الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

40 الف مواطن يعانون- أهالي تل السلطان بلا ماء لغسل الوجه وبلدية رفح تعد بنهاية الأزمة خلال شهر

نشر بتاريخ: 26/06/2008 ( آخر تحديث: 26/06/2008 الساعة: 16:35 )
غزة- معا- "انا سهرانة طول الليل على أمل" لسان حال ربة منزل, وآخر "ما بطلع من البيت مش لاقي ماء اغسل وجهي".

منذ ثلاثة شهور وقبل ان ينطلق فصل الصيف دخل حي تل السلطان في رفح معاناته المتجددة مع انقطاع المياه المتكرر بحيث يؤكد احدهم انه قام بشراء أربع خزانات كبيرة لتخزين المياه فوق سطح المنزل لكنه لم يشعر بفائدة أي من هذه الأربعة فلا قطرة ماء تصل إلا يوم أو يومين بالأسبوع لبضع ساعات.

مواطنة وربة منزل تؤكدان ان ليلهما صار نهارا ونهارهما ليلا فهما تسهران طوال الليل بانتظار الضيفة العزيزة "المياه" وحينها يبدأ العمل المنزلي كالغسيل والشطف وغيره حتى يصبح البيت على " نظافة" ويتمكن قاطنوه من استغلال ما تم تخزينه من الماء الأبيض لليوم الأسود.

ويتساءل مواطن آخر حائرا: "حي تل السلطان يقع إلى غربي رفح بجانب عدد من المستوطنات المخلاة قبل ثلاثة اعوام ونعلم ان هذه المستوطنات كانت مقامة على اكبر خزانات مياه جوفية بالقطاع فأين تذهب المياه الارتوازية تلك ولم لا يتم ضخها إلى سكان الحي الذين باتوا في شوق للمياه؟".

فيما يتندر مواطن رابع على مأساة الحي مع المياه بقوله:" البلدية تعلم بهذه المعاناة اليومية وحينما يعلن في أحد المنازل حالة وفاة فإن البلدية تزود بيت العزاء بخزان مياه لأيام العزاء الثلاثة".

حي تل السلطان يقطنه 40 ألف نسمة في محافظة تعداد سكانها يبلغ 160-170 ألف نسمة تحتاج إلى أضعاف ما تضخه ثمانية آبار مياه جوفية فقط ويقدر ما يضخ منها بـ 400 ألف متر مكعب من المياه.

رئيس بلدية رفح المنتخب م. عيسى النشار بشّر المواطنين من خلال معا بقرب التغلب على أزمة المياه بقول:" المشكلة ليست في تل السلطان بل بكامل المحافظة نبذل جهدنا لإنهاء هذه الأزمة ونستطيع القول انه بانتهاء شهر يوليو/تموز القادم سيلمس المواطنون تحسنا بالمياه ويكون ان شاء الله وفرة بالمياه خلال شهر رمضان المبارك".

ما ستبذله البلدية لإنهاء الأزمة هو القيام بفتح بئرين جوفيين جديدين وشراء ثلاثة آبار من المزارعين ليتم ضخ مياه 11 بئرا جوفياً بإضافة الآبار الثمانية إلى الشبكة الرئيسية التي تغذي المحافظة وبالتالي سيتم السيطرة شيئا ما على النقص الملحوظ بالمياه لدى المواطنين.

أساس المشكلة يكمن في عدة أسباب حسب رئيس البلدية الذي يقول ان المحافظة بالكامل لا تعتمد على مصادر للمياه سوى الآبار الجوفية فمحافظة رفح على حد قوله بتعداد سكانها الكبير تستمد المياه من ثمان آبار فقط فيما تستمد محافظة خانيونس المياه من 30 بئرا جوفيا، هذا عدا عن عدم وعي المواطنين بحاجة غيرهم للمياه، مناشدا سكان المحافظة عبر " معا" ترشيد استهلاكهم للمياه والتأكد بان غيرهم في حاجة ماسة لكل قطرة يتم إهدارها بالشارع واستغلالها بشكل غير سليم.

كما يشير الى ان الحصار ألقى بظلاله الثقيلة على كل مناحي الحياة حيث تعتمد البلدية في ضخ المياه للمواطنين على وسيلتين إما الكهرباء وإما السولار الذي يعمل على تشغيل مولدات الكهرباء لضخ المياه.

ويؤكد ان الكهرباء التي تم استيرادها من مصر لا تستطيع تشغيل مولدات المياه نظرا لضعف التيار الكهربائي فيما يدخل السولار في خانة الحاجات الأساسية للسكان الغزيين التي تعرضت بدورها للتقليص المستمر بفعل الحصار الاسرائيلي.

مواطن يقول:" المشكلة دخلت كل بيت في رفح حتى سعر خزانات المياه البلاستيك كانت تباع بـ 300 شيقل الان تباع بـ ألف و100 شيقل ومواتير الكهرباء ارتفعت أسعارها من 200 شيقل إلى 700 شيقل وهذا يدخل المواطن في دوامة من المشاكل أصبح لا فكاك منها".