حواتمة: المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تدور في ذات المربع والموقف الامريكي غير عادل
نشر بتاريخ: 12/07/2008 ( آخر تحديث: 12/07/2008 الساعة: 15:28 )
بيت لحم -معا- أكد نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية غير مجدية, وان الرئيس محمود عباس "أبو مازن" غير متفائل بأي انجاز في المستقبل القريب.
جات أقوال حواتمة في مقابلة اجرتها معه وكالة الانباء الروسية "نوفوستي" فيما يلي أهم ما ورد فيها:
س1: ما هي نتائج مباحثاتكم مع الرئيس أبو مازن ونتائج زيارته إلى سورية ؟.
ج: تناولت المباحثات مع الرئيس ابو مازن " المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية المباشرة والغير مباشرة وأقصد بالمباشرة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن وبين حكومة أولمرت، والمفاوضات غير المباشرة بين حماس وحكومة أولمرت عبر الوسيط المصري، وتناولت المباحثات أيضاً المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، والعلاقات الفلسطينية العربية والدولية.
واكدت نتائج المباحثات أن المفاوضات المباشرة بين عباس وأولمرت لا زالت تدور في المربع الصفر، ولم تتقدم إلى الأمام وتدور شفوياً دون أي كتابة أو تدقيق ودون أي محاور تمس العناوين الرئيسية (القدس، اللاجئين، الحدود، المستوطنات، الأمن والسلام، الأسرى)، ولا يوجد أي تقدم في هذه القضايا.
س2: ألا يتم تسجيل حتى محاضر أو وفق مرجعية معينة ؟.
ج: لا يتم تسجيل محضر لأن التسجيل يعني أن للمفاوضات مرجعية معينة بما يجري التفاوض عليه، ولهذا مرة أخرى المفاوضات تدور في المربع الصفر وبدون نتائج، والكثير من الوقت في المفاوضات يذهب للبحث بالقضايا الأمنية والترتيبات الأمنية في الضفة الفلسطينية أو في قطاع غزة، وهذا يعني استهلاك الحجم الأكبر من مساحة المفاوضات بالقضايا الصغيرة الأمنية، ولهذا المفاوضات لا تبشر بأي نتائج إيجابية يمكن أن تنجم عنها قبل نهاية العام.
واضاف حواتمة:" الموقف الأمريكي حتى هذه الدقيقة لا يضغط على حكومة " إسرائيل" من أجل الاستجابة فعلياً للبحث الجدي في القضايا الكبرى التي ذكرتها بالمفاوضات، وخلال أيام سينعقد في واشنطن لقاء بين رايس وليفني وأحمد قريع (أبو العلاء) ولا نتوقع من هذا اللقاء أي نتائج إيجابية، وأيضاً اتفق على أن هناك ضرورة لإنجاح عقد الاجتماع الدولي في موسكو (نوفمبر القادم) حتى يصبح ممكناً إخراج المفاوضات من النفق المسدود، ونقل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، المفاوضات غير المباشرة، إلى مفاوضات علنية ومباشرة بين السوريين والإسرائيليين، وبمشاركة كما اقترحت على الرئيس أبو مازن اللجنة الرباعية الدولية، وليس فقط بمشاركة أمريكية على المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، والمفاوضات السورية ـ الإسرائيلية.
واشار حواتمة ان الرئيس عباس غير متفائل، بل هو متشائم فعلاً، فكل حديثه مع الرئيس الأمريكي بوش عندما التقاه في شرم الشيخ، وكذلك مع رايس عندما التقاها قبل أيام، أكدت له بأن الإدارة الأمريكية الحالية ليست في مناخ أن تضغط على حكومة أولمرت لإخراج المفاوضات من المأزق والفراغ الذي تدور فيه.
س3: من خلال لقائكم مع أبو مازن هل تحدثتم عن الحوار الفلسطيني الفلسطيني؟
ج: طرحت على الرئيس أبو مازن وقف المفاوضات أولاً حتى يتوقف الاستيطان في القدس والضفة، ويتم تثبيت التهدئة وفك الحصار عن قطاع غزة، وأن تتداعى اللجنة الرباعية للضغط على حكومة أولمرت لإخراج المفاوضات من الطريق المسدود الذي تدور فيه.
كما تم بحث الحالة الداخلية الفلسطينية، حيث اتفق أن الانقسام الفلسطيني، والصراع بين فتح وحماس أدى إلى نتائج خطيرة على مجموع القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وأضعف الموقف الفلسطيني سواء للسلطة الفلسطينية أمام حكومة أولمرت، ولحماس في المفاوضات الغير مباشرة مع حكومة أولمرت، لأن حكومة "إسرائيل" تقول بأن أبو مازن لا يستطيع أن يفرض سلطته على قطاع غزة، وحماس لا تريد مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل"، لذلك حكومة أولمرت تقول بأنه لا يوجد مفاوض فلسطيني موحد تتفاوض معه، لذلك تبرر هروبها من البحث الجدي في القضايا الأساسية وتوثيق هذه القضايا لتكون مرجعية للجميع، ولتبرر أيضاً هروبها من أي رقابة دولية، لأن حكومة أولمرت قد أبلغت أبو مازن بأنها ليست مع عقد الاجتماع الدولي في موسكو، لأنه لا يوجد شيء جديد نطرحه ونقدمه للمؤتمر.
