الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسير الاردني سلطان العجلوني يتحدث عن تجربة الاسر بعد 16 عاما خلف القضبان

نشر بتاريخ: 12/11/2005 ( آخر تحديث: 12/11/2005 الساعة: 17:44 )
نابلس- معا- وصل وكالة "معا" عبر البريد الالكتروني اللقاء التالي مع الاسير الاردني سلطان العجلوني بعد قضائه 16 عاما داخل الاسر هذا نصها:

س: قبل أيام دخلتم عامكم السادس عشر في الأسر, كيف الصحة والمعنويات بعد هذه السنوات خلف قضبان السجن؟
الحمد لله أن شرفنا بالجهاد و الرباط في الأرض التي بارك فيها, فإن هذه السنوات و إن تركت بصماتها ثقيلة على أجسادنا تاركة فيها ما شاءت من الأمراض إلا أن ذلك لم يزدنا إلا ثباتاً و إيماناً بالله ثم بحقوقنا وصدق وعدالة ما قاتلنا في سبيله, فصحة الجسد في تراجع والروح في سمو و ارتقاء.

س: ما حقيقة الأخبار حول محاولة الإغتيال التي تعرضت لها ؟
لا أدري إن كانت شيئاً مدبراً والأغلب أنها اجتهاد شخصي من الشرطي الذي حاول اقناع أحد الحراس الذين رافقوني إلى مستشفى مائير في مغتصبة كفار سابا حيث مكثت عدة أيام, حاول إقناعه بإعطائي إبرة هواء في الوريد لقتلي والتخلص مني بينما كنت نائماً ومقيدا إلى السرير بالأيدي والأرجل, وقد طلبت من القنصل الأردني في تل أبيب متابعة الموضوع, ولا أدري ماذا فعل, فلم يسألني عنها أحد بعد ذلك.

س: كيف تمضون الأوقات في الأسر ؟
قد تستغربون إن قلت إننا نشعر أحياناً أن الوقت غير كاف لإتمام برامجنا, من نشاط رياضي وعبادة إلى الدراسة والكتابة , والأسير الذي لا يملأ وقته بمثل هذه النشاطات يستسلم للفراغ والإحباط وينتحر نفسياً.

س: أنت موجود في العزل منذ سنتين ونصف تقريبا, فما هو سبب العزل ؟
السبب المعلن بحجة المقالات التي اكتبها ولكني سمعت أكثر من مرة من مسؤولين في إدارة السجون أن عزلي جاء بناءً على طلب أردني لأنهم " منزعجون " من نشاطي واتصالاتي بأعضاء من مجلس النواب, وآخر تبرير مضحك سمعته منهم أنني أقوم بتوجيه أعمال " إرهابية " خارج السجن!, والعزل بحد ذاته ليس مشكلة كبيرة, لكن المشكلة أنني منعت من إتمام دراسة الماجستير, حيث كنت أدرس حول أنظمة الحكم, ولكن بفضل الله استفدت من هذه الفرصة للتفرغ للكتابة, فقد أتممت كتابين أحدهما تحت الطبع بعنوان: " عوائق في وجه النهضة " ومسودة لكتاب ثالث حول مكونات العقلية الإسرائيلية الحديثة.

س: سمعنا في وسائل الإعلام عن تشكيل لجنة وطنية عليا للدفاع عن الأسرى الأردنيين في السجون الاسرائيلية وعن تحضيرات لعقد مؤتمر وطني هل تحدثنا عن ذلك ؟
اللجنة في طور التكوين وسوف يتم دعوة أكثر من مئة شخصية مركزية في الأردن من النواب والأعيان والنقابات المهنية والعمالية والإتحادات النسائية والطلابية والإعلاميين والكتـاب والشخصيات الوطنية وغيرهم من قادة الرأي في الأردن إلى مؤتمر يعقد في منتصف الشهر القادم بإذن الله للخروج بآليات عمل وطنية للتعامل مع هذا الملف الوطني الهام.

