نشر بتاريخ: 28/06/2008 ( آخر تحديث: 28/06/2008 الساعة: 16:07 )
بيت لحم - معا - يطلق مفهوم السلطة الرابعة على وسائل الإعلام بشكل عام وعلى الصحافة بشكل خاص وهي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور بجوانبها المتعددة سواء المقروء أو المرئي أو المسموع أو غيره، وغالبا ما تكون متعلقة بالأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أو الرياضية وغيرها حيث تعميم المعرفة والتوعية وتوجيه الرأي العام في مختلف الميادين.وهنا قد يدور فهم خاطئ بان مفهوم السلطة الرابعة يرتبط بالسلطات الدستورية الثلاث إلا أن السلطة المعنية في المصطلح هي القوة التي تؤثر في الشعب وتعادل أو تفوق قوة الحكومة.
تاريخ السلطة الرابعة :- في مجال نقل الأخبار والبداية الصعبة لهذا المفهوم يعتبر البابليون اول من اهتم بتدوين الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها وبعدهم روما قبل سقوطها لتوصل الشعب كافة القرارات والعقود والأحداث ذات الأهمية وتلاهم الألمان بولادة الأخبار والإعلانات وبدأت تأخذ طابع خاص في أوروبا وأمريكا. وانحصر مصطلح السلطة الرابعة بين ثلاثة مؤرخين دار الجدل حول اول من أطلق هذا المصطلح وهما الانجليزي هنري فيلديج سنة 1752 و الاسكتلندي توماس كارليل سنة 1841 و الفرنسي بيرك سنة 1837.
دور السلطة الرابعة في التوجيه والإصلاح الرياضي
انتظرت كثيرا أن يفسح لي المجال للحديث عن هذا الموضوع في محافل أخرى حتى أتاح كووورة العزيز على قلوبنا لقلمي البسيط أن يخط بعد السطور عن دور الصافة الرياضية كجزء لا يتجزأ من السلطة الرابعة في التوجيه والإصلاح الرياضي والذي لا استطيع أن أنكره هو أن هذا المنتدى يلعب دورا هاما في ذلك، فالصحافة الرياضية تعتبر الثوب الأبيض الذي يشهر الحقائق ويبين الآراء ويرسم الآمال والطموحات بل يخط سير المستقبل بوحدة وسلامة مجتمعه.
الإعلام الرياضي يجب أن تكون يده بيضاء وأقلامه موجه في خدمة الرياضة، جسرا للتواصل وترسيخ للمبادئ الشريفة للرياضة، فاحترام أخلاق المهنة والأمانة والنزاهة والموضوعية عند الصحفي الرياضي من أسس التوجيه والإصلاح ، أما تسخيرها لخدمة الميول وتلوينها بألوان الأندية المفضلة وإتباع الأقلام الموجهة في مصالح ضيقة يرمي برمته على المسيرة الرياضية وقد يسكن دماغ العشاق ومتابعيه الحقد والكره وعدم الثقة ويضيع الرياضيين بين خفافيش الزوايا المبرمجة والمقالات المبهرجة وحينها يتحول ذلك إلى إسفين يدق أعماق الوجدان الوطني عامة والرياضي خاصة.
ولإيجاز الدور في التوجيه والإصلاح :
يجب التعاطي مع مفهوم الرياضة للجميع، وان يشمل الحصاد الرياضي كافة المؤسسات والأندية في الوطن.
اعتماد وسائل الإعلام من صحف ومواقع ومنتديات نافذة مفتوحة للعالم الداخلي والخارجي.
الابتعاد عن التحيز وتسليط الأضواء على بعض الأندية بعناوين باهتة، وكذلك جعل الزوايا الرياضية محطة إقلاع عن النقد والتشرذم.
النظر إلى فلسطين على أنها وحدة رياضية واحدة لا يجوز اعتمادها جغرافيا أو سياسيا أو اجتماعيا وابتعاد الأقلام عن تسييس الثوب الرياضي.
الاهتمام باللاعبين وتخصيص باكورة لهم في صحافتنا واستيعاب مفهوم الإبداع والكفاءة.
ضخ دماء جديدة باحترام القلم الناشئ وتوجيهه وتسخيره لخدمة الرياضة الفلسطينية بتكثيف الدورات الداخلية والخارجية وحق إعطاء الفرص.
الابتعاد عن سفك الاراء وعرض شرائح الاخفاق والتحيز والمعارضة من اجل المعارضة.
