الرئيس محمود عباس يلتقي نظيره السوري في دمشق واستبعاد اجتماعه بخالد مشعل
نشر بتاريخ: 06/07/2008 ( آخر تحديث: 06/07/2008 الساعة: 19:03 )
دمشق-وكالات- قال الرئيس محمود عباس إن محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد تأتي في إطار التشاور والبحث حول القضايا التي تهم البلدين.
وأكد الرئيس عباس في تصريحات لدى وصوله اليوم إلى مطار دمشق نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أنه عندما يأتي إلى سوريا "نأتي إلى بلدنا الثاني" لنناقش الكثير من القضايا التي تهمنا سواء القضايا السياسية والمفاوضات، أو التهدئة في قطاع غزة، والمبادرة الفلسطينية من أجل الوحدة الوطنية".
وأضاف الرئيس عباس أن هذه القضايا كلها تحتاج إلى تشاور مع الأشقاء في سوريا، فضلا عن التطرق في حوارنا ومناقشاتنا إلى العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وكانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اتهمت الرئيس محمود عباس بالتراجع عن دعوته للحوار الفلسطيني الشامل، وإجراء مصالحة وطنية، في الوقت الذي التقى فيه الرئيس عباس الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق لبحث سبل تفعيل المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الاحد "إن عباس تراجع عن دعوته للحوار بمطالبته حماس بالاعتراف بقرارات الرباعية الدولية"، وهو ما ترفضه حماس وتعتبره شروطا مسبقة تخدم إسرائيل حيث تطالب قرارات الرباعية الدولية بالاعتراف بإسرائيل وإلغاء بنود تدميرها من ميثاق حماس.
وقال برهوم "إن عباس تراجع، أمام معطيات كبيرة"، متهما إياه بأنه ما زال مرتهنا للمواقف الاميركية.
وتأتي اتهامات حماس عشية وصول الرئيس عباس إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد الذي اجتمع بدوره برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قبيل وصول الرئيس عباس لبحث إمكانية عقد لقاء بين الرجلين. إلا أن أوساطا في فتح وحماس استبعدت حدوث اللقاء .
وقدرت الاوساط حدوث لقاء تمهيدي يجمع بين مفوض عام حركة فتح أحمد قريع ومشعل، دون أن يتضح ما إذا كانت ضغوط الرئيس السوري، كما قالت مصادر من حماس، ستثمر عن جمع عباس بمشعل.
وقال برهوم "فتح ترفض لقاءنا، وعباس أعلن أنه من المبكر لقاء مشعل"، متسائلا "إذا كان (عباس) يريد حوارا فلماذا لا يجلس إلى مشعل، مضيفا أن "تصرفاتهم تتناقض مع دعوتهم للحوار".
ونفى برهوم أن تكون حماس أرسلت رسائل إلى فتح تطالب فيها باقتسام منظمة التحرير. وقال "هذا غير صحيح إطلاقا. ونحن نريد إعادة بناء وإصلاح المنظمة ضمن أسس حضارية وديمقراطية"، متهما "الاصوات" التي تتحدث عن نية حماس تقاسم السلطة والمنظمة بأنها "تريد التعطيل على أي فرصة للتقارب".
وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية قال إن أهداف زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى سوريا هي لقاء الرئيس السوري بشار الأسد والقيادات السورية، وليست هناك على جدول الأعمال أية لقاءات أخرى" ، ملمحا بذلك إلى نفى أي لقاء محتمل بين عباس وقادة حركة حماس وأعضاء مكتبها السياسي المتوجدون فى العاصمةالسورية دمشق.
إلى ذلك، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في قصر الشعب السوري على قمة جبل قاسيون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم الاحد فور وصوله إلى دمشق.
وكان الرئيس عباس وصل في وقت سايق اليوم إلى مطار دمشق الدولي فى زيارة تستغرق يومين ويرافقه أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأكدت مصادر فلسطينية سورية متطابقة أن الرئيس عباس سيبحث مع الرئيس الأسد سبل وكيفية المصالحة الوطنية الفلسطينية الفلسطينية.
وأضافت المصادر أن عباس سيلتقي عددا من الفصائل الفلسطينية، لكن إطار اللقاءات متأرجح حتى الآن بين أن يكون جماعيا لأكبر عدد ممكن من قادة الفصائل في دمشق، أو أن تكون الاجتماعات على مجموعات، لكن مصادر أخرى قالت إن المبادرة السورية ستحاول إيجاد مخرج لجمع الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أيضا.
وذكرت المصادر السورية أن الرئيس الأسد كان قبل سنوات استضاف قادة الفصائل المقيمين في دمشق وجمعهم سويا بحضوره مع الرئيس عباس، وهو الاحتمال الأرجح الذي يتم تداوله الآن في الأوساط السورية والفلسطينية.
ويلتقي الرئيس عباس خلال زيارته بالإضافة إلى قادة الفصائل كل من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلم.
وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية صرح بأن زيارة عباس إلى سوريا ستركز على أربع قضايا رئيسية وهي المفاوضات مع إسرائيل على المسارين السوري والفلسطيني ، والوضع الداخلي الفلسطيني والحوار ، والتطورات الإقليمية والدولية و العلاقات الثنائية الفلسطينية - السورية.
ونفى ابو ردينة عقد اى لقاء بين عباس وقادة حركة حماس وأعضاء مكتبها السياسي المتوجدون فى العاصمة دمشق.
وصرح مسؤول حكومي اسرائيلي ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيلتقيان على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط المرتقب عقدها في باريس في 13 تموز/يوليو.
واوضح هذا المسؤول ان عباس واولمرت سيعقدان لقاء منفردا.
ومن المفترض ان يطلق الاتحاد من اجل المتوسط وهو مشروع عزيز على قلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اثناء اجتماع في باريس لقادة دول الاتحاد الاوروبي ال27 ودول جنوب حوض البحر المتوسط.
وسيحضر هذه القمة ايضا اولمرت والرئيس السوري بشار الاسد الذي دعته فرنسا للمشاركة في الاجتماع، لكن لم يتقرر عقد اي لقاء بينهما في الوقت الحاضر.
وتجري سوريا واسرائيل مفاوضات غير مباشرة برعاية تركيا لكن لا يزال البلدان رسميا في حالة حرب منذ 1948، وان وقعا اتفاقات هدنة ووقف اطلاق نار.
(ا ف ب)