خلال ورشة عمل لمنتدى الإعلاميين-الدعوة لتحرك الصحفيين من أجل تنقية الإعلام الفلسطيني
نشر بتاريخ: 10/07/2008 ( آخر تحديث: 10/07/2008 الساعة: 17:47 )
غزة-معا-نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ورشة العمل الرابعة التي حملت عنوان "الإعلام بين المهنية وسطوة الحزب والمال" الأربعاء 9-7-2008، ضمن مشروع دور الإعلام في التصدي لظاهرة التعصب الحزبي، بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية.
وتحدث في الورشة الكاتب والمحلل السياسي حسن الكاشف، والدكتور غازي حمد الناطق السابق باسم الحكومة الفلسطينية ، والكاتب يحيى رباح نائب المفوض العام للتعبئة والتنظيم في حركة "فتح" بحضور العشرات من طلاب وخرجي قسم الصحافة والإعلام في الجامعات الفلسطينية.
من جهته، رحب الإعلامي أمجد الشوا، عريف الحفل، بالحضور والمشاركين، مشدداً على أن ضرورة أن يسود اللقاءات الإعلامية التفاهم والتفاعل لنجاح هذه النشاطات.
ورحب الأستاذ محمد أبو شرخ، عضو مجلس إدارة منتدى الإعلاميين، بالمشاركين، مؤكداً على أن المنتدى سيسعى جاهداً للاهتمام بالطلاب سواء من خلال عقد الدورات التدريبية أو من خلال الصالون الصحفي الذي من خلاله سيتم استضافة شخصية إعلامية تتحدث عن تجربتها ليستفيد منها الطلبة.
حسن الكاشف
من جهته، اعتبر الكاشف، أن توفر المؤسسات الإعلامية المهنية ومراكز التدريب بشكل كبير "فرصة ثمينة للصحفيين للعمل بأخلاقيات ومهنية العمل الإعلامي، حتى في وسائل الإعلام الحزبية".
ودعا الكاتب الكاشف، خلال كلمته في الورشة، القائمين على وسائل الإعلام "الحزبية" إلى عدم استخدام الصحفيين كأداة لتحقيق سطوة الحزب".
وطالب بإيجاد "إعلام فلسطيني مهني ومستقل يساهم في خلق توازن بين كافة الآراء المختلفة ويجمع بين الرأي والرأي الآخر"، معتبرا أن غياب سطوة القانون وتغليب سلطة المال دمرت الإعلام الفلسطيني وغيبت رأيه".
وقال الكاشف: "إن الإعلام الفلسطيني الحزبي حول التواطؤ إلى تضامن، ولون الخبر الواحد بعدة ألوان حسب وسيلة كل حزب"، معتبرا أن تدخل الرئاسة في التصريح والمنع للنشر والإعلام غيب سلطة القانون وعمل وزارة الإعلام كجهة مستقلة".
د. غازي حمد
بدوره، دعا الدكتور حمد، الصحفيين إلى التحلي بالمهنية وفرضها على وسائل الإعلام الحزبية التي يتوجهون إليها، معتبراً أن البحث عن المعلومة يضمن للصحفي المصداقية في نشرها عبر كافة وسائل الإعلام الحزبية وغير الحزبية.
وقال حمد، خلال كلمته في ورشة العمل "إن الإعلام الفلسطيني نجح في انحيازه لمعاناة الشعب ومواجهته للاحتلال وجرائمه، لكنه فشل في الوقت نفسه بأن يجمع الشمل الفلسطيني.
وشدد على أن الإعلام لم يقم بدوره في تحسين الصورة الأليمة للانقسام الداخلي أو محاول إنهائه، معتبرا أنه كان أحد وسائل التجهيل لأبناء المجتمع الفلسطيني".
وانتقد حمد، الأسلوب الذي تتعامل به وسائل الإعلام الحزبية مع الصحفيين الذين يتوجهون للعمل إليها، ومحاولات إخضاعهم بعض الأحيان للتعصب الحزبي في تحرير ونشر الخبر".
ودعا حمد، وسائل الإعلام الحزبية إلى تصحيح المسار الذي تسير عليه بعضها، وفتح النقد البناء والرأي والرأي الآخر، ورأى أن "الاختلاف والتقبل للآراء يؤدى إلى نضوج الأفكار لدى الأطراف المختلفة، وبناء ثقافة خالية من التشوهات الحزبية".
يحيى رباح
من جانبه، رأى رباح "أن الإعلام الفلسطيني انحدر منذ أكثر من عام إلى هوة السجال، ومس بالثوابت الوطنية"، معتبرا أن صور الإبداع والتجديد غابت بشكل كامل عن هذا الإعلام.
وحمل رباح، كافة القيادات الإعلامية والسياسية الحزبية المسئولية الكاملة عما وصل إليه الحال الفلسطيني، معتبرا أن الإعلام الحزبي حقق بانحداره وتعديه على قدسية الدم الفلسطيني أهداف الحركة الصهيونية بالقضاء على الوحدة الوطنية وإحداث فجوة داخلية بين الفلسطينيين.
وقال "رغم دعوات الحوار إلا أن السجال الإعلامي هو السائد في الإعلام الفلسطيني، داعيا كافة الأطراف إلى وقف الانحراف الحزبي وتخطئة الأخر حتى يمكن الحديث عن معالجة الأزمة الداخلية.
وفي ختام الكلمات الرئيسية، شارك العديد من المشاركين من طلاب وخريجين في مداخلات واستفسارات حول العديد من القضايا الإعلامية.
ودعا المشاركون، إلى تحرك للصحفيين الفلسطينيين من أجل تنقية الإعلام الفلسطيني من الشوائب والطوابع الحزبية التي أصابته، وضرورة أخذ زمام المبادرة الإعلامية من أجل تنقية الثقافة الفلسطينية من التشوهات التي كان الإعلام متسببا فيها.
وطالب الصحفيون، وسائل الإعلام بوقف كافة أشكال السجال الإعلامي المباشر وغير المباشر، وإخراج الكوادر الصحفية الشابة من دائرة التعصب الحزبي.
وشددوا على إيجاد مؤسسات إعلامية ووسائل إعلام بناءة تتبنى تدريس وتلقين أسس الإعلام المهني، ودفع الصحفيين على إتباع هذه الأسس في العمل حتى في وسائل الإعلام الحزبية.