عائلات غزية افطارها الخبز والشاي وغداؤها الحشائش الخضراء ..غياب اللحوم والفواكه عن موائد الفقراء
نشر بتاريخ: 15/07/2008 ( آخر تحديث: 15/07/2008 الساعة: 17:10 )
غزة - تقرير معا -" أمنياتنا باتت تذوق اللحوم الطازجة والفواكه الجميلة المنظر وأنبوبة غاز حتى لو كانت نصف الحجم الطبيعي، أشعر اننا بالصومال حيث لا أكل ولا ترفيه، أتمنى ألا تتساقط دموع أبنائي رغبة بالكثير من الحاجات ولكن لا حل سوى الصبر على الجوع والرغبات".
بهذه الكلمات عبرت احدى الامهات في قطاع غزة عن ضيق الحال بسبب الاوضاع الصعبة في القطاع .
فقائمة المشتريات رغم قلتها وخلوها من اللحوم