السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة فلسطينيات وتلفزيون فرح ينظمان ورشة عمل بعنوان "إشكاليات المرأة في الاعلام"

نشر بتاريخ: 06/07/2008 ( آخر تحديث: 06/07/2008 الساعة: 16:25 )
جنين- معا- نظمت مؤسسة فلسطينيات الإعلامية, بالتعاون مع تلفزيون فرح, ورشة عمل حمل عنوان, "إشكاليات المرأة في الإعلام", وذلك في قاعة جمعية بيت المسنين في مدينة جنين, حيث أدار الورشة ميسون داوود.

شارك في الورشة, محافظ جنين قدورة موسى, والدكتور أيمن يوسف محاضر في الجامعة العربية الأمريكية, ووجدان جبر من مؤسسة فلسطينيات, والصحفية سناء البدوي, كما حضر الورشة ممثلو وسائل الإعلام المحلية, وصحفيون, ومراسلو وكالات الأنباء, وممثلو المؤسسات النسائية والشبابية, وناشطات نسوية.

كلمة ترحيبية
وفي الكلمة الترحيبية, رحبت فرحة أبو الهيجاء منسقة مؤسسة فلسطينيات في محافظة جنين بالحضور, مؤكدة على أهمية الورشة, ومشيرة إلى أن الإعلام والمرأة موضوع حساس ومهم ومتشعب.

وأشارت, إلى أن الورشة بداية لسلسلة أعمال لمؤسسة فلسطينيات, انطلقت من اجل تغيير وتعزيز قدرات النساء في عملهن, وفي أي مكان لهن.

كما أشارت, إلى أن صورة النساء التي تتناولها وسائل الإعلام في الوقت الحاضر, إنما هي صورة نمطية, وتركز عليها كنوع من الإنسانية, حيث تطرح وسائل الإعلام على أن المرأة هي أم شهيد أو أم أسير, ولا نستطيع أن نستبعد ذلك, لكن يجب النظر إلى أن المرأة, وصلت إلى مستويات عالية, وأنها وصلت إلى مستوى أنها صانعة للقرار, وان لها أهمية كبيرة في المجتمع الفلسطيني.

وأضافت, أن مؤسسة فلسطينيات, تهدف إلى تقديم خطاب إعلامي وسياسي بديل, يحترم النوع الاجتماعي ووجهة نظر الجيل الشاب, عبر التدخل الايجابي, لتغيير الخطاب السائد والموروث, لصالح إنصاف النساء والشباب.

خلق بديل للموروثات القديمة
بينما بدأت وجدان جبر, عضو هيئة إدارية في مؤسسة فلسطينيات ,في كلمة لها, بالتعريف عن المؤسسة, بأنها مؤسسة أهلية إعلامية, تسعى إلى دعم المشاركة الحقيقية الفاعلة للنساء والشباب الفلسطيني, في جميع مستويات صنع القرار, ومجالات العمل العام .

وقالت, أن المؤسسة تشتغل على تغيير الخطاب السائد في الإعلام, وخلق بديل للموروثات القديمة, وصولا إلى أنماط جديدة, وان هذه الورشة هي بداية سلسلة ورشات, ستعقدها في الضفة الغربية وقطاع غزة .

وأشارت, إلى أن التوصيات التي ستخرج من الورشة, سيتم رفعها إلى أصحاب القرار, وهدفها إشراك المرأة بشكل فاعل في الإعلام, والصورة النمطية صورة إنسانية ومشرفة في الإعلام حاليا, لكن يجب أن تخرج المرأة في مجال الإعلام كخبيرة اقتصادية أو طبية أو ما شابه ذلك, بل في كل المجالات.

كما أوضحت, أن الورشة هي جزء من برنامج متكامل, تعمل فيها مؤسسة فلسطينيات منذ سنوات, كانت هناك حلقات إذاعية وتلفزيونية بثت في عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية, في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة.

انطلاق المرأة إلى الأعمال المستدامة
المحافظ قدورة موسى, أشار إلى أن هناك حراك واضح للجمعيات الخيرية والنسائية, والشبابية, وإنما يدل على حرص هذه الجمعيات, إلى نشر الثقافة والنشاطات المجتمعية بين أبناء الشعب الفلسطيني, موجها التحية إلى أرواح الشهداء, وخاصة شهداء الصحافة الفلسطينية.

