الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جرغون: الانقسام الحاصل بالساحة الفلسطينية جعل الموقف الفلسطيني عربيا وعالميا ضعيفا

نشر بتاريخ: 04/07/2008 ( آخر تحديث: 04/07/2008 الساعة: 17:44 )
غزة - معا - قال زياد جرغون عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بأن الانقسام الحاصل بالساحة الفلسطينية بين فتح وحماس جعل الموقف الفلسطيني عربيا وعالميا ضعيف، وانعكس هذا على المفاوضات بين السلطة وإسرائيل وجعلها تدور في حلقة مفرغة.

وأضاف جرغون في بيان وصل لمعا جاءت شروط التهدئة في غزة ضعيفة، وهي نتيجة طبيعية للانقسام الحاصل بين شطري الوطن ومحاولة إسرائيل الاستفراد بقطاع غزة لوحده من خلال تشديد الحصار الظالم والجائر وأيضا استمرار الاعتداءات والاغتيالات ومواصلة نهب الأرض في الضفة الغربية.

وتابع جرغون قائلا : " إن إنهاء الانقسام المدمر أصبح ضرورة وطنية تجمع عليها الغالبية العظمى من شرائح شعبنا ممثلة في قواه الوطنية والإسلامية، و الحوار الوطني الشامل هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الخطيرة التي يعيشها شعبنا والتي تستحوذ على اهتمام الرأي العام الفلسطيني والعربي في الداخل وفي مخيمات اللجوء والشتات.

وقال جرغون "نحن في الجبهة الديمقراطية رحبنا بخطاب الرئيس أبو مازن ودعوته للحوار الشامل، واعتبرناها مقدمة للبدء بحوار وطني شامل بمشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية وخاصة التي وقعت على اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني "وثيقة الأسرى"، لكن ما جرى على أرض الواقع يتعاكس مع الدعوة للحوار الوطني الشامل وخصوصا لقاء السنغال بين فتح وحماس والذي يكرس الثنائية المحاصصة وهذه تعتبر أشارة سلبية وتراجع عن الحوار الوطني الشامل، وأيضا تصريحات بعض المسؤولين من فتح وحماس بالدعوة إلى مصالحة ثنائية وحوار ثنائي على أساس إعلان القاهرة واتفاق مكة، أي العودة للحلول الثنائية والمحاصصة واقتسام السلطة، والتي نرفضها جملة وتفصيلا ونقول لهؤلاء كفا اللعب بمصير شعبنا ومصير قضيتنا الوطنية والتي هي بحاجة إلى جهود كل أبناء شعبنا والى جهود كل مخلص وحريص على مصير قضيتنا الوطنية".

وشدد جرغون بأن الذي فجر الاقتتال بغزة والذي أدى في النهاية"للحسم العسكري"من قبل حماس بغزة هو المحاصصة بين فتح وحماس واتفاق مكة هو الذي كرس هذه المحاصصة. مطالباً بالتمسك بأسس الحوار الوطني الشامل وبمشاركة جميع فصائل العمل الوطني.

وأشار جرغون إلى أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومعها قوى اليسار وحركة الجهاد الإسلامي بدأت بتحركات جماهيرية وفعاليات وطنية وجماهيرية تنظم تحت عنوان "التمسك بالحوار الوطني الشامل بديلا لحالة الانقسام المدمر"، والعمل على بناء الوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية انتخابية لكل مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية على أساس قوانين التمثيل النسبي الكامل، وذلك تطبيقا لإعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني.

وقال جرغون : " إن جميع المبادرات بشأن الحوار الوطني الفلسطيني لم تنجح حتى هذه اللحظة، وأن المبادرة السعودية "اتفاق مكة" والتي أسفرت عن الحرب الأهلية و"الانقلابات السياسية والعسكرية" على وثيقة الوفاق الوطني عام 2006م . وحتى المبادرة اليمنية الأخيرة ولقاء السنغال الثنائي لم ينجح، لأن فتح وحماس لا زالوا يتعاملوا بعقلية المحاصصة وتقسيم السلطة واقتسام الامتيازات، والذي يعاني ويدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني وغالبية قطاعاته، لأننا ما نشهده بالضفة الغربية من قتل واغتيالات وتوسيع للمستوطنات من قبل الاحتلال لم تتمكن كل اللقاءات العبثية بين فريق أبو مازن المفاوض وإسرائيل من وقفها ولم تستطع إزاحة حاجز واحد للتخفيف عن معاناة شعبنا، وأيضا ما يشهده قطاع غزة من جوع وفقر وغلاء فاحش وجشع التجار وإغلاق المعابر وتحويل غزة إلى سجن حقيقي، وحتى هذه اللحظة لم تستطيع حكومة هنية بغزة وحكومة فياض برام الله من رفع هذا الحصار الظالم، وتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا بقطاع غزة".

وأوضح جرغون أن سبب فشل هذه المبادرات إنها لم تستند إلى الحوار والوطني الشامل، ومن هنا مطلوب البدء فورا بحوار وطني شامل، ويبدأ هذا الحوار على الأرض الفلسطينية تشارك فيه كل القوى الفلسطينية وعلى أساس إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني في غزة، وقد سبق أن وافقت كل القوى على إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني.

وقال جرغون : "نأمل خلال الأسبوع المقبل أن يشهد تطورات على صعيد الحوار الوطني الشامل حيث سيلتقي الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن في دمشق بسوريا ونأمل أن تمهد زيارة الرئيس الفلسطيني لسوريا ولقاءه مع الإخوة السوريين لخطوات الحوار الوطني الشامل وبكل تأكيد سيركز لقاء الأمين العام على الحوار الوطني الشامل، والذي يجب أن يشمل كل القوى ويكون لقاءا شاملا لجميع القوى الوطنية والإسلامية". مؤكداً ان الأمين العام للجبهة الديمقراطية سيطالب أبو مازن ضرورة وقف المفاوضات العبثية في ظل العنجهية الإسرائيلية والاستمرار في مخططات التوطين ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وكذلك إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وأن تشمل التهدئة الضفة الغربية لتصبح تهدئة شاملة ومتبادلة حتى لا نكرس تقسيم الوطن لشطرين.

وتابع قوله بأن الوحدة الوطنية تشمل جميع التيارات الوطنية والإسلامية، فكل شعبنا الفلسطيني تحت الحصار والجميع له مصلحة من الخلاص من الاحتلال والاستيطان, وتعطل الحوار حتى الآن ناتج عن أن الإدارة الأمريكية تضغط على محمود عباس ودول عربية وشرق أوسطية تضغط على حماس، والحل في وجهة نظرنا كجبهة ديمقراطية يبدأ برفض هذه الضغوط والتدخلات الخارجية بالشؤون الفلسطينية الداخلية والعودة للحوار الوطني الشامل، لان الخاسر الأكبر هو شعبنا الفلسطيني والمستفيد من هذا الانقسام هو الاحتلال.

وأعرب جرغون عن تفاؤل الجبهة الديمقراطية بالتوصل إلى اتفاق وطني شامل خلال الفترة القريبة القادمة، وهذا بحاجة إلى أن يتم وضع آليات تنفيذه بالتفصيل ويتم منع أي تدخل خارجي سواء إقليمي أو دولي، لان وحدتنا هي طريق الخلاص من الاحتلال والاستيطان وفلسطين لا يمكن أن تتحرر بنضالات فصيل لوحده، بل بتحرير فلسطين ونقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بوحدة فصائلنا ووحدة أبناء شعبنا في الداخل والخارج، والعمل على مواصلة نضالاتنا حتى الحرية والاستقلال وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.