سيناريو الحرب القادمة: تستمر 20 يوما وتتلقى فيها اسرائيل 5000 صاروخ
نشر بتاريخ: 03/07/2008 ( آخر تحديث: 03/07/2008 الساعة: 21:15 )
بيت لحم - معا- رسم قائد سلاح الجو الاسرائيلي السابق ايتان بن الياهو خلال محاضرة القاها مطلع الاسبوع تحت عنوان " الدفاع عن البيت منظومة الدفاع ضد الصواريخ " سيناريو محتمل للحرب المتوقعه ضد ايران وسوريا .
واوصى قائد سلاح الجو بالاستعداد للحرب التي ستستمر لعشرين يوما تطلق خلالها ايران وسوريا 300 صاروخ من طرازي شهاب وسكاد بالاضافة الى 5000 صاروخ قصير المدى من طراز كاتيوشا فيما ترد اسرائيل عليها باطلاق حوالي 700 صاروخ اعتراضي فيما اكد بان الاستعداد لمواجهة صواريخ القسام وقذائف الهاون ستكون من خلال تحصين المنازل وحماية السكان .
وفي بداية محاضرته تناول بن إلياهو الفهم الأمني الإسرائيلي والتغييرات التي مر بها منذ مطلع سنوات الخمسينيات، حيث ساد مفهوم القوة العسكرية و المبادرة إلى الحرب على شكل ضربة رادعه و في حال تعذر ذلك، توجيه 'ضربة استباقية' لعرقلة استعداد 'العدو' للحرب وبعد اندلاعها على الجيش أن يشن حربا رادعة لتحقيق التفوق الجوي لتسديد ضربات جوية تؤدي الى حسم المعركة .
وقال إن هذا الفهم ينبع من سيناريو تكون فيه إسرائيل في حالة حرب على جبهتين أو ثلاث جبهات (مصر وسورية والأردن)، ولذلك بنت إسرائيل قوتها العسكرية حتى حرب تشرين 1973، وفي إطار ميزانيات تتراوح ما بين 30-35 مليارد دولار، صرفت في الأساس على التسلح بالطائرات والمدرعات والسفن الحربية، من خلال الحفاظ على تنوع هذه الأنظمة ومرونة استعمالها.
وبموجب هذا الفهم، فإن الجيش الإسرائيلي يستند في المعركة البرية على وسائل قتالية توفر له عنصر المفاجأة والحركة والمبادرة. أما في الجو فإن الاعتماد يكون على سلاح طيران يتيح مهاجمة وتدمير المطارات، وتحقيق انتصارات في المعارك الجوية، وعلى تطوير أسلحة دقيقة تستطيع تدمير أسلحة أرض- جو.
ويتابع أن حرب الاستنزاف (1968-1970) وحرب تشرين 1973 شوشت هذه الفرضيات. فالدول العربية استخلصت درسين مركزيين من حرب 1967؛ فهم قاموا بإخفاء طائراتهم في مخازن تحت الأرض وامتلكوا الصواريخ، التي تسببت بضربة شديدة لسلاح الجو وردا على التحدي الجديد عمل الجيش على تدمير بطاريات صواريخ أرض- جو، وحاول جر طيران 'العدو' إلى معارك جوية تتيح له إسقاطها وهذا الأمر تجلى في الحرب الأولى على لبنان بعد قصف بطاريات صواريخ سورية وإسقاط 99 طائرة سورية.
ويتابع أن الاحتياجات العسكرية الجديدة أدت إلى زيادة ميزانية الأمن بـ 15%-20%، بحيث وصلت إلى 35-40 مليارد دولار. وفي نهاية سنوات الثمانينيات، وخاصة في أعقاب حرب الخليج الأولى 199 حيث أطلق العراق 39 صاروخ سكاد، واجهت إسرائيل تهديدات أخرى، منها تعرض الجبهة الداخلية للقصف، وقصر وقت التحذيرواطالة أمد الحرب، وتهديد أسلحة غير تقليدية و نتيجة لذلك اضطرت إسرائيل إلى رفع ميزانية الأمن مرة أخرى إلى 50 مليارد دولار وإعادة صياغة مفهوم الامن القومي وذلك بهدف الاستعداد لسيناريوهات حروب مقابل إيران وسورية ولبنان وهجمات أخرى.
وبهدف تبيان حجم هذه السيناريوهات، عرض بن إلياهو معطيات من الحرب الثانية على لبنان قائلا " مخزون الصواريخ لدى حزب الله كان يصل إلى 14 ألف صاروخ أطلق منها 4200 صاروخ و 200 صاروخ متوسط المدى وخلال أيام الحرب التي دامت 34 يوما نفذ سلاح الطيران الإسرائيلي 11,870 غارة جوية (بمعدل 340 غارة يوميا) ودمر 93 منصة إطلاق صواريخ، دمر منها 50 منصة في اليوم الأول للحرب في حين دمرت 33 أخرى من قبل طائرات كانت تمكث في الجو لـ'اصطياد' منصات الإطلاق.
وبحسب تقديراته، وبناء على ما حصل خلال حرب الخليج الأولى، فإنه يعتقد أنه في الحرب القادمة سيطلق باتجاه إسرائيل (من سورية وإيران) 250-300 صاروخ بعيد المدى (سكاد أو شهاب)، بالإضافة إلى 5000 صاروخ قصير المدى (كاتيوشا). ومن أجل اعتراض الصواريخ البعيدة المدى فإن إسرائيل بحاجة إلى ما معدله صاروخين معترضين بحيث يصل المجموع إلى 500-700 صاروخ. أما بالنسبة للصواريخ القصيرة المدى فإن هناك حاجة لقوات برية من أجل تدميرها.
وتابع أنه على إسرائيل أن تستعد لحرب قد تستمر لمدة 20 يوما ومقابل سورية فإنه يجب على إسرائيل أن تتمتع بتفوق وتهاجم أهدافا استراتيجية بينها مواقع الصواريخ أما مقابل لبنان فإن لإسرائيل تفوقا جويا، ولذلك يجب عليها أن تتركز في الهجوم الجوي على مواقع الصواريخ المتوسطة المدى، ومهاجمة مواقع الصواريخ القصيرة المدى بقوات برية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن ما ذكر آنفا قد سبق وأن استخدمته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على لبنان بيد أنها فشلت فشلا ذريعا ليس فقط في حماية الجبهة الداخلية من مئات الصواريخ التي كانت تتساقط يوميا بل ولم تحقق أي هدف من الأهداف التي وضعتها في بداية الحرب.