فروانة: التعذيب في سجون الإحتلال شّكل نهجاً أساسياً وممارسةً مؤسسيةً وجزءاً من معاملة المعتقلين اليومية
نشر بتاريخ: 29/06/2008 ( آخر تحديث: 29/06/2008 الساعة: 19:00 )
رام الله -معا- شدَّد الباحث المختص بشؤون الأسرى، ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة اليوم ، على ضرورة فتح ملف السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والسماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بالدخول إليها دون قيود ، والإطلاع على حجم الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى داخل أقبية التحقيق وغرف السجون والتي لا حدود لها ولا رقيب أو حسيب .
وطالب فروانة في تصريح وصل معا نسخة منه بإنشاء لجنة دولية للتحقيق في كل أساليب وصنوف التعذيب المختلفة المتبعة في السجون الإسرائيلية، والتي أدت إلى استشهاد المئات من الأسرى الفلسطينيين والأسرى السابقين ، والتسبب بعاهات مستديمة وأمراض مزمنة لآلاف آخرين، وملاحقة ومحاكمة من مارسوا التعذيب ومن أصدروا الأوامر بممارسته.
وأوضح فروانة بأن الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت قد أقرت في الثاني عشر من شهر ديسمبر من عام 1997 ، يوم السادس والعشرين من شهر حزيران _ يونيو كيوم عالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه وتأهيلهم ، تحييه و تحتفل به سنوياً ومعها كافة المنظمات والمؤسسات الناشطة في مجال حقوق الإنسان في العالم ، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م.
وأوضح فروانة بأن التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بدأ مع بدايات الإحتلال وكان أول ضحاياه هو الشهيد الأسير يوسف الجبالي الذي استشهد بتاريخ 4 يناير 1968في سجن نابلس ، وتبعه العشرات ، ومورس التعذيب بأشكال عدة ، نفسية وجسدية، وفي الغالب يتم المزج بينهما ، ووصلت إلى قرابة ثمانين شكلاً.
وبيّن فروانة في احصائيات لديه تفيد بأن: ( 70 أسيراً ) استشهدوا جراء التعذيب في سجون الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، وأن كافة المعتقلين تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب وأن هناك ترابط جدلي ما بين الاعتقال والتعذيب وليس هناك من شخص بغض النظر عن جنسه أو عمره، مرَّ بتجربة الاعتقال دون أن يكون قد مرَّ بتجربة التعذيب، وأن جميع من اعتقلوا تعرضوا للمعاملة المهينة السيئة واللإنسانية وإلى الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين ، وأن 96 % ممن اعتقلوا تعرضوا للضرب ، و94 % تعرضوا للحرمان من النوم ، فيما تعرض 94 % للوقوف فترة طويلة ، و89 % تعرضوا للشبح والحرمان من النوم والطعام والشـراب، و70 % تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة، و60 % تعرضوا للمكوث ساعات وأيام في ما تعرف بالثلاجة ، وأن أكثر من 50 % تعرضوا للضرب والضغط على الخصيتين ، وهناك أشكال أخرى من التعذيب تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوت ما بين هذه الفئة أو تلك من المعتقلين مثل التعرض للهز العنيف و التعري والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب أو الاغتصاب الفعلي، والتعرية وإدخال أنبوب أو عيدان ثقاب في الأعضاء التناسلية ، والاعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص ، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح ، الصعق بالكهرباء والحرمان من زيارات الأهل الزيارات والعزل الانفرادي والإهمال الطبي.
واوضح بأن الآلاف من الأسرى السابقين لا سيما الذين تعرضوا للتعذيب الشديد أو الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر، لا زالوا يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة ورثوها عن سجون الإحتلال وما يجري بداخلها من تعذيب ، والمئات منهم استشهدوا جراء ذلك وبعد تحررهم بسنوات وعلى سبيل المثال لا الحصر الشهداء وليد الغول ، هايل أبو زيد من الجولان ، فايز بدوي ، مراد أبو ساكوت وشيخ المعتقلين أبو رفعت نعيرات ، وعبد الرحيم عراقي من الطيرة .
وأكد فروانة أن التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية انتهاك أساسي لحقوق الإنسان ، وهو جرم فظيع وبشع يرتكب بحق الإنسانية ، وشّكل نهجاً أساسياً وثابتاً وممارسةً مؤسسيةً ، وجزءاً لا يتجزأ من معاملة المعتقلين اليومية ، ويهدف إلى تدمير الإنسان جسدياً ومعنوياً ، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته ، ليغدو عالة على أسرته ومجتمعه وعبرة لغيره .
تجربة شخصية