الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الزراعة المقالة: "الاستزراع السمكي" المشروع الاستثماري الأمثل في فلسطين

نشر بتاريخ: 01/07/2008 ( آخر تحديث: 01/07/2008 الساعة: 13:27 )
غزة- معا- أكدت وزارة الزراعة في الحكومة المقالة "أن الاستزراع السمكي في فلسطين يعتبر المشروع الاستثماري الأمثل الذي توليه الوزارة اهتماماً كبيراً في ظل تضييق الاحتلال على الصيد البحري ومنع الصيادين من التعمق في مياه البحر".

يذكر أن المعدل الاستهلاكي للفرد من الأسماك في قطاع غزة يبلغ حوالي 2.5 كيلو جرام في العام، وهى نسبة أقل بكثير مما توصى به منظمة الأغذية والزراعة من الحد الأدنى وهو 13 كيلو جرام في العام.

وأوضح د.حسن محمد عزام مدير عام الإدارة العامة للثروة السمكية بالوزارة، أن الوزارة وبتوجيهات مباشرة من وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا اهتمت بتوسيع إنشاء مشروعات الاستزراع السمكي ومستعدة لتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين لإنشاء الأحواض اللازمة للتربية وتزويدهم بـ"بذرة الأسماك" بأسعار رمزية.

وأكد استعداد الوزارة لتقديم الإرشاد بشأن نوع السمك الذي يمكن استزراعه طبقاً لنوع المياه الموجودة واستمرار المتابعة الميدانية للمزارع والأحواض أثناء التربية وحل جميع المشاكل الطارئة، بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية للمزارعين لتدريبهم على الاستزراع السمكي بشكل عملي.

وتحدث عزام عن الاستزراع السمكي بقطاع غزة قائلاً "لا يوجد مياه سطحية في القطاع للاستزراع السمكي، وذلك نتيجة لقيام قوات الاحتلال بإقامة سدود على خط سير المياه، ولذلك يتم الاعتماد على المياه الجوفية بالكامل وهى التي تستغل في أنشطة الزراعة، حيث تحسن استغلال هذه المياه بعد انسحاب الاحتلال من غزة".

واعتبر أن المناطق الجنوبية الشرقية من قطاع غزة ذات مياه جوفية عالية الملوحة ولايمكن استعمالها إلا في أنواع محدودة من الزراعات ويمكن الاستفادة منها بشكل أساسي في مشاريع الاستزراع السمكي، موضحاً أنه جرى بمجرد انسحاب الاحتلال من غزة تجميع الأسماك الباقية في برك التربية التي أعاق تطويرها إجراءات الاحتلال لتكون نواة الجيل الجديد من الأسماك التي تستعمل الآن لتفريخ وإنتاج الأسماك في المزارع.

في حين قال عزام "أن وضع الاستزراع السمكي في الضفة الغربية هو شبيه بغزة من حيث الحاجة لإنتاج الأسماك محلياً مع الأخذ بالاعتبار عدم توفر حياة بحرية في الضفة الغربية لصيد الأسماك، فيما تتوفر مياه في الضفة بكميات جيدة سواء سطحية يمكن استغلالها في نشاطات الاستزراع مثل برك قارون ووادي الباذان، وهناك في أريحا تتوفر كميات كبيرة من مياه الينابيع والعيون يمكن استغلالها على نطاق واسع، بالإضافة إلى المياه الجوفية ومياه الأمطار، كما اقتصرالاستغلال إلى الآن على مشاريع صغيرة في أريحا لتربية البلطي والقراميط ولميكتب الاستمرار لمشروع انتاج سمك القراميط لقيام قوات الاحتلال بتجريف المزرعة التي تقوم بإنتاجه".

