لقاء جماهيري في جباليا البلد حول مرور عام على الانقسام
نشر بتاريخ: 08/07/2008 ( آخر تحديث: 08/07/2008 الساعة: 18:23 )
غزة- معا- طالب متحدثون في لقاء حول مرور عام على الانقسام الفلسطيني العمل على رأب الصدع وإعادة اللحمة والحوار للارتقاء بالواقع الفلسطيني المشرذم.
وكان مركز سواسية لحقوق الإنسان التابع للجمعية الوطنية للتطوير والتنمية في مدينة جباليا شمال قطاع غزة نظم امس لقاء مفتوحا بعنوان بعد مرور عام من الانقسام ... الواجبات والمسئوليات بحضور د . ناهض الريس وزير العدل الأسبق , و د . عدنان أبو عامر خبير في الشئون الإسرائيلية , والمستشار . عمر البرش وكيل وزارة العدل, و د . منير البرش رئيس الجمعية الوطنية .
وقال د . مروان السلطان نائب رئيس مجلس الإدارة في الجمعية في كلمته " "ان هذا اللقاء يأتي ضمن فعاليات مركز سواسية لحقوق الإنسان إحدى برامج الجمعية الوطنية الذي يهتم بالقضايا الحقوقية للشعب الفلسطيني لترسيخ حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تسمح لنا ان نتطور ونلب احتياجاتنا البشرية من خلال الاحترام والحماية للكرامة المتأصلة والقيمة الذاتية لكل إنسان.
وبدوره قال د . ناهض الريس وزير العدل الاسبق " ان الامة العربية أجدر الناس اطلاقا ان تكون لديها وحدة تجمع هذه الامة ذات التاريخ وذات الموارد فهذا ييسر الوحدة وييسر تشكيل الكتلة الكبيرة فمومات الوحدة موجودة لدى امتنا فلا ينقصها شئ غير الارادة وغير إرادة النخبة السياسية في البلاد العربية" .
واضاف الريس " اذا نظرنا الى الساحة الفلسطينية رأينا ما نحن الا شعب صغير نزلت به سكين الجزار وواجهته تحديات كبرى , فانه شعب مطرود من وطنه يترصد به أعداؤه ولا يستطيع عاقل ان يفهم كيف يمكن ان يحدث انقسام ؟؟؟ " .
واوضح الريس " المشكلة تكمن أننا نحن الفلسطينيين وربما العرب مطلوب منا ان يتحلى اصحاب القرار بالعقل والاتزان , فنحن كشعوب في المنطقة لدينا رؤوس حامية ونحن بحاجة الى ان نتقن شيئا اسمه " فن الاختلاف " فان لم يكن للقلوب والبرامج السياسية معا فعلى الاقل علينا ان نتعلم كيف نختلف ؟؟ " .
وأردف قائلا " أن مشكلة الانقسام لا ترجع إلى أحداث كبرى ولكن هناك أسباب بالتحديد للاختلاف " واختلاف الائمة رحمة " فنحن الفلسطينيين مطلوب منا ان نسير في اتجاهين مطلوب منا ان نتخذ منهجين منهج المقاومة ومنهج مخاطبة العالم والا نغيب القضية الفلسطينية . وتسأل الريس " الاخوة في رام الله يؤمنون بالاتفاقيات والمعاهدات وإخواننا في غزة يؤمنون بالمقاومة هذا كله جيد فلماذا لا يوجد بينهم تنسيق حتى لا نستنزف بعضنا بعضا فالشعب الفلسطيني شعب صغير مشدود لبعضه البعض تربطه علاقات اجتماعية كبيرة .
وأوضح " نأمل من تكامل الأدوار والحيلولة دون الانقسام الكامل يجب ان يكون في أذهانهم ان الانقسام يجب ان ينتهي وعلينا ان نؤمن من تكامل الأدوار السياسية والنضالية وعلينا ان ندرك انه لا مستقبل مع الانقسام وكما يقول احدهم " ما جدوى ان تكسب العالم اذا خسرت نفسك "
وفي قراة متأنية للموقف الإسرائيلي من الانقسام قال د . عدنان ابو عامر خبير في الشئون الإسرائيلية " ان مما لا يدع مجالا للشك ان واقع الانقسام المؤسف الذي تحياة غزة والضفة لا شك انه قدم خدمة مجانية لإسرائيل لم تحلم بها منذ 60 عام فإسرائيل كانت تلعب على وتر التناقضات الداخلية سواء كانت سياسية او عائلية او إقليمية او جغرافية .
وأضاف أبو عامر " أن إسرائيل طوال عام تقريبا تحاول توظيف ما حصل من أحداث وانقسامات لصالحها على الصعيد الامنى والسياسي والاستراتيجي , واذا أرادنا ان ندرس طبيعة الموقف الإسرائيلي فيما حصل ينبغي علينا أن ندرك حقيقة نظرية إسرائيلية هامة لمواجهة العرب تقول ان إسرائيل لا تستطيع ان تواجه العرب مجتمعين الا اذا كانوا مقسمين ومجزأين "
وأشار " هناك محافظين يمكثون في امريكيا ويوالون إسرائيل ولاء مطلقا يصدرون بين الحين والاخر خرائط مستقبلية للوطن العربي والتي كان اخرها تقسيم الوطن العربي الى 40 دولة
وأوضح " ان الإشكال الأول الذي حدث على الساحة الفلسطينية هو عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الفلسطينية فهذه هى المشكلة الرئيسة والأساس الذي يتهرب منها الكثيرون فبعد ظهور نتائج الانتخابات كان هناك رفض لمعظم القادة الفلسطينيين وتقريبا العرب والمجتمع الدولي ورفضوا كل ما حدث بعد ما قالوا انها انتخابات نزيهه وديمقراطية وكون الفائز في الانتخابات غير موالي للمواقف الأمريكية والدولية والإسرائيلية فهي انتخابات محكوم عليها بالفشل .
وأشار " ان إسرائيل لم تغب يوما واحدا على الساحة الفلسطينية والمتابع للساسة الإسرائيليين ان إسرائيل حاضرة في كل الأحداث الفلسطينية " مضيفا " انه لا اعتقد ان فلسطيني واحد يرغب بما حدث من انقسام هناك اختلاف ولكن لا احد يرغب ان يكون هناك حكومتين وبرلمانيين
وأضاف " ان هناك استنساخ للأوضاع الى ما قبل حزيران 1967 حيث ان هناك توجه إلى إمكانية إشراف عربي على غزة والضفة الغربية فاسرائيل ليست بصدد اقامة حوار جاد بين الفصائل واي عناق بين الرئيس ابو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية تسميه إسرائيل قبلة الموت فابو مازن حريص على انتزاع أي اتفاق من إسرائيل قد يحقق له مجدا سياسيا او تجديد لولاية اخرى فهناك من الدول العربية من يرسخ هذا الانقسام بدل من ان يكونوا أداة لجمع الشمل .
وفي نهاية اللقاء فتح باب النقاش , وتبادل الحضور افكار تتعلق بالوحدة ورأب الصدع وجمع شمل البيت الفلسطيني .