الصحف الاردنية تنشر المزيد من القصص الماساوية:جمانة وزياد كانا متانقان لحضور حفل زفاف وانتهيا في غرفة الانعاش
نشر بتاريخ: 12/11/2005 ( آخر تحديث: 12/11/2005 الساعة: 21:31 )
عمان - معا- لا تزال الصحافة الاردنية تروي المزيد من الحكايات ،والقصص الماساوية ،للعمليات الارهابية التي فجعت بها العاصمة الاردنية، الخميس الماضي .
صحيفة الغد الاردنية نشرت اليوم واحدة من تلك القصص التي تقشعر لها الابدان.
لم تكن جمانة السعودي حين تأنقت هي وزوجها زياد مسعود تلبية لدعوة حفل زفاف صديق العائلة تتوقع بأن الحفلة ستتحول إلى كارثة إنسانية بشعة تودي بحياة العشرات من المدعوين.
ولبت جمانة وزوجها دعوة صاحب الزفاف العريس أشرف الأخرس الذي كان يقيم زفافه في فندق الراديسون ساس، لينتهي المطاف بهما في إحدى غرف مستشفى الأردن بعد أن فجر إرهابي نفسه في حفل الزفاف محولا إياه إلى ساحة كبيرة للموت.
تقول السعودي وهي تمسك بيد زوجها الذي يرقد حالياً على سرير الشفاء "كنت جالسة مع حماتي أترقب دخول العروسين إلى قاعة الاحتفال من الباب الرئيسي وكان زوجي يرافق زفتهما عندما حدث الأمر".
وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه السعودي (25 عاماً) كغيرها من المدعوين طلة العروسين عبر الشاشة الكبيرة في الصالة، فوجئ الجميع بوميض أبيض رافقه دوي انفجار أدى إلى سقوط السقف وتطاير شظايا الزجاج والخشب من داخل القاعة باتجاه زفة العروسين.
وبعث الانفجار حالة من الفزع والذهول، وللحظات لم تعرف السعودي ما الذي حدث بالضبط، وفجأة بدأ الناس يتراكضون ويتدافعون في جميع الاتجاهات يتخبطون بحثا عن ذويهم غير مدركين بأن من يبحثون عنهم قد يكونون مترامين حولهم أو تطايرت أشلاؤهم إلى خارج القاعة.
ووسط الهلع الذي أصاب المدعوين يرافقه الدخان الكثيف الذي نتج عن الانفجار هرعت السعودي نحو الباب الرئيسي ممسكة بيد حماتها التي أصيبت بإصابات خفيفة في الرأس بحثاً عن زوجها زياد مسعود( 36 عاماً).
تقول"للحظات انتابتني مجموعة من المشاعر المتناقضة.. تذكرت أن زوجها الذي أتت معه كان يشارك في زفة العروسين.."
ويصف مسعود لحظة وقوع الانفجار بأنها "لحظة مروعة"، بسبب كثرة المناظر الدموية التي شاهدها في تلك اللحظات القليلة، وأجواء الخوف والرعب الحقيقي التي اختبرها الحضور.
ويقول مسعود الذي أصيب بكسور في كاحله الأيسر وحوضه ويده "كنت أقف خلف والد العريس لحظة وقوع الانفجار الأمر الذي شكل حاجزاً حال دون إصابتي بإصابات بالغة".
ويضيف"وجوده في المقدمة أنقذني، فلقد تلقى جميع الشظايا التي تطايرت من كل جانب". ثم ينكسر صوته بحزن وهو يقول "توفي بين يدي".
وفي غمرة تلك الأحداث استذكر مسعود حين وقعت عيناه على العروس التي تلطخ فستاها الأبيض بالدم محولا إياه إلى رداء أحمر، متخيلا للحظات أن هذا المشهد كان يمكن أن يحدث في حفل زفافه.
وفي لحظات تذكر أن زوجته ووالدته ما تزالان في داخل القاعة فهب مسرعاً متناسياً كل ما يدور حوله من "مشاهد يصعب وصفها بدقة بالكلمات"، بحسب مسعود.
وكانت الزوجة تبحث عن زوجها هي الأخرى في تزامن مع الوقت، فوصلت إلى خارج القاعة متجاوزة الدخان الكثيف والجثث التي تترامى أمامه وتحجز عنها طريقها ليلتقيا في منتصف المسافة بدموع ونظرات وسط مشاعر مختلطة مليئة بالحزن والفرح.
وبعد أن اطمأن مسعود على والدته وزوجته اختار أن يساعد في نقل المصابين من جرحى وموتى على الرغم من الإصابات التي كان يعاني منها. يقول "لم أشعر بالألم إلا بعد أن جاءت سيارة الإسعاف ونقلتني إلى مستشفى الأردن". ويستذكر مسعود الدقائق الثقيلة التي تلت الانفجار. يقول"سحبنا شخصين إلى خارج القاعة ولكنني لم أميز من هما".
وبينما كانت السعودي تنتظر زوجها في الخارج إلى حين الانتهاء من المساعدة في إنقاذ من يستطيع إنقاذه اقشعر بدنها حين شاهدت شاباً في مقتبل العمر يحمل بين ذراعيه طفلة رضيعة محاولاً بيديه إيقاف شلال الدماء الذي يسيل من رأسها الصغير، ومحاولا كذلك إبقاء جذوة الحياة في عروقها إلى حين قدوم سيارات الإسعاف.
ولم تعتقد السعودي بأن زوجها كان واحداً من الذين نقلتهم سيارات الإسعاف إلى المستشفيات إلا حين تلقت منه مكالمة هاتفية يخبرها بأنه متوجه إلى مستشفى الأردن لتلقي العلاج.
وتقول"ما حدث كان أشبه بالكابوس". فيما يقول زوجها "تعودنا أن نرى تلك المشاهد الدموية على شاشات التلفزيون وليس على أرض الواقع".
وينهي الزوجان حديثهما مستهجنين أحداث تلك الليلة التي بدت كأنما لا نهاية لها، ومستذكرين الشهداء الذين سقطوا من دون ذنب اقترفوه. كما يستذكران ذوي الشهداء بألم وحرقة ويقولان"قلوبنا معكم".