الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محلل اسرائيلي يحذر اسرائيل من مغبة تدمير ذاتها من خلال الهجوم على ايران

نشر بتاريخ: 07/07/2008 ( آخر تحديث: 08/07/2008 الساعة: 00:07 )
بيت لحم - معا- حذر الكاتب والمحلل الاسرائيلي كوبي نيف في مقال نشره اليوم في صحيفة "معاريف"، الحكومة الاسرائيلية من مغبة تدمير الدولة من خلال الهجوم على المنشأت الايرانية .

وذهب الكاتب في تحليله حد تأييد القنبلة النووية الايرانية علها تردع اسرائيل عن القيام بحرب قد تفضي الى هلاكها .

واضاف الكاتب تحت عنوان "مع القنبلة الايرانية" تتصاعد المؤشرات على أن من المتوقع بالفعل "هذا الشهر؟ هذه السنة؟" هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية (والنفط؟ والسدود؟) لايران.

وهذه المؤشرات ليست بالذات من الاتجاه الايراني، بل من المجريات الاخيرة في اسرائيل، والشكل الذي ينظر اليها هنا؟

"فقد حصلت لنا مؤخرا امور طيبة توصلنا الى اتفاق مع حزب الله على اعادة الجنديين المخطوفين، بثمن بخس نسبيا، كان بوسعنا أن ندفعه حتى بدون حرب لبنان الثانية، توصلنا الى اتفاق تهدئة مع حماس في غزة، وان كان لا ينفذ كما ينبغي بعد، ولكنه كفيل بان يضمن لنا فترة طويلة من السكينة في الجنوب. ونحن قريبون، على ما يبدو، من اتفاق لاعادة جلعاد شليت ايضا".

ظاهريا ، كان يتعين علينا اذن ان نرحب بحظنا ونفرح بنصيبنا غير أن هذه الانجازات تعتبر عندنا بالذات اخفاقات، أي - تشكل مساسا خطيرا بالأنا الصهيونية، المضخمة بمشاعر التفوق والمليئة بثقوب مشاعر الدونية.

وسلسلة هذه الاصابات للأنا تقودنا، نحن، وبهذا المفهوم: الشعب، الاعلام، والحكومة هي هنا جملة اعتباطية واحدة، الى الغريزة الثابتة عندنا - هيا نريهم من نحن، نمزق لهم وجوههم ونعود الى قواعدنا بسلام.

غير أن المشكلة مع هذه الغريزة هي ان نجاحها الاخير كان قبل أربعين سنة، منذئذ اخفقنا في كل الحروب التي انطلقنا اليها، لم نحقق فيها اهدافنا، وعدنا منها المرة تلو الاخرى مضروبين ومرضوضين، لنشكل المرة تلو الاخرى لجانا للتحقيق كيف عدنا وأخفقنا.

قبل سنتين فقط انطلقنا بكل قوتنا الى حرب ضد منظمة صغيرة، كي نهاجم أمها ونريها من نحن وعدنا على أربعة، مباشرة الى لجنة تحقيق.

حسنا، الان إذن نحن سنعود لنكرر ذات الخطأ، فقط بسبب الغريزة العتيقة الفاشلة اياها؟ فاذا ما هاجمنا ايران، واضح أن هذه لن تصفق لنا، بل سترد بكل القوى والادوات التي بأيديها ومن المتوقع مثلا، ان تطير علينا ردا على ذلك صواريخ من كل حدب وصوب ، من ايران، من سوريا ولبنان. فهل بنينا قبل هذا الهجوم المتوقع ولو ملجأ واحد لحماية مواطنينا؟ لا شيء.

مرة اخرى تركنا ما ينبغي عمله من قبل الى لجنة التحقيق اللاحقة ناهيك عن ان هجوما اسرائيليا كهذا من شأنه أن يضرم النار في كل المنطقة بل وان يدفع نحو الانهيار، بسبب الارتفاع المتوقع في اسعار النفط، بالانظمة الاقتصادية العالمية. و ماذا بالضبط ستجدي كل هذه اسرائيل؟.

ان الامر الوحيد على ما يبدو الذي يمكنه أن يمنع العربدة الانتحارية الاسرائيلية المتوقعة (هذا الشهر؟ هذه السنة؟) هو بالذات قنبلة ذرية لدى ايران، ذلك أنه لو كان لدى الايرانيين بالفعل قنبلة كهذه، لكنا جلسنا صامتين لا نفعل شيئا كي لا نحرق أنفسنا كفتيل الولاعة للعالم ولمن يخاف القنبلة الايرانية نقول التالي: خلافا لاسرائيل، ايران هي دولة عقلانية لن تفعل شيئا يمس بها نفسها، بحيث أن قنبلتها ستردع فقط دولة معينة في المنطقة من العربدة والتدمير لحياتها نفسها وحياة محيطها ، ختم كوبي مقاله ساخرا .