لا بد لي هنا أن استذكر الدور الكبير الذي يلعبه منتدى كووورة في التوجيه والإصلاح الرياضي له منا كل الاحترام والتقدير ونتمنى أن يبقى صرح شامخ في خدمة الرياضة والرياضيين على منوال الموضوعية والنزاهة وبعيدا عن التحيز والتمييز.
عذرا إخواني الإعلاميين أبناء هذه السلطة
قد يبدو الفهم خاطئ للبعض بان كل من يكتب خبر آو يسرد أحداث أو يروج لحدث ما قد تربع على عرش الصافة الرياضية وأصبح إعلاميا يستطيع أن يسير بنهج معين وكأنه تخصص من التخصصات الدراسية ويصبح له وجهت نظر وأهداف خاصة ولعلي في هذا المقام لا انقص من قيمة أو دور احد فالإعلام الرياضي عالم كغيرة يجب أن يتحلى بكثير من الأمور المبنية على تقييم الغير، الشارع الرياضي الدافئ الصدر أحيانا والوحش الكاسر أحيانا أخرى، يجب أن تقف على حافة الموضوعية وعدم التحيز والتضخيم وقد يكون هناك مجال للصحف في استيعاب ذلك ولكن هذا كله من اجل النهوض برياضتنا إلى عالم الوجود، وأنت من أتحدث عنهم لست ببعيد عن الإعلامي فمن ينقل خبرا أو يكتب مقال فهذه بداية الطريق وبالإمكان أن تصبوا لنفسك طريقا. أما من هم في وسط الطريق يتحلون بالقلم النقي وينتقدون بروح النقد فانتم ومن سلف ذكرهم خير خلف لخير سلف وان شاء الله وإياكم سنزهو ويزهوا إعلامنا وصحافتنا الرياضية.
معلش زملائي رابطة الصحفيين الأعزاء
وصلت الرياضة في فترة سابقة إلى سرير الموت ومن حافظ على علاجها والنهوض بها ليس له إلا كل الاحترام والتقدير وليس لنا إلا أن نحييهم ونستذكرهم دائما على الدور الكبير الذي يقيموه في توجيه وإصلاح الرياضة الداخلية، كما وان لمحافلهم وصولاتهم وجولاتهم في الخارج بصمة لا ينكرها احد ولكن وجب منا هنا أن نوجه نداء إلى الإخوة في الرابطة بان عليكم ضخ الدماء واستيعاب الأقلام الشابة والناشئة وصياغة برامج جديدة لتنشيط الجسم الإعلامي الرياضي وإطفاء الدورات والبرامج والأنشطة كيس يصبحوا هؤلاء ضمن جسم واحد وهدف واحد هو توجيه وإصلاح رياضتنا وإيصالها كافة أنحاء المعمورة.
كي لا ننسى الزميلات
نقف حائرين مع الرياضة النسائية التي تعتبر بلادنا الأكثر فقرا في إيوائها آو وجودها أن جاز التعبير، ونقف تحت حاجز الصمت أكثر لخلوا صحفنا ومواقعنا من الإعلام الرياضي للسيدات وما لهن من دور كبير في ذلك ونحن نعلم جميعا بان أكثر البيوت تجد فيهن المشجعات للأندية المحلية والعالمية وان للمرأة دور كبير في خلق تلك الفرص والتنقيب عنها وهنا وقفة مع الاتحاد والوزارة والرابطة أيضا بتوفير منح دراسية خاصة بالسيدات في مجال الإعلام الرياضي وكذلك الاهتمام بمن يدرس بجامعاتنا الوطنية كجانب لا يجوز تهميشه الو الابتعاد عنه.
الصعوبات التي تواجه السلطة الرابعة
الدعم المادي الذي يعتبر ركيزة للترويج في كافة المحافل.
العراقيل والقيود التي نعيشها جراء الاحتلال الغاشم.
عدم الاهتمام بالأقلام النشطة والناشئة.
عدم وجود قلم نسائي في أروقة الصحافة.
قلة الدورات الداخلية والخارجية.
الزوايا المبرمجة والمقالات المبهرجة.
التحيز لبعض الأندية على حساب الأندية الأخرى.
عدم إفساح المجال للمشاركة والرقي وضخ دماء جديدة.
أتمنى أن أكون قد وقفت على أعتاب الهدف المرجو من الموضوع مع وقفة نستعيد بها التوازن ونرتب البيت الإعلامي الرياضي على أسس وطنية أولا ومهنية ثانيا والله من وراء القصد.
[email protected]