الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب يفتتح مخيمه الصيفي السنوي

نشر بتاريخ: 08/07/2008 ( آخر تحديث: 08/07/2008 الساعة: 17:18 )
رام الله-معا- افتتح مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، اليوم مخيمه الصيفي السابع، بعنوان "الحلم" وذلك محافظات: رام الله والبيرة، جنين، نابلس، والخليل.

ففي محافظة رام الله والبيرة، يشارك 60 طفلاً في الفئة العمرية من 6-14 عاماً من الجنسين من أبناء الضحايا ومن الأطفال الضحايا، ويستمر حتى 22 تموز الجاري بإشراف خمسة أخصائيين نفسيين واجتماعيين، وذلك في مدرسة بنات خولة بنت الأزور في مدينة البيرة.

وفي محافظة جنين، يشارك 40 طفلاً في الفئة العمرية من 6-15 عاماً، بإشراف خمسة أخصائيين نفسيين واجتماعيين، وذلك في مدرسة حطين، وفي محافظة نابلس، يشارك 40 طفلاً في الفئة العمرية من 6-15 عاماً، بإشراف خمسة أخصائيين نفسيين واجتماعيين، وذلك في مركز إسعاد الطفولة في نابلس، وفي محافظة الخليل، يشارك 40 طفلاً في الفئة العمرية من 6-15 عاماً، بإشراف خمسة أخصائيين نفسيين واجتماعيين، وذلك في مدرسة حليمة السعدية.

ويستثمر المركز مهارات العلاج التعبيري والروائي في تكريس القيم والقدرات والانتماء للثقافة والمجتمع، ويستثمر المهارات التي يوفرها العلاج السلوكي في تشكيل اتجاه الطفل نحو مساعدة نفسه، ليصبح ناج من الأهداف وقوي وفاعل في مواجهتها بدلا من ضحية لتبعاتها، وهذا تفسيرنا لرزمة الأنشطة الهادفة التي نتبناها لرسم الابتسامة ورفع اليأس عنه، ليس لأيام فقط، وإنما لخلق منهجية بقاء.

وقال الدكتور محمود سحويل، مدير عام مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب في افتتاح المخيم إن الهدف من إقامة المخيم عملاً بأن الوقاية خير من قنطار علاج، مشيراً إلى أن المركز ينظم للعام السابع المخيمات الصيفية الوقائية والعلاجية، بمشاركة أطفال الضحايا، أو الأطفال الضحايا، من خلال برنامج عمل يستند الى رؤية علمية وخطة، تستند الى تخليص وعي الأطفال مما علق به من شوائب تجربة قاسية عاشوها، أو شاهدوها، ومن ثم تسليحهم بالمهارات اللازمة، والتي من شأنها مواجهة الخطر قبل وقوعه، أو حسن التعامل معه بعد ذلك.

وأكد الدكتور سحويل أن تحقيق هذا الهدف قد يكون بعيد المدى، لا سيما إذا ما كان الحديث عن وعي وثقافة تعرضت للتخريب بشكل ممنهج، وعلى شريحة سهلة التأثير، والأهم أن ذلك التخريب لم يتوقف بعد، مما يستوجب المتابعة، وليس الاكتفاء بنشاط سنوي لمعالجة المشكلة.

وأكد الدكتور سحويل أن النجاح الذي يتحقق عاماً بعد عام، ويلمس آثاره الأطفال وأسرهم، لم يكن ليرى النور، لولا الجهد الكبير الذي بذله الطاقم المشرف والمتطوعون، وتعاون أسر الأطفال ومتابعتهم لمشاركة أطفالهم، والذي نعتبره الركيزة الأساسية للعمل.

وأشار إلى أن المركز يتبنى رزمة من الأنشطة والفعاليات التي من شأنها تعزيز بلوغ الهدف أثناء أيام عمل المخيم واستمرار آثارها طويلاً بعد ذلك، حيث يتعلم الأطفال مهارات تعزز قدرتهم على مواجهة صعوبات الحياة، وسبل حل النزاعات وعدم الجنوح للعنف، وتبني لغة الحوار والتقبل، كاشفاً النقاب أن المركز يقيم بشكل دوري دوري خدماته ويعيد توجيهها بحيث ترقى إلى مستوى حاجاته وتوقعات المجتمع.

من جهته، أكد وسام سحويل، منسق المخيمات الصيفية ومسؤول الفروع في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب إن مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب جعل من أولوياته تخفيف المعاناة عن ضحايا التعذيب وتقديم العلاج النفسي لهم، وإعادة تأهيلهم لتسهيل مهمة إعادة دمجهم في المجتمع، فكانت فكرة العمل لتحقيق ذلك عبر خلق برامج مساعدة تأخذ بالاعتبار حاجات الأطفال الملحة، مع التركيز على تنمية قدرات ومهارات الأطفال من حيث التعامل مع الضغوط والصدمات، فكانت المخيمات الصيفية الوسيلة ومن خلال البرامج الوقائية والعلاجية المنتقاة في التخفيف والتخلص من آثار الصدمة، بإشراف مجموعة من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
وأشار إلى أن المخيم يهدف إلى تحسين مهارات الطفل في التعامل مع الأزمات والصراعات وتعزيز مفهوم الحوار والمواظبة والمشاركة والتعاون لديه، ومساعدة الطفل في التخلص من الأعراض والسلوكيات المؤذية وغير النافعة وتبني سلوكيات مجدية وإيجابية، وتبصير الطفل بمهاراته الذاتية وقدراته الكامنة، وتشجيع الطفل المصدوم على اللعب بصورة طبيعية مع باقي الأطفال، وتقاسم الطفل المشاعر والتجارب المماثلة مع سواء من الأطفال، وتدعيم وتنمية أعباء الذات من خلال تكليف الطفل القيام ببعض الأعمال والتي يمكنه النجاح فيها.

وأكد سحويل إن المركز وضع مجموعة من البرامج العلاجية والوقائية لتحقيق أهداف المؤتمر، أبرزها الألعاب الحركية بهدف كسر الحواجز وبناء الثقة بين الأطفال، وجلسات التفريغ النفسي بهدف تفريغ الشحنات الانفعالية المكبوتة والحديث عن التجارب التي مروا بها، وبرامج سلوكية بهدف التدريب على توكيد الذات القدرة على التعبير والحوار والدفاع عن النفس عن طريق الكلام أو من خلال فروض يومية وأسبوعية تساعد الأطفال على التحكم بتصرفاتهم وانفعالاتهم، إضافة لأعمال الرسم والتلوين والمعجون، وهذه الوسائل تساعد الطفل على التعبير عن صرعاته الداخلية والآلام وعندما يتحدث عن رسومه أمام الأخصائي فإن هذا العمل يسمح له بإخراج صراعاته المكبوتة الأمر الذي يؤدي إلى السيطرة على الدافع، والسيكودراما من خلال تمثيل الأدوار بهدف تعديل السلوكيات السلبية.