السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سوق فلسطين للأوراق المالية تنهي رعايتها برنامج سينما الجوالة في الريف الفلسطيني

نشر بتاريخ: 02/07/2008 ( آخر تحديث: 02/07/2008 الساعة: 21:03 )
نابلس-سلفيت-معا- قامت السوق برعاية مشروع سينما الجوالة تحت شعار "صناعة الفرح"منذ بداية العام وحتى نهاية حزيران، لتشارك شركة الفينيق للثقافة والفنون في رام الله رحلاتها اليومية الى القرى والمخيمات والريف الفلسطيني من أجل إيصال رسالة صادقة للأطفال والكبار عبر الفن السينمائي الذي منعتهم الظروف من الوصول اليه على مسارح كبيرة وقاعات للسينما التي يرتادها الناس من اجل التعرف على ثقافات الاخرين، ورؤية ما انتج من افلام تاريخية وثقافية وسياسية واجتماعية عابرة لحدود الابداع الذي يسعى اليه هذا الشعب. فكان فكرة البرنامج ابتكارا فريدا لرسم الابتسامة والضحك على وجوه الشيوخ والشباب والامهات والاطفال بشكل خاص وساهمت رعاية السوق من ولادة المشروع.

ويعد مشروع سينما الجوالة الذي عقد أكثر من ستين عرضا تشمل أفلام اجتماعية وثقافية في الريف الفلسطيني، في الضفة الغربية ومدنها الواقعة شمالا من جنين وطولكرم وقلقيلية مرورا بنابلس ورام الله واريحا وصولا الى قرى القدس وبيت لحم والخليل، فكرة رائدة، حيث تقدم السينما في كل قرية من القرى الفلسطينية، موجه لفئات وشرائح مختلفة تشمل الكبار والصغار، مما يساهم في صناعة الفرح ونشر الثقافة في هذه المناطق، خصوصا من الاطفال الذين لم يروا نورا للسينما الفلسطينية، فكانت الشاشة الكبيرة والتي يقل حجمها عن شاشة العرض السينمائية في دور العرض متنفسا لهؤلاء لرؤية السينما ولو بشكلها المصغر.

محمد شقير (13) عاما من قرية الزاوية؛ قال "سعدت بمشاهدة الفيلم الذي عرضته علينا سينما الجوالة حيث انني رأيت مدينة القدس الجميلة وقبة الصخرة الكبيرة في المسجد الأقصى التي حرمت من رؤيتها منذ ولدت".

العروض..

وتقسم الافلام التي تعرض في مشروع سينما الجوالة افلام متعلقة بالاطفال مثل فيلم "انا في القدس" الذي يحكي حكاية طفل يحلم بان يصل الى مدينة القدس كي يصلي بها، وأخرى مخصصة للكبار منها التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية المحايدة، مثل "زفاف بلا متزل" وغيرها من الافلام.

وقد وقعت سوق فلسطين للاوراق المالية اتفاقية لرعاية هذا المشروع الفريد من نوعه مع شركة الفينيق للثقافة والفنون بداية العام، والذي شارك فيه ما يزيد عن 6500 من الاطفال والنساء والشباب والشيوخ، وقامت البورصة الفلسطينية بتوفير كافة المتطلبات التي يحتاجها طاقم المشروع لتنفيذ عروض الافلام، وقد انتهت مدة الاتفاقية نهاية حزيران لتنهي صفحة بيضاء لواجب البورصة الاجتماعي تجاه هذا المشروع الرائد.

عزمي شقير، منسق النشاطات في مركز بلدية الزاوية الثقافي في محافظة سلفيت، توجه بالشكر الى سوق فلسطين للاوراق المالية على رعايتها لهذا المشروع الرائد، واصفا الفكرة بالمميزة والملفتة، مضيفا الى ان الافلام التي عرضتها سينما الجوالة هي افلام وثائقية لا تعرض عادة على التلفزيون، او على الفضائيات، خصوصا ان معظمها من انتاج فلسطيني.
ويقول شقير، ان الفيلم الذي تم عرضه في قرية الزاوية قضاء سلفيت، وهو فيلم "انا في القدس" استفاد منه الاطفال الذين تابعوه بصمت واهتمام، حيث أ، جميع الاطفال لهم اهتمام بالذهاب الى مدينة القدس التي لا يرونها الا عبر وسائل الاعلام، فكانت قصة الطفل الذي قام بدور البطل في الفيلم مؤثرة جدا حيث ان كل الاحداث التي جرت معه خلال الفيلم تبينت في النهاية انها حلم لذلك الطفل.

