الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تهدئة الحرب أم حرب التهدئة ؟

نشر بتاريخ: 26/06/2008 ( آخر تحديث: 26/06/2008 الساعة: 20:09 )
بيت لحم- تقرير معا- منذ اسبوع يغمس المحللون اقلامهم في مداد القراءة والتحليل أملا في التوصل الى صيغة تقودهم الى فهم ما يجري على صعيد تهدئة غزة ؟

وبعيدا عن " فكرة احراج حماس " من خلال هذه التهدئة فان ما يحدث على الارض يشبه ( حرب التهدئة ) وليس (تهدئة الحرب ) .

حكومة اسرائيل تحارب للدفاع عن تهدئتها امام احزاب وجنرالات المعارضة الذين يطالبون بالحسم العسكري مع غزة ، وحماس تحارب للدفاع عن تهدئتها امام تحفظات الجبهة الشعبية ورفض الجهاد الاسلامي ومجموعات كتائب الاقصى ، والسلطة وم ت ف تحاربان من اجل اثبات صحة وجهة نظرهما السابقة حول مشروعية التهدئة .
الدكتور خليل الحية - قيادي بارز في حركة حماس - قال ظهر الاربعاء أن الحركة لن تتحول إلى شرطي تؤمن حدود الاحتلال الذي يحاول بأن يخرق حياتنا الفلسطينية, ولن يفرح أحد بأن يرى حماس تحمل البندقية في وجه المقاومة.
الا ان الحكومة المقالة حذرت يوم الخميس من استمرار خرق التهدئة من قبل من وصفتهم ( بالمرتهنين للاحتلال والخارجين عن الصف الوطني ) وقالت انها ستتخذ التدابير اللازمة ضذ تلك الجهات.

واكدت الحكومة المقالة أن التهدئة التي تم التوصل إليها برعاية مصرية هي مصلحة وطنية وجاءت نتاج إجماع وطني وإن من يشذ عن الإجماع فسوف يتحمل مسؤوليته أمام الشعب وأمام القانون.

من جانبها حماس اعتبرت أن تجاوزات مجموعة كتائب الأقصى للإجماع الوطني تمثل محاولة لا تخدم إلا الاحتلال لتبرير حصاره المستمر على الشعب وهي تهدف إلى تحقيق أهداف حزبية على حساب المصلحة الوطنية العليا.

وأكد سامي أبو زهري في بيان وصل لوكالة معا أن أطرافاً في رام الله لها علاقة مباشرة بتحريك وتوجيه هذه المجموعة التي لم يكن لها أي فعل حينما كانت تحرق غزة بأكملها، وحذرت حماس " هذه المجموعة من هذه الممارسات مؤكدة أنها ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية الإجماع الوطني والمصلحة الوطنية، وحملت حماس الأطراف التي تقف خلف هذه المجموعة المسئولية الكاملة جنباً إلى جنب مع الاحتلال عن الحصار المستمر على الشعب.

ومن جانب اسرائيل قالت وزيرة الخارجية تسيفي ليفني "انه يجب على اسرائيل الرد فورا بالوسائل العسكرية على الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة باتجاه البلدات الاسرائيلية". ما بدا تصريحا لائقا لحملة انتخابية اكثر منه واعيا لمخاطر هذه الدعوة عمليا .

واكدت الوزيرة ليفني في مستهل لقاء عقدته في القدس اليوم الخميس مع نظيرها النرويجي انه لا يهمها من هي الجهة التي تقف وراء اطلاق القذيفة الصاروخية.

وفي الختام يبدي المواطنون الغزيون تخوفا كبيرا بعيد الخروقات للتهدئة مطالبين لجميع الفصائل بتحمل مسئولياتها لعدم انهيار التهدئة.

واعرب المواطنون الغزيون عن امنياتهم باستمرار التهدئة معتبرينها ضرورية للشعب الفلسطيني بعد حصار انهك كاهلهم.
ولكن ، وهذا هو حال الفلسطينيين ( لا يمكن الفصل بين المصلحة الحزبية والمصلحة الوطنية ) ..... وهذا هو الحال في اسرائيل ايضا .