س: هل صحيح أن تنظيم القاعدة عرض عليكم العمل على خطف أجانب في الأردن لاستبدالكم بهم على أن تعلنوا تأييدكم له ؟
لا رد, فما لدينا من معلومات في هذا المجال وصل للمسؤولين في الأردن إسألوهم.

س: هل حقا طلب منكم التوقيع على تعهد يشتمل إبداء الندم وإدانة الإرهاب ودعم إتفاقية السلام مع إسرائيل مقابل إطلاق سراحكم ؟
تم الحديث في ذلك معنا من قبل مسؤولين أردنيين لن أذكر أسماءهم الآن وقد كان الرد "رب السجن أحب إلي ّ", كذلك رفضنا سابقا فكرة نقلنا إلى سجون في الأردن.

س: كيف تقيم أداء كل من: الحكومة, مجلس النواب, الأحزاب, النقابات, الإعلام الأردني, المركز الوطني لحقوق الإنسان في التعامل مع ملف الأسرى و المفقودين لغاية الآن ؟
بصراحة, أداء الحكومة تجاوز التقصير والإهمال ليصل درجة جريمة وطنية بحق سيادة وكرامة البلد ونحن بصدد رفع قضية ضدها أمام المحاكم الأردنية, مجلس النواب لم يكن بمستوى الآمال التي بنيناها عليه, بناء على الوعود التي سمعتها شخصيا من غالبية أعضائه, ومع ذلك هناك العديد من النواب لهم مواقف مشرفة وتحسب لهم, الأحزاب غير جادة في تبنيها هذا الملف وتستخدمه عندما تحتاج إليه للمزايدة على الحكومة ويمكنها -لو أرادت - أن تمارس دورا أكثر فاعلية وتأثيرا, أما النقابات فهي الجهة الوحيدة بعد لجنة أهالي الأسرى التي نشعر بصدقها وهذا ليس غريبا عنها, المركز الوطني لحقوق الإنسان لا أدري إن كان تعريف" وطني " أو" إنسان" الخاص بهم ينطبق علينا ولكننا لم نسمع صوتهم حتى الآن, أما الإعلام الأردني فالإعلام الرسمي يتعمد التجاهل والتعتيم خاصة التلفزيون, في حين نجده يستنفر كل طاقاته لدعم كل" أوف بلدي", أو" هزة وسط" ( أو ذنب ) وطنية, والإعلام غير الرسمي يغطي أخبارنا بشكل مقبول نسبيا وبقي السبيل التي كفت ووفت وجزاها الله عنا كل الخير... مع ذلك لا زلنا نعتب على أصحاب الأقلام الحرة في البلد وندعوهم إلى القيام بما تمليه عليهم وطنيتهم.

س: ما هي طبيعة الدور الذي تقوم به السفارة الاردنية في تل أبيب تجاهكم ؟
موظفو السفارة يتحركون بناءً على أوامر من عمان ولا يمكنهم القيام بغير ذلك, ودور السفارة يقتصر على إرسال من يزورنا كل عدة شهور ليتأكد ربما أننا أحياء أما ما يفترض أن تقوم به السفارة كجلب الأهل لزيارتنا وتأمين اتصالات هاتفية معهم أو تأمين احتياجاتنا الأساسية وتحسين ظروف اعتقالنا, والفحص الطبي, وتوفير الصحف الأردنية وغيرها من الأمور التي كان يوفرها لنا الصليب الأحمر هنا فهم لا يقومون منها بشيء.

س: هل لديك كلمة توجهها للإسرائيليين ؟
لا, هم عدو وأنا قاتلت ضدهم وقتلت منهم ولا أتوقع منهم شيء, وأي كلمة يوجهها أسير لآسريه لا تتعدى أن تكون تحدي أحمق أو نفاق مستسلم, ولست معنياً لا بهذا و لا بذاك.

س: كلمة أخيرة توجهها للشباب ؟
الإيمان والعلم ثم العمل... تذكروا أن الإسلام دين الوسطية وأن أوطانكم تحتاجكم, نحن في أول الطريق و هو يقود إلى العزة والتمكين بإذن الله.

عن البيان