المطران حنا: للقضية الفلسطينية بُعدٌ مسيحي وعلى كنائس العالم أن تقف إلى جانب شعبنا
نشر بتاريخ: 14/07/2008 ( آخر تحديث: 14/07/2008 الساعة: 17:37 )
القدس- معا- إستقبل المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قبل ظهر اليوم وفداً من المحامين الكنديين الذين وصلوا إلى الأراضي الفلسطينية من ثلاث مدن رئيسية في كندا وهي مونتريال وتورونتو وأوتواه وقد ضم الوفد خمسون محامياً من أولئك الذين يعملون في مؤسسات إنسانية وحقوقة.
وقد إستقبلهم المطران في باحة كنيسة القيامة ثم كانت هنالك جولة داخل الكنيسة إبتدأت بصلاة خاصة أما القبر المقدس قدم بعدها سيادة المطران شرحاً تفصيلياً للوفد عن تاريخ كنيسة القيامة وأهميتها الروحية والدينية والتاريخية.
كما قدم المطران حنا للوفد عرضا تاريخيا شاملا عن تاريخ مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية الهامة الموجودة فيها، كما تحدث عن معاناة هذه المدينة نتيجة سياسات الاحتلال التي تستهدف عزلها عن الجسد الفلسطيني إمعاناً في طمس معالمها العربية الفلسطينية المسيحية والاسلامية.
وأضاف "أن الفلسطينيين ونحن منهم متمسكون بالقدس عاصمة روحية ووطنية مؤكدين رفضنا وشجبنا وإستنكارنا لكافة إجراءات الاحتلال التي تستهدف المقدسات كما تستهدف التاريخ والهوية والأصالة العربية لهذه المدينة".
وقال: "إن هنالك سوراً عنصرياً وحواجز عسكرية تمنع الفلسطينيين من التواصل مع مدينتهم ويمكنكم أن تتصوروا فظاعة الظلم الذي يتعرض له شعبنا إذ إنكم أتيتم من كندا وقطعتم المحيطات والقارات وتمكنتم من الدخول إلى هذه المدينة أما إبن رام الله وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ونابلس الذي يمكنه أن يصل للقدس بنصف ساعة في سيارته هو ممنوع من الوصول إليها ويحرم من الصلاة والعمل فيها".
وأضاف أن قضية الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته وكرامته وإستقلاله هي قضية شعب منكوب ومشرد وهي قضية تحمل إبعاد إنسانية وأخلاقية وحضارية.
وقال "إن القضية هي أيضاً سياسية وهي قضية عربية إسلامية ولكن لها بعد مسيحي أيضاً فأنا أقول لكم بدون تردد بأن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية مسيحية إضافة إلى أبعادها الأخرى وذلك نظراً لأهمية القدس وفلسطين في المسيحية، وكذلك لأن هنالك مسيحيون فلسطينيون هم جزء أصيل لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني".
وأضاف "لا تنسوا أن هنالك بعداً مسيحياً للقضية الفلسطينية، فالمسيح من حيث طبيعته الإنسانية هو فلسطيني ولد في بيت لحم وعاش في الناصرة وفي القدس وكان يجول في سائر الأراضي الفلسطينية واعظاً ومعلماً ومبشراً بالعدل والسلام، ولذلك فإننا ندعو العالم المسيحي والكنائس المسحية العالمية أن تنظر إلى فلسطين وإلى معاناة شعب فلسطين وأن يتحركوا لنصرة هذا الشعب ومساندته ومساعدته والوقوف إلى جانب قضيته العادلة, إذ لا يجوز الصمت أمام هذا الظلم وأمام هذه العنصرية والإحتلال بحق هذا الشعب الأعزل وهنالك واجب ديني وروحي على كل كنائس العالم بأن ترفع صوتها مطالبة بإنهاء الاحتلال وإعطاء الحرية للشعب الفلسطيني، فالسلام الذي نتحدث عنه هو السلام المبني على العدل ورفع الظلم".
هذا وقد أجاب المطران حنا على بعض إستفسارات الوفد وتناولوا الغداء سوياً حيث شكر الوفد المطران على إستقباله لهم وإهتمامه بزيارتهم وعلى كل ما قدمه من معلومات قيمة ووعدوا بإيصالها للجهات المعنية لدى الدولة الكندية والكنائس المسيحية أيضاً.