وقال موسى, أن العمل الصحفي لدى النساء, لم يتمكن من الوصول إلى المستوى المطلوب منها, امتلاك وسائل الإعلام, داعيا المرأة الفلسطينية إلى العمل الجاد, من اجل إبراز نشاطها على المستوى الإعلامي, الذي يعتبر من أهم الوسائل المهمة والمطلوبة, لدى المجتمع الفلسطيني.

وأشار, إلى أن القوانين المشروعة, تعطي المرأة الفلسطينية الحق في العمل, في العديد من المجالات, أملا أن تنطلق المرأة إلى أعمال مستدامة, أي أن يكون لها استقلالية كاملة, لأنها أكثر الشرائح المتضررة في كل الجوانب.

وقال موسى, أن الشعب الفلسطيني عليه أن ينطلق بالعقل الجماعي لبناء الوطن, مشيرا, إلى أن سر النجاح هو العمل بالعقل الجماعي.

وأضاف, عندما يكون الهدف واحد, علينا التجمع حوله, وكلما توحدت الشرائح في العقلية الجماعية ستنتصر.

صورة المرأة في الإعلام المكتوب
بينما تطرق الدكتور أيمن يوسف المحاضر في الجامعة العربية الأمريكية, إلى ورقته التي سلطت الضوء, على صورة المرأة في الصحافة المكتوبة, حيث اخذ عينات إخبارية من صحيفتي القدس والأيام, ودقق في مجموع من الأخبار, وكيفية تسليط الضوء على المرأة, ومدى أهمية الأخبار, ومكان الخبر في صفحات الصحيفة.

وأشار, إلى انه استنتج ثلاثة نقاط خلال تصفحه, وهي أن الإعلام أصبح جماهيري, حيث كان في السابق إعلام نخبوي, وعولمة الإعلام, والمساعدات الخارجية من الدول الغربية.

وتطرق إلى الملاحظات التي استنتجها من خلال تصفحه في صحيفتي القدس والأيام, حيث أن التغطية الإعلامية للمرأة زادت, وهذا ناتج بفعل المشاركات للمرأة في العديد من الجوانب, والتغطية الإعلامية لنشاطات المرأة موجود وحاضر.

وأشار, إلى أن هناك مجموعة نسوية ظهرت أقلامها في المقالات والأعمدة في الصحف الفلسطينية, حيث أن هذه الأقلام تعبر عن هموم المرأة وطموحاتها.

وتطرق إلى بعض الملاحظات, حيث انه رأى في تغطيات نشاط المرأة مركزية, أي ان كافة التغطيات التي تحدث في المدن كرام الله وجنين ونابلس, لكن غيب نشاطات المرأة في القرى والريف, وسبب النقص هو عدم وجود ناطق إعلامي للمؤسسة النسائية, وعدم التواصل مع الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام.

كما أشار, إلى أن المرأة غائبة في الجوانب الرئيسية المهمة, كالسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا, بل هي موجودة في القصص الإنسانية والأخبار الناعمة, أما الجوانب القوية غير موجودة أو نادرة جدا.

وأضاف, أن الرجل ما زال يحتل المساحة الأكبر في الأخبار والمقالات والتقارير, والأكثر يميل إلى القصص السردية بعيدا عن العمق.

ودعا, كافة المؤسسات النسائية يجب أن يكون فيها علاقات عامة, لتتواصل مع وسائل الإعلام, وان تتعامل مع الخبر كما تريد المؤسسة, وان تنعكس في الخبر بعيدا عن الوصفية.

كما دعا, إلى إنشاء صحافة نسوية, ترأسها نساء, واختلاق تخصص جديد في الصحافة النسائية والفكر الاجتماعي.

التحديات إشكاليات المرأة في الإعلام الجماهيري
وقدمت الصحفية سناء البدوي ورقتها في الورشة, حمل عنوان, "التحديات التي تواجه الإعلاميين الفلسطينيين وإشكاليات المرأة في الإعلام الجماهيري".

وقالت البدوي, أن العمل الإعلامي يجد طريقه للنهوض والإبداع في فلسطين المحتلة, رغم المعيقات والتحديات الذاتية والموضوعية.