اما يوسف الديك مدير شركة الفينيق للثقافة والفنون منفذة المشروع وصاحبة الفكرة، قال ان سوق فلسطين للاوراق المالية هي من اعطى هذه الفكرة شهادة الميلاد، حيث انها اول من تعهد بتغطية الجزء الكبير من النفقات. وقد اعطتنا حافزا للنجاح والوصول الى كل القرى والمخيمات الفلسطينية.
اما عن فكرة المشروع فقد رأى الديك أنها جائت من همين ثقافيين وفنيين في نفس الوقت؛ الهم الاول متعلق بالمنتجين والمخرجين الفلسطينين الذين ليس لديهم فرص كافية لعرض انتاجاتهم محليا في حين يفوز سنويا مخرجون ومنتجون فلسطينيون بجوائز ذهبية دولية.
اما الهم الثاني، فهو متعلق بطبيعة الوضع الفلسطيني الذي يفتقر الى دور العرض والسينما ودورها الهام في المجتمع.
وينفي الديك ان يكون مشروع سينما الجوالة المتواضع بطاقاته وامكانياته، ان يسد مسد السينما الحقيقية بل يطالب بان يكون ضمن مشروع وطني كبير يمتد لسنوات. لكنه اكد ان مشروع السينما الجوالة يظل دائما في اذهان الناس فهي موجودة في الحياة، فما بالنا اذا دخلت القرى والريف.

عويضه.. ضرورة وصول السينما للمناطق النائية

وعن رأيه فقد اكد السيد احمد عويضه، الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين للاوراق المالية، أن هذا المشروع أتي في سياق جهود السوق للقيام بأعبائها في خدمة الشرائح المجتمعية المختلفة عبر صندوق المسئولية الاجتماعية. وتمكنت السوق برعايتها برنامج "السينما الجوالة" من إتاحة الفرصة للجمهور المستهدف من اجل مشاهدة أفلام وثائقية وترفيهية غير متوفرة على شاشات التلفزة مؤكدا لضرورة وصول السينما الى المناطق النائية.
وأضاف عويضه ان دعم السوق لهذا البرنامج جاء من باب ايمانها بنشر الثقافات والاطلاع على ما تم انتاجه من اعمال سينمائية فلسطينية، حيث ان الافلام التي تعرض في مشروع سينما الجوال هي سياسية محايدة، او ثقافية عن المجتمعات الاخرى، او تعالج مشاكل اجتماعية في الوطن العربي، واما انها تاريخية تروي احداثا تاريخية هامة.

سينما.. لتوعية استثمارية

وتمثل الفكرة أحد انشطة صندوق المسئولية الاجتماعية الذي خصصته السوق لتغطية انشطتها الموجهة للمجتمع المحلي، الى جانب ما تساهم به هذه الانشطة من ترويج للدور الاجتماعي للسوق و التوعية الاستثمارية، حيث ارتأت السوق أن تتيح الفرصة لمن يحضر هذه العروض بالاستفادة من إصداراتها، التي وزعت في المؤسسات المستضيفة والجمعيات والمدارس، لزيادومعرفة الناس بالسوق المالي الفلسطيني، ورفع درجة الوعي الاستثماري بين جمهور العامة، إضافة الى تنشئة جيل يدرك اهمية البورصة بناء الاقتصاد.

ويؤكد السيد عويضه في حديثه مرة اخرى، بان كل الاهداف التي تسعى اليها السوق من خلال دعم المشاريع الاجتماعية والثقافية كسينما الجوالة هي من اجل القيام بالواجب الوطني والاجتماعي تجاه شعبنا الفلسطيني الذي هو بحاجة الى متنفس ليكرس ابداعاته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في خدمة الوطن.