ندوة لحزب التحرير في تفوح تحت عنوان "الوحدة الوطنية في الميزان السياسي"
نشر بتاريخ: 06/07/2008 ( آخر تحديث: 06/07/2008 الساعة: 10:39 )
الخليل- معا- عقد حزب التحرير في بلدة تفوح بمحافظة الخليل ندوة سياسية طرح فيها الموقف السياسي والإسلامي من الوحدة الوطنية, وحاضر فيها الدكتور ماهر الجعبري وحضرها عدد كبير من المهتمين والناشطين السياسيين من مختلف الفصائل في البلدة.
ونفى الدكتور الجعبري بداية "وجود أصل لمفهوم الوحدة الوطنية في التراث الثقافي والمخزون الفقهي والسياسي للأمة الإسلامية"، مؤكدا أنها وحدة لم يعرفها المسلمون قبل خضوعهم للاستعمار الحديث وقبل احتلال أراضيهم.
واعتبر "أن هذا المفهوم يبرز في محطات وظروف سياسية استثنائية وطارئة في تاريخ الشعوب تفرض على الأطراف المختلفة فيها التنازل عن اختلافاتهم من أجل مواجهة تلك الظروف، بينما يعود التنافس الفصيلي وتطفو الخلافات من جديد ويتحول الوفاق إلى تناحر واقتتال على المناصب والمكاسب بعد انقضاء الخطر وزوال الظرف الطارئ، وبالتالي اعتبر أن الوحدة الوطنية هي وحدة مؤقته ونهج عابر وليست مشروعا نهوضيا حضاريا ينقذ أمة، وألحق بذلك مفهوم حكومة الوحدة الوطنية والمواطنة".
واعتبر "أن الإسلام لا يقر بمتطلبات هذه المفاهيم من التخلي عن الانتماء العقدي من أجل التمسك بالهوية الوطنية والانتماء للأرض، وانتقد مصطلح (العقيدة الوطنية) الوارد في القانون الفلسطيني".
وفي المقابل، بيّن الدكتور الجعبري أن الإسلام حدد نوعين من الوحدة وهما الوحدة العقدية التي تجمع وتوحّد أبناء الامة الإسلامية جميعا تحت العقيدة الإسلامية بلا تفريق على اساس الحزب أو الفصيل السياسي أو العرق أو الجنس أو الموطن أو المذهب، والوحدة السياسية والتي تعني وحدة الحكم والدولة والكيان السياسي، وقال "إن هذا الطرح السياسي الإسلامي للوحدة لا يتصادم مع حق النصارى من أهل البلاد في العيش الكريم كما يشهد تاريخ المسلمين".
ثم انتقد الجعبري "طرح الوحدة الوطنية سياسياً على أساس الحد الأدنى من التوافقات والمتمثلة في قبول دويلة في حدود عام 67"، معتبراً "أن أي توحّد على ما يناقض الأحكام الشرعية باطل شرعا مهما اجتمع عليه والتفّ حوله من البشر".
وقال الجعبري "إن مفهوم الوحدة الوطنية ليس طريقاً للالتقاء السياسي ويأتي في سياق الرضوخ للهجمة الثقافية والتلويث الإعلامي وحرف المسلمين عن الحل الإسلامي الأوحد لقضيتهم، بل ولتشتيتهم وتوجيههم نحو الحلول التي يرسمها المستعمر".
وقال الجعبري "إن الغرب استغل كلمة الوحدة بعد أن أبطل مفعولها بإضافتها إلى كلمة الوطنية ليمنع المسلمين من الوحدة الحقيقية، وأن هذا يحقق المصالح الغربية بشهادة ساسة الغرب".
واختتمت المحاضرة بالاجابة على تساؤلات من جمهور الحاضرين من مختلف الابعاد والزوايا.