واكد حواتمة على ضرورة الحوار الوطني الشامل، مشيرا الى ان الحوار الشامل يصطدم بعقدتين: الأولى هي حماس لأنها غير ناضجة جدياً لبدء الحوار الوطني الشامل، فحماس تصر حتى الآن على أن يبدأ الحوار ثنائي بين فتح وحماس وليس حواراً شاملاً منذ اللحظة الأولى وأن يكون على مائدة الحوار بين فتح وحماس، وكذلك فيما بعد بالحوار الشامل اتفاق مكة، وهو اتفاق محاصصة ثنائي انقسامي واحتكاري بين فتح وحماس، ولا علاقة للشعب الفلسطيني به، ولا علاقة لمكونات الشعب الفلسطيني ولا للقوى الديمقراطية الفلسطينية به مثلاً (جبهة ديمقراطية، جبهة شعبية ... وآخرين) فهو اتفاق ثنائي خاص بفتح وحماس، ولذا إصرار حماس على أن يكون اتفاق مكة مطروح ليس فقط بين فتح وحماس، بل حتى على الحوار الوطني الشامل.
واضاف حواتمة ان حركة حماس تصرّ على أن يكون اتفاق مكة وإعلان صنعاء الذي لا علاقة لكل القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية به أساساً للحوار، وهذا لا يمكن أن يكون أساساً للحوار، لذلك عباس أعلن بأنه لن يلتقي مع حماس بل سيلتقي الفصائل الفلسطينية، فالتقى بالجبهة الديمقراطية، والتقى فيما بعد بالجبهة الشعبية، الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة, لذا اتفق على أن الحوار يجب أن يبدأ حواراً شاملاً وليس حواراً ثنائياً بين فتح وحماس،
واوضح ان الرئيس عباس أعلن أنه لن يلتقي حماس طالما أنها ترفض أن تبدأ الحوار شاملاً، وترفض أن يكون الحوار هدفه تطبيق وتنفيذ إعلان القاهرة، وتنفيذ برنامج وثيقة الوفاق الوطني، وتنفيذ المبادرة اليمنية، كما وجهت رسالة هجومية قبل اتفاق التهدئة بينها وبين "إسرائيل" في غزة عبر الوسيط المصري على الرئيس محمود عباس تقول بأن عباس أعلن مبادرته للحوار في 4 حزيران/ يونيو 2008 للتغطية على اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة حتى يبرئ نفسه أمام الاجتياح القادم.
ودعا حواتمة موسكو للتأثير في علاقاتها العربية والفلسطينية من أجل حوار وطني شامل بدون أي شروط مسبقة وبدون شروط حماس بالاحتفاظ بالهيمنة العسكرية على قطاع غزة وشروط حماس باتفاقات ثنائية قائمة على الاحتكار والمحاصصة بين فتح وحماس، لأن هذه الاتفاقات الثنائية لا تلزم الشعب الفلسطيني ولم يشارك بها ممثلو الشعب الفلسطيني، ولا تلزم القوى الوطنية والديمقراطية فالذي يلزم الجميع هي الوثائق التي وقعنا عليها جميعاً (إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني) فقط، والذي يلزم الفلسطينيين والدول العربية هو المبادرة اليمنية التي وافقت عليها القمة العربية في دمشق بالإجماع، حماس حتى هذه اللحظة ترفض ذلك وتقول هذه كلها أوراق للحوار وليست للتنفيذ.
واتفق على بدء جهود كبيرة من قبل الرئيس محمود عباس ووفود من قبل منظمة التحرير الفلسطينية لكل الدول العربية والشرق أوسطية وكل الكتل الكبرى وخاصة الرباعية الدولية للبحث مع هذه العواصم بأن الانقسام الفلسطيني آثاره مدمرة على الشعب والحقوق الوطنية الفلسطينية، ويجب الانتقال للحوار الوطني الشامل على أساس الوثائق التي عليها توقيع إجماع الفصائل والقوى وتطبيقها وتطبيق المبادرة اليمنية.
واوضح حواتمة ان في القيادة السورية طرحوا مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية، لأنه كما تعلمون الوفد مشكل من 3 قوى (فتح وجبهة ديمقراطية وجبهة شعبية)، وهذا هو الوفد الذي يزور دمشق، فاالسوريين يتطلعون إلى نقل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية الغير مباشرة إلى مفاوضات مباشرة وعلنية بأقرب فرصة، ويتطلعون إلى مشاركة الإدارة الأمريكية في هذه المفاوضات المباشرة والعلنية.
س4: هل هذا الكلام الذي تكلمت به عن المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية صادر عن السوريين ؟
أعلنوا أنهم يتطلعون ويتأملون إلى ذلك بنقل المفاوضات الغير مباشرة إلى مباشرة وعلنية، لذا فأن الفرصة الفعلية لتحريك المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ولنقل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية إلى مفاوضات علنية ومباشرة ميدانه الحقيقي المؤتمر الدولي في موسكو لأن هذا المؤتمر سيكون مشارك فيه دول العالم، والمهم الرباعية الدولية ليتحول إلى قوة ضغط على الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" من أجل ذلك.