الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ايطاليا تعلن دعماً اضافياً للسلطة بقيمة "20" مليون يورو وفياض يندد بالغارات الاسرائيلية ويقول انها تهدف لاذلال الشعب

نشر بتاريخ: 09/07/2008 ( آخر تحديث: 09/07/2008 الساعة: 16:51 )
نابلس- معا- ندّد رئيس الوزراء د. سلام فياض "بالغارات" الاسرائيلية على المدن الفلسطينية وخاصة الحملة العسكرية على مدينة نابلس، مشدداً على رفض السلطة الوطنية المطلق لتعديات الجيش الاسرائيلي على مؤسسات المدينة، وإغلاقه للمركز التجاري، معتبراً ان هذه الحركات الاستعراضية لا يُقصد منها سوى إذلال الشعب الفلسطيني، ولا ينجم عنها إلا اضعاف السلطة الوطنية، والجهود التي تقوم بها الحكومة الفلسطينية لفرض الامن والنظام، والإنعاش الاقتصادي، وتوفير الحياة الكريمة ومقومات الصمود للمواطنين.

وجدد د.فياض في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الايطالي "فرانكو فراتيني"، رفضه المطلق جملةً وتفصيلا لسلسة الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مدن رام الله والبيرة وجنين، مشيراً إلى انه منذ منتصف شهر حزيران الماضي إزدادت وتيرة هذه الغارات بما لا يقل عن "50% " عن معدلاتها السابقة، واعتبر أن ما يجري على الأرض يتعارض تماماً مع ما تعلنه الحكومة الاسرائيلية من إجراءات لتوفير ما تسميه مناخات ايجابية.

وأعلن رئيس الوزراء أنه في الوقت الذي يصادف فيه اليوم الذكرى السنوية الرابعة لـ"فتوى لاهاي"، فإن اسرائيل تواصل القيام بحملاتها العسكرية لاستكمال بناء الجدار، مندداً بما جرى ولا يزال يجري في قرية "نعلين" التي تعرضت على مدى الأيام الماضية لحملة عسكرية همجية، في مواجهة التحركات السلمية لأهالي البلدة ضد الجدار.

وجدد رئيس الوزراء إشادته بموقف دول الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر سياسة إسرائيل الاستيطانية خرقاً للقانون الدولي، ومرجعيات عملية السلام. مشيراً في ذات الوقت الى أن اسرائيل ضاعفت لعدة مرات الاعلان عن عطاءات لبناء وحدات استيطانية وخاصة في مدينة القدس مقارنة بالعام الذي سبق مؤتمر انابولس، على الرغم التفاهمات التي أكدت على ضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ بنود المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق. مؤكداً أيضاً على ضرورة ان يمارس الاتحاد الأوروبي وباقي اطراف الرباعية مسؤلياتهم ازاء تطبيق اسرائيل لالتزاماتها بموجب خارطة الطريق وفي مقدمتها وقف كافة الأنشطة الاستيطانية في مجمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس، وصولاُ الى قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وعاصمتها القدس على حدود عام "1967"، الى جانب دولة اسرائيل.

وأشار د.فياض الى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لانقاذ عملية السلام، وحل الدولتين في حدود عام "1967"، والتي تتعرص لخطر حقيقي اذا ما استمرت اسرائيل في هذه السياسة.

وكان رئيس الوزراء د.سلام فياض قد استقبل في مكتبه بمقر رئاسة مجلس الوزراء صباح اليوم وزير الخارجية الايطالي " فرانكو فراتيني " الذي أعلن في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء عن قرار بلاده تقديم دعم إضافي لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية بقيمة "20" مليون يورو، وقال في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء " إن هذا الدعم يأتي في إطارالدعم المقدم عبر الاتحاد الأوروبي، وأن بلاده ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية".

وطالب فراتيني اسرائيل بوقف الإستيطان، ووقف الاجتياحات للأراضي الفلسطينية. مشيراً الى ان الاستيطان والاجتياحات اليومية يقوضان العملية السلمية، والجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية" ، ومضى يقول " أنا أتفهم قلق رئيس الوزراء د.فياض كما عبر عنه، وقد طالبت المسؤولين الاسرائيليين في لقاءاتي معهم يوم أمس بتبني موقفاً معتدلاً إزاء ذلك".

وقد شكر رئيس الوزراء الوزير الايطالي على الدعم الذي تقدمه ايطاليا للشعب الفلسطيني، وسلطته الوطنية بشكل مباشر أو من خلال الاتحاد الأوروبي، وعلى قرارها تقديم دعماً مالياً اضافياً لخزينة السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما وجه د.فياض التحية للشعب الايطالي على تضامنه المستمر مع حقوق الشعب الفلسطيني وسعيه الدائم لانهاء الاحتلال وتحيقيق الحرية والاستقلال ودعم جهود القيادة الفلسطينية في الوصول الى سلام عادل ودائم.

وفي اجابته على سؤال حول افكاره لانهاء الانقسام قال د.فياض: " إن هذه الافكار العملية تأتي في اطار المبادرة التي اعلن عنها الرئيس أبو مازن والجهود التي يقودها لانهاء حالة الانقسام"،

وجدد د. فياض دعوته لكافة القوى في المجتمع الفلسطيني بالالتفاف حول مبادرة الرئيس لإستعادة وحدة الوطن، واعتبر ان ذلك يتطلب تشكيل حكومة جديدة انتقالية على أساس توافق وطني، تدير شؤون البلاد، وتحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية متفق عليها، وكذلك أهمية تأمين مساعدة عربية لإعادة بناء القدرات الامنية الفلسطينية ، وتوفير الأمن للمواطنين في قطاع غزة لحين استكمال بناء هذه القدرات، مؤكداً أن هذه الافكار تأتي في سياق البحث الايجابي عن حلول عملية وجدية للخروج من الأزمة الداخلية وحالة الانقسام الخطيرة التي يواجهها الوضع الفلسطيني، وأضاف " لا أرى أي مبرر على الإطلاق لعدم التعامل إيجابياً مع هذه الأفكار".

وناشد د.فياض الجميع عدم السماح بإضاعة هذه الفرصة والاستجابة الفورية لها، بما يحقق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.