاعلام بخصوص الاستيطان لا تعبر عن الحقيقة، وتبقى الارقام الحقيقية اكبر من ذلك بكثير ، فهناك عشرات الوحدات التي تبنى يوميا هنا وهناك دون الحاجة ان تمر عبر العطاءات والمناقصات ووسائل الاعلام ، وقال يكفي للمراقب ان يلقي نظرة في سماء القدس ليرى حجم الرافعات الصفراء الضخمة التي تغطي سماء المدينة والمستوطنات المجاورة اضافة الى معدات البناء المنتشرة في معظم الاماكن والاحياء.

واكد الامين العام للجبهة ان هذه الهجمة الاستيطانية المتواصلة ابتلعت معظم اراضي القدس والضواحي المحيطة بها، وغيرت تماما جغرافية القدس وملامحها العربية الأصيلة، وهي توشك ان تجعل من صورة القدس الكبرى مدينة غريبة في وسط الجغرافية العربية.

وبين الدكتور "خاطر" ان كل القرارات والقوانين الدولية ومبادرات ومؤتمرات السلام والمواقف والتصريحات الرافضة للاستيطان لم تؤثر حتى في "التشويش" على هذه الهجمة التي توشك ان تبتلع كل الارض داخل المدينة وخارجها .

وقال في الوقت الذي نشهد فيه طوفان الاستيطان يجتاح القدس نجد ان سلطات الاحتلال تقوم بعملية تجميد للنمو الطبيعي للعمران العربي في المدينة وضواحيها ، وذلك بمنع التراخيص وتشديد اجراءات الحصول على رخص البناء من جهة، ومواصلة سياسة هدم المنازل والعقارات العربية تحت حجج وذرائع كثيرة من جهة أخرى.

واضاف "الدكتور حسن خاطر" ان المدينة المقدسة تشهد في الوقت نفسه هجوما واسعا ومخططا يستهدف المواطن المقدسي ، فاسرائيل تعمل على تحقيق شعار "قدس أكبر وعرب أقل" وهي في سبيل ذلك قامت ببناء جدار العزل الذي سلخ عشرات الضواحي العربية عن المدينة وعزلها تماما خلف الجدار، اضافة الى شروعها في هذه الايام في تنفيذ مشروع خطير آخر يقوم على اساس منح المواطن المقدسي بطاقة جديدة تهدف الى اعادة تعريف من هو المقدسي ، وتضع معايير جديدة لمن سيحملها ، الامر الذي يهدد عشرات الالاف من المواطنين بفقدان مواطنتهم المقدسية ليجدوا أنفسهم - بعد اكتمال المشروع- ممنوعين من دخول مدينتهم.

واشار الى ان سلطات الاحتلال تقوم بالتحضير لتنظيم استفتاء لسكان المدينة من المواطنين العرب يحدد بموجبه مستقبلهم السياسي وهي تراهن في ذلك على ابتزاز مواقفهم وقراراتهم بما تملكه من اوراق قوية تتعلق بلقمة الخبز وحرية التنقل وفرض سياسة الامر الواقع وعجز المجتمع الدولي.

ولأن المقدسات الاسلامية والمسيحية هي التي أعطت وتعطي القدس هويتها العربية فان الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية يرى ان سلطات الاحتلال تسعى بطرق مختلفة الى طمس هذه المقدسات وعزلها وتهميش العلاقة الاسلامية والمسيحية بها، وتحويلها الى متحاف ومراكز سياحية، وتحويل اجزاء من الأقصى الى كنيس او هيكل يوازي او يفوق حجم المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تميزت بها المدينة على مدار تاريخها.

وقال ان الحفر المستمر والمتواصل تحت الأقصى وحوله واعمال الهدم والتخريب التي تقوم بها سلطات الاحتلال في منطق حائط البراق، والتدخل السافر في أدق التفاصيل الداخلية للأقصى والقيامة يصب في هذا الاتجاه بصورة مباشرة.

وطالبت الجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات, المؤسسات العربية والاسلامية والدولية المعنية بشؤون القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية الى مواجهة هذه المخططات بعمل مشترك يهدف على الأقل الى المطالبة برفع الحصار عن القدس وفتح ابوابها امام جميع المؤمنين لترجع كما كانت دائما مدينة للصلاة والمحبة والسلام ،وعدم البقاء مكتوفي الايدي الى ان تغرق القدس والمقدسات في دوامة التهويد كما هو حاصل اليوم.