وأوضح عزام أن الاستثمار في قطاع الاستزراع السمكي جاء لتحقيق الجدوى الاقتصادية، قائلاً "إن المُزارع بجانب العائد الممتاز الذي يمكن أن يحصلعليه من إنتاج الأسماك وبيعها فانه يقوم بري مزروعاته بمياه الاستزراع التي تحتوي على كميات ممتازة من السماد العضوي الذي ينعكس بالإيجاب على جودة الإنتاج وبالتالي الربح الوفير لذلك يعتبر الاستزراع السمكي من المشاريع الاستثمارية الناجحة"، موضحاً أن هذا القطاع يساهم وبشكل جيد في توفير مصدر ممتاز من البروتين ما يرفع من نصيب الفرد من الأسماك الطازجة بدلاً من المستوردة والمرتفعة الثمن، فيما يعتبر الاستزراع من الموارد الإنتاجيةالمهمة وذلك في ظل تقليص مساحة الصيد البحري وعدم وجود شواطئ بحرية في الضفةالغربية.

وأشار أن مشاريع الاستزراع من شأنها تشغيل الأيدي العاملة والحد من البطالة وإيجاد مصدر مهم من مصادر الرزق وخاصة اذاعلمنا أن بامكان الكثير من المواطنين وعلى مستوى مشروعات صغيرة أن يقوموا بالاستزراع على أسطح المنازل أو في الحديقة المنزلية، فضلاً عن إمكانية فتح أفرع في مصانع الأعلاف لإنتاج أعلاف للأسماك، مبيناً أن وجود مشروعات استزراع سمكي يدعم بشكل موسع تشجيع البحث العلمي والتطوير المستمر لعجلة التنمية والبحث المستمر عن آفاق جديدة وإمكانية تدريس هذا العلم في الكليات والجامعات الفلسطينية.

وذكر عزام أنواع الأسماك التي يتم استزراعها في فلسطين في الوقت الحالي هي"البلطي الأحمر، بلطي (أوريا)، البلطي النيلي، البوري، الدنيس، وسمك القراميط"، وذلك حسب الأساليب المتبعة في تربية الأسماك منها الأول"الاستزراع غير المكثف"، حيث يتم في برك ري المزروعات بحوالي عشرة "اصبعيات"في المتر المكعب الواحد وتتغذى فيها الأسماك تغذية صناعية، مؤكداً أنه تم استغلال ستين بركة لتربية الأسماك ضمن مشروع مشترك بين وزارة الزراعة ومؤسسةغير حكومية محلية وهذه البرك منتشرة ويمكن التوسع بها في المواسم القادمة.

أما بما يتعلق بالنوع الثاني من أساليب التربية "الاستزراع المكثف"، قال عزام" تعتمد على أساليب حديثة في التربية، ومزارعها عن أحواض بحجم من 110 إلى 250كوب ، تتكون المزرعة في العادة من أربع إلى ثمانية أحواض ويتم استزراع من 60إلى 70 "إصبعية" في المتر المكعب وتعتمد المحطة على (دفاشات) لتقليب المياه للتهوية و(فلتر بيولوجى) للتخلص من (الامونيا) الناتجة من الأسماك والتخلص من(النيتريت) ويتم صرف جزء من المياه لري المزروعات"، لافتاً أن وزارة الزراعة تعمل من خلال هذه محطات للاستزراع السمكي على إعادة استنهاض القطاع الخاص لمعاودة نشاط تربية الأسماك، حيث جرى تدريب عدد من المزارعين على تربيةالأسماك داخل المحطة.

يشار أن نشاط الاستزراع في فلسطين بدأ عام 1995، بشكل بسيط وبالتعاون مع مؤسسات غير حكومية وذلك بتنفيذ مشاريع بسيطة مع المزارعين لاستغلال المياه لتربية الأسماك قبل استعمالها في الري، بذلك يتم خفض التكاليف والاستفادة من السماد الطبيعي الذي تخلفه الأسماك، فيما تم البدء بتنفيذ المشروعات الصغيرة بداية من عام1998وتجربة التربية بكثافات مختلفة في المتر المكعب وتبين أن10 اسماك في المتر المكعب كانت الأنسب وتعطي مردود مناسب من الأسماك للمزارع.