النائب مصطفى البرغوثي يفند ادعاءات باراك امام الاشتراكية الدولية ويطالب بانهاء الاحتلال والتمييز العنصري فورا
نشر بتاريخ: 03/07/2008 ( آخر تحديث: 03/07/2008 الساعة: 11:27 )
أثينا- معا- شارك وفد من المبادرة الوطنية الفلسطينية برئاسة النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة ومشاركة القيادي الدكتور خالد السيفي في اجتماعات المؤتمر الثالث والعشرين للاشتراكية الدولية الذي عقد في اثينا بمشاركة 700 مندوب من 150 بلدا.
ورحب رئيس الاشتراكية الدولية باباندريو بمشاركة وفد المبادرة الوطنية في المؤتمر الذي قدم فيه الرئيس محمود عباس كلمة شاملة عن الوضع الفلسطيني والمعاناة الناجمة عن الاحتلال والمساعي لاستعادة الوجدة الوطنية.
والقى النائب البرغوثي في الجلسة ذاتها كلمة شكر فيها الاشتراكية الدولية على دعوتها المبادرة الوطنية الفلسطينية حيث شرح خطورة الاوضاع التي تعيشها القضية الفلسطينية مؤكدا ان الوقت يضيع بسبب عناد وعنجهية المواقف الاسرائيلية فيما يحمل آلاما لا تطاق لاجيال من الشباب والنساء والعائلات التي تحرم من مستقبلها وتتحطم احلامها وآمالها بسبب استمرار الاحتلال والفصل العنصري مشددا على ضرورة احترام وتطبيق ليس فقط حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال بل ايضا حق ابنائه في تطبيق شامل لحقوق الانسان والديمقراطية والكرامة الانسانية.
وحذر البرغوثي من انه ما لم يتوقف الاستيطان فورا ويزال جدار الفصل العنصري وتقام دولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة السيادة على كامل الاراضي المحتلة بما فيها القدس فان فكرة حل الدولتين ستتلاشى.
واضاف البرغوثي ان البديل الذي خلقته اسرائيل على ارض الواقع هو نظام الابارتهايد الاسوأ في تاريخ البشرية ،ومنظومة بانتوستان ومعازل أسوأ مما كان سائدا في جنوب افريقيا.
واكد البرغوثي ان الشعب الفلسطيني لن ينكس ابدا راية كفاحه ولن يقبل ان يعيش كالعبيد تحت الاحتلال والفصل العنصري وسيحقق حريته اما في دولته المستقلة كاملة السيادة او في دولة ديمقراطية واحدة.
واشار البرغوثي الى ان الاسرائيليين يتحدثون عن العنف ويتجاهلون العنف الاكبر وهو عنف تشريد اللاجئين الفلسطينيين قبل ستين عاما وعنف الاحتلال المستمر منذ واحد واربعين عاما.
وقال البرغوثي ان الامن لايتحقق لطرف واحد بل مشروط بان يتحقق للشعب الفلسطيني ايضا وهو المعاني الاكبر من العنف الاسرائيلي مذكرا بان 45 فلسطينيا يستشهدون مقابل كل اسرائيليوان الجيش الاسرائيلي قتل الفا وثلاثين طفلا خلال الاعوام الماضية.
واوضح البرغوثي ان حكومات اسرائيل تبحث عن الذرائع للتهرب من استحقاقات السلام العادل وقال انه في الماضي كانت الذريعة منظمة التحرير والرئيس الراحل ياسر عرفات واليوم الذريعة هي حماس ولا ندري ماذا ستكون ذريعتهم غدا.
وطالب النائب البرغوثي الاشتراكية الدولية بالمساهمة في كسر هذه الدائرة المغلقة والضغط لانهاء الاحتلال والاستيطان مشيرا الى ضرورة احترام الديمقراطية والخيار الديمقراطي كاساس للسلام العادل مؤكدا ان تجربة الشعوب تؤكد على ان السلام الوحيد الذي يمكن ان يعمر هو ذلك السلام المبني على التكافؤ والمساواة والخيار الديمقراطي للشعوب وليس الاتفاقيات المفروضة من طرف واحد.
وفند البرغوثي ادعاءات ايهود باراك وزير الجيش الاسرائيلي ورئيس حزب العمل واصفا اياه بانه يروج الاوهام في المجتمع الدولي وأولها ان الاحتلال لغزة قد انتهى.
وقال كيف يتحدثون عن انتهاء الاحتلال وغزة محاصرة برا وجوا وبحرا ومرضاها يمنعون من الوصول الى العلاج ومعابرها مغلقة مؤكدا ان اسرائيل استبدلت احتلالها باحتلال الكتروني وحصار خانق لا أنساني.
وعرى الدكتور البرغوثي في كلمته ادعاءات باراك حول ما جرى في كامب ديفيد، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بدولة إن لم تكن كاملة السيادة وعاصمتها القدس العربية.
واكد أن إسرائيل نحاصر القدس وتمنع الفلسطينيين بمسلميهم ومسيحييهم من الوصول إلى المدينة المقدسة، وأشار إلى أن إسرائيل تتحدث عن أسير واحد اسمه شاليط، وتتجاهل وجود أكثر من 11 ألف أسير وأسيرة بمن فيهم 46 نائبا انتخبوا بشكل ديمقراطي.
وكشف البرغوثي في كلمنه للمؤتمر ما قامت به إسرائيل منذ انابولس حيث ضاعفت التوسع الاستيطاني بوتيرة تزيد عشرين مرة عما كان قبل انابوليس، وان عدد الحواجز قد ارتفع من 523 إلى 607 بعد انابوليس.
وطالب د. البرغوثي المؤتمر وكافة المشاركين بحشد الطاقات لإجبار إسرائيل على وقف التوسع الاستيطاني وبناء جدار الفصل العنصري، واحترام وتطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مؤكدا أن إسرائيل هي التي تغذي باحتلالها العنف وترفض توسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية والقدس وتعمق ممارساتها العنصرية بما في ذلك تهديد النواب العرب في الكنيست بحرمانهم من حقوقهم الديمقراطية أن زاروا بعض الدول العربية.
وقد أكد عدد من الخطباء بمن فيهم وزير خارجية النرويج أن إسرائيل بمنعها قيام دولة فلسطينية مستقلة حقيقية تدمر خيار الدولتين.
كما أشار البيان الصادر عن المؤتمر الى ضرورة تطبيق المبادرة العربية وإنهاء الاحتلال والإفراج عن النواب الفلسطينيين المعتقلين وأن تبادلا للأسرى يجب أن يشمل ليس شاليط فقط بل الإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وضرورة توسيع التهدئة لتشمل سائر الأراضي المحتلة مطالبا بعقد مؤتمر دولي على أساس القانون الدولي وبضرورة وقف كل إشكال التوسع الاستيطاني وبناء جدار الفصل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبضرورة إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأشار بيان المؤتمر إلى أن استمرار الاستيطان والحواجز وبناء الجدار ينسف مصداقية عملية السلام ويغذي الإحباط والتطرف.
ودعا المؤتمر إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي واحترام الديمقراطية الفلسطينية بما في ذلك حق الفلسطينيين في إجراء انتخابات جديدة، وان التقدم مرتبط بحل قضايا الصراع الجوهرية وهي الحدود والاستيطان واللاجئون والقدس.
كما عبر عن دعمه لنجاح مفاوضات السلام بين إسرائيل وسوريا، مؤكدا تأييده لنشر قوات دولية لحفظ ومراقبة السلام عند إنهاء الاحتلال .