وأشارت إلى دراسة جرت مؤخرا, حول الدراسة الأكاديمية في الإعلام, حيث أن نسبة النساء العاملات في الإعلام الحكومي إلى الإعلام الخاص, 40% قطاع حكومي، 60% قطاع خاص، فيما بلغت النسبة الكلية من مجموع الإعلاميين في فلسطين, 20% نساء إلى 80% رجال.

واضافت, انه لا زال الطلب على التخصص في مجالات الإعلام في تزايد مستمر, حيث دأبت معظم الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة، على توفير فرص للتحصيل الأكاديمي في هذا المجال, من منح درجة الدبلوم الى البكالوريوس والماجستير, فيما تعقد دورات أخرى متخصصة تنفذها مؤسسات أهلية وأخرى دولية بين الحين والآخر؛ حيث تشير الدراسات إلى أن 80% من الإعلاميات والإعلاميين, بحاجة إلى تدريب إضافي بعد التخرج.

كما أشارت, إلى أن الإعلام مهنة صناعة الرأي, وهي مسؤولية وطنية لبلاد محتلة وشعوب مناضلة, ذات رسالة سامية, ولهذا يجب التركيز على فضح سياسة الاحتلال وتعريته, أمام الرأي العام الوطني والدولي.

كما قالت, أن المجتمع الفلسطيني مجتمع مغلق, رغم ما فيه من مؤشرات تقدم في نسبة المتعلمين ، ومجتمع من العالم الثالث, رغم ما يتمتع به من حياة حضارية, فهو ما زال مجتمع متلقي ومستهلك للاختراعات والصناعات والإبداعات, رغم ما يصدر عنه من صور بطولة وإبداع.

وقالت, أن المجتمع الفلسطيني يعيش منذ ستون عاماً وضعا خاصاً, فهو محتل وتابع، ومنذ ثلاث سنوات يمر بأزمة سياسية حزبية داخلية مزقت نسيجه الوطني وتركت انطباعاً حزيناً في مكونه الاجتماعي وصار من الصعب قياس الرأي العام بدقة. حيث ظهر الصحفي الحزبي الذي ابتعد عن الحقيقة والموضوعية وصار مجرد كاتب بيان سياسي ومروج لرأي جماعة ضد جماعة. ومن هنا اختلت موازين الانتماء إلى الوطن الواحد والعلم الواحد والسلاح الواحد و الحلم الواحد.

وأكدت البدوي أن هناك حاجة إلى إطار نقابي ينظم العلاقة ويقوم على رعاية الإعلاميين وحماية حقوقهم فسعى البعض إلى تشكيل أجسام هنا أو هناك.

كما أشارت إلى أن هناك مشاركة إعلامية على الصفحات الاليكترونية حيث آلاف المواقع والمنتديات والمدونات التي تعتبر مجالا مريحا ورخيصا (غير مكلف) وسهل الإدارة والمتابعة للإعلاميين والراغبين في التعبير عن رأيهم وأصحاب الرأي على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم ومقاصدهم.

وتطرقت البدوي إلى الصحافة الالكترونية حيث أشارت إلى أن هناك حاجة للتعبير عبر المدونات والمنتديات ومواقع الانترنت ففي فلسطين نجد نشاطا واضحا في مجال الصحافة الالكترونية مضيفة انه عند فحص عدد المدونات في عدة دول على موقع مكتوب باللغة العربية وجدنا التالي:
11943 مدونات من مصر
3438 مدونات من سوريا
3236 مدونات من فلسطين
1177 مدونات من ليبيا
553 مدونات من تونس
538 مدونات من لبنان
427 مدونات في الأردن
30 مدونات من أثيوبيا
واضافت من هنا نجد أنه بات على إعلاميين ومؤسسات إعلامية نبذ الحالة الأعلامية الغريبة عنه إذ أنه : ليس الاحتلال الإسرائيلي وحده الذي بات يهدد حرية الرأي في فلسطين، فقد أدى الانقسام الداخلي وتقاسم السلطات بين غزة والضفة، والانقلاب الذي نفذته حماس في غزة إلى إصابة واعتقال وملاحقة عدد من الصحفيين، والى إغلاق عدد من المؤسسات الصحفية أو المطالبة بمحاكمة رأي لصحفيين ومنع توزيع أو إصدار نشرات إعلامية وظهور كم من المؤسسات الإعلامية الجديدة منذ العام 2005 بالتحديد وازدياد وتيرة التراشق بالاتهامات عبر الفضائيات كما في فضائية الأقصى والجزيرة خاصة. وضرورة العمل على تفعيل تلفزيون فلسطين المنبر الإعلامي العام والرسمي ليأخذ دوره الحقيقي في نقل الحقائق و توضيح السياسات وتأليف الرأي العام منبراً حراً ليس حكراً على حزب سياسي.

وودعت البدوي جميع ممتهني الإعلام الجماهيري وخاصة حركتا "فتح وحماس"، احترام مبادئ حقوق الإنسان و وضع المصلحة الوطنية ونقل الحقيقة فوق كل اعتبار، وتكريس مبدأ حرية الرأي والتعبير والصحافة، وتجنيب وسائل الإعلام تبعات صراعهما المشين.

كما أكدت على ضرورة تشجيع تقديم صورة متوازنة وغير نمطية للمرأة في وسائط الأعلام. حيث تعاني الإعلامية نفسها من تدني الأجور والحوافز والمكافآت، و قلة الأدوات والمعدات الفنية اللازمة للأداء، وتهميش دور الإعلامية من قبل زملائها، وتدني التشجيع والتقدير الإدارة لها، واحتكار الدورات والمشاركات الخارجية واقتصارها على الإعلاميين الذكور والقيادات في المؤسسات الإعلامية.

أشارت البدوي إلى أن العديد من الإعلاميات الفلسطينيات تحدين هذه الصعوبات الجمة في الميدان بإرادتهن القوية و تجاهلنها حتى لا تكون عقبة أمامهن، وتبرز هناك نقاط ضوء سجلت للإعلاميات الفلسطينيات حيث تمكن العديد منهن من اقتحام حقل الفضائيات واستطعن نقل الصورة وإيصال رسالة إعلامية تنبض بهموم الشارع الفلسطيني وقد خضن معارك صعبة وتعرضن للخطر الذي أوشك أن يقضي على حياتهن وذلك من اجل نقل الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات والاجتياحات المتكررة. فهي تشارك حين تدعى الى مؤتمرات في الوطن وخارجه وتثبت جدارتها وتفوز بجوائز دولية.

واضافت رغم الصعوبات والعراقيل فان الإعلامية الفلسطينية تسعي للمساهمة في تشكيل الجسم النقابي باعتباره حاضنة للجميع من اجل مواصلة الطريق رغم الأشواك التي تعترضها.

وقدمت البدوي في نهاية ورقتها بعض المشاريع المقترحة حيث دعت الى السعي المتواصل من قبل مجموعات إعلامية من الخريجين الجدد وبدعم من المؤسسات الأهلية وبتمويل للتدريب والرعاية قادر على إبقاء جذوة العمل الإعلامي متقدة والمطالبة بالتجديد والإبداع و تحقيق الحريات مطلب ينسجم والمسؤولية الاجتماعية للصحافة والإعلام الجماهيري.

كما دعت إلى الاعتماد على قاعدة بيانا ت إحصائية ومعلومات دقيقة عن مختلف الجمعيات والمنظمات والسعي ما أمكن إلى عقد لقاءات دورية أو عبر المراسلات المستمرة مع قيادات ثقافية وإعلامية فلسطينية بهدف إشراك هذه القيادات في المؤسسات والفعاليات الإعلامية المنصبة على النهوض بأوضاع المرأة الفلسطينية

كما دعت إلى العناية بالإعلاميات الفلسطينيات اللواتي استطعن الوصول إلى مراكز صنع القرار في مؤسساتهن ورعايتهن بالتأطير والتدريب والتواصل المستمر وتأسيس شبكة نوعية من الباحثين والإعلاميين علي الساحة الفلسطينية أو تطويرها، لتكوين بنك من المعلومات ذات الصلة بنشاطات الإعلام والإعلاميين

وطالبت المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية والقضائية وصناع الرأي العام لأخذ دورهم في تحقيق السلم الأهلي ومنع أي إنتهاك للحقوق الإنسان والتعدي على الحريات ومعاقبة الجناة دون أي شكل من أشكال التمييز والمحاباة.

وفي نهاية تقديم أوراق العمل بدأت المداخلات والأسئلة الموجهة إلى المشاركين في ورشة العمل حيث كان النقاش حاداً.