محاضرة في جامعة بيرزيت حول مفاهيم الوطن والأمة

رام الله- معا- عقدت دائرة علم الاجتماع وعلم الإنسان في جامعة بيرزيت يوم الاثنين محاضرة بعنوان: "مفاهيم الوطن والأمة في تكون فلسطين المعاصرة" والتي ألقاها د. أباهر السقا.

وأشار د. السقا أن أطروحته حاولت أن تقدم أسهاماً في علم الاجتماع السياسي عن الأمة، حيث عالجت فكرتي الأمة والوطن ومدلولاتهما السوسيولوجية والتاريخية على مستوايين: الأول المفاهيمي وذلك من خلال خطاب الفاعلين أنفسهم وتحليل التعبيرات المختلفة للظاهر التاريخية والجغرافية والدينية والإنسانية والتي تعطي أشكالاً متعددة للتمثل الفلسطيني للظاهرة "الوطنية"، أما المستوى الثاني فمن خلال محاولة معرفة الخطابات الحالية للتمثل الخارجي لتشكيل الأطر المرجعية للهويات "الجمعية".

وأوضح د. السقا أن هذه الأطروحة تناولت مفاهيم الوطن والأمة ولم تتناول "الدولة" لعدم وجود دولة رغم وجود تنظيمات سياسية ذات طابع دولاتي، وحتى لا يتم الخلط بين السلطة الفلسطينية ومشروع إقامة الدولة.

وأضاف أنه تم من خلال الأطروحة تقديم أصول الوطنية الفلسطينية، كمحاولة لاستقراء مقولة أن الوطنية الفلسطينية هي نتاج لظهور إيدلوجيا وطنية أخرى وهي "الحركة الصهيونية"، معتقداً أن الحركة الصهيونية كانت عاملاً مسرعاً في تشكل الهوية الوطنية والتي كانت نتاج لعملية تاريخية مرتبطة بالتغيرات الإقليمية والعالمية.

وتناولت الأطروحة موضوع الرموز الوطنية كإحدى العناصر الاساسية في صبغ الوطنية على المجتمع، وفكرة جعل الماضي امتداداً للفكرة الوطنية فالخطاب حول الماضي تحول إلى تعبيرات ثقافية ووطنية يتقاسمها الفلسطينيون على شكل ذاكرة جماعية، فالخطاب ليس بالضرورة أن يكون خطاب رسمي ولكنه يقوم بعملية إدخال فكرة الأمة في الجسم المجتمعي.

وقال د. السقا أن الفلسطينيين يستخدمون التاريخ كأداة تربية فالتاريخ هو أداة البناء الوطني، وتصبح معاناة الأفراد وتجاربهم الشخصية محور أساسي في عملية بناء الهوية. مضيفاً أن الخطاب التاريخي والتعبيرات الثقافية في إدخال فكرة الأمة في الجسم الاجتماعي على شكل ذاكرة جماعية تنطلق من الحاضر على الماضي وتتأقلم مع حاجات الجماعة.