الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال لقاء حول مخيم نهر البارد في بيروت- زكي: بناء المخيم لن يكون في رقعة محددة من الارض

نشر بتاريخ: 15/07/2008 ( آخر تحديث: 15/07/2008 الساعة: 16:13 )
لبنان- معا- عقدت الحملة الاهلية لنصرة فلسطين والعراق يوم امس لقاء حواريا في بيروت مع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي تناول ملف مخيم نهر البارد بعد انعقاد مؤتمر فيينا للدول المانحة الذي عقد في حزيران الماضي.

افتتح اللقاء عضو لجنة المتابعة في الحملة الاهلية هاني فاخوري فأكد "أن الحملة الاهلية دوما مع النبض الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها في لبنان. ولقاء اليوم هو مع عباس زكي صاحب الصولادت الجامعة الفلسطينية - الفلسطينية، والفلسطينية - اللبنانية".

ثم كانت كلمة لزكي قال فيها" لقد قررنا ان نضع صيغة مستقبلية واستراتيجية لم تعد محل حذر من الاشقاء اللبنانيين . قلنا بوضوح لن نتدخل في الشأن اللبناني الداخلي ونحن تحت سيادة القانون واننا ضيوف مؤقتون ونرغب ان نرى انفسنا مهاجرين لدى انصار كرام حتى يتسنى لنا العودة بكرامة الى بلدنا فلسطين ".

وأضاف: " على ضوء هذه السياسة كان امامنا جرح البارد , هذا المخيم الذي دمر عن بكرة ابيه وفقد سكانه كل مقتنياتهم ودفنوا كل ذكرياتهم ومنذ عام ونيف وهم يعيشون في العراء".

وشدد زكي انه ومنذ ان استوطنت عصابة العبسي مخيم نهر البارد في 27/11/2006 حاولنا ان نخرجهم منه ونجنب بالتالي الجيش اللبناني والشعب الفلسطيني مثل هذه المأساة كما وأوصلنا رسالة جماعية من كل الفصائل الفلسطينية لشاكر العبسي انه ليس هذا الزمان والمكان المناسبين لمثل هذا العمل في ظل التجاذبات الداخلية اللبنانية.

وتابع :" كنت قادرا على توظيف كافة امكانياتي لدى الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية بأن لا يمس اي فرد منهم بسوء. وكانت الفاجعة الكبرى عندما قامت عصابة العبسي بقتل الجنود اللبنانيين في مضاجعهم وهم نيام . واتخذت قرارا بأنني سأكون مع الجيش بتصفية هذه العصابة وان نكون نحن واللبنانيين في صف واحد ضد هذا الإرهاب".

وأكد ان الموقف الذي اتخذوه في اليوم التالي حمى كافة المخيمات وكذلك الموقف الذي اتخذه الشيخ سعد الحريري عبر الرسالة الذي وجهها الى اهالي الشمال بأن الشعب الفلسطيني ليس له علاقة بهذه "العصابة".

وتابع:" كان قائد الجيش العماد ميشال سليمان يصدر اوامره بتجنيب المدنيين والابرياء وكانت النتيجة بعد اربعة اشهر من المعارك 45 شهيدا وحوالي 300 جريح, ورغم الخسارة الكبيرة التي تعرض لها الجيش اللبناني بسقوط 175 شهيد وأكثر من 400 جريح الا اننا استطعنا ان ننتقل من الخنادق المتحاربة الى الشراكة".

وحول مرحلة ما بعد المعركة قال زكي: "منذ اليوم الاول للمعركة رفع شعار النزوح مؤقت والعودة مؤكدة وإعادة الإعمار حتمية رغم كل الشائعات والسهام الموجهة لكل من يتحدث عن إعادة إعمار المخيم. أثناء التهجير المؤقت حصلنا على مساعدات من السعودية والامارات والكويت وقطر كما جمعنا مبلغ ستة ملايين دولار من داخل فلسطين وحاولنا ان نخفف من عذابات الناس ولكن هذا لا يقارن بهول المأساة خاصة ان هذا المخيم فيه الكثير من الطلاب الذين يدرسون في الخارج وفي الجامعات اللبنانية والتجار الذين فقدوا كل امكانياتهم".

وتابع:" كان الموضوع الاهم هو إعادة إعمار المخيم حيث عقدنا عدة اجتماعات وكان البند الاول موضوع استملاك ارض المخيم حيث صدر المرسوم من الحكومة اللبنانية ثم كان مؤتمر تمهيدي في التاسع من حزيران 2008 مع الدول المانحة, وكان هناك وعدا عربيا للرئيس فؤاد السنيورة بأن يتحملوا نصف المبلغ المطلوب لإعادة إعمار المخيم".

وفيما يتعلق بمؤتمر فيينا للدول المانحة قال :" قبل بدء مؤتمر فيينا كنا نتوقع ان نحصل على مئة مليون دولار ولكن جمعنا مئة وخمسة عشر مليون دولار علما ان المبلغ الإجمالي المطلوب هو اربعمائة وخمسين مليون دولار. بالنسبة لأشقائنا العرب قرروا عدم دفع اي مبلغ في المؤتمر واعلنوا عن مؤتمر سيعقد في 5 تموز 2008 لإكمال باقي المبلغ ولكن هذا المؤتمر لم يعقد حتى الان. وزرنا اليوم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير دولة الامارات محمد سلطان السويدي بحضور السفراء العرب باستثناء السفير السعودي المتواجد في الخارج فوعد مع السفراء العرب بإرسال مذكرات إلى بلادهم وهناك من يتحسس من البنك الدولي، ويسأل لماذا لا ننفذ نحن المشاريع؟ وليأخذ كل بلد جزءا من الاعمار المطلوب. هناك خرائط وشركات نثق بها، وإذا تم التنفيذ نحن امام مخيم نموذجي".

وقال: "نعتز برئيس لبناني تحدث في باريس عن شبعا ومزارع كفرشوبا والغجر. ولا أخفيكم نحن على اتصال بكل الأطراف اللبنانيين. نحن لسنا طرفا مع أحد أو ضد أحد، وإذا عرف اللبنانيون بمعاناتهم، والفلسطينيون بمعاناتهم، كيف يعملون معا، يمكننا تحقيق انجازات كبرى".

واضاف:" باعتقادي ان بناء المخيم لن يكون في رقعة محددة من الارض بل هذا بناء عقول وعلاقات وهندسة كل نقاط الخلاف بيننا وبين الاخوة اللبنانيين .ونحن على اتصال بكل الاطراف اللبنانية لنكرس هذا الفهم بأننا لم نعد غطاؤ لأحد".

وفي حوار مع الصحافيين، قال ذكي: "لا بد من لواء فلسطيني يكون بإمرة الجيش اللبناني يحمي امن المخيم. بحثنا الامر مع المسؤولين اللبنانيين، وننتظر اليوم تنفيذه بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة. هناك 16 فصيلا فلسطينيا في لبنان نجحوا في تشيكل لجنة عليا ستصدر عنها خلال ايام وثيقة مهمة حول الوجود الفلسطيني في لبنان. خصوصية لبنان تفرض علينا ان نجمد كل خلافاتنا في الخارج، فاذا لم يجتمع الرئيس محمود عباس مع خالد مشعل في دمشق، فأجتمع كل يوم مع اسامة حمدان في لبنان لحماية الشعب الفلسطيني، كما من اجل تعزيز الاستقرار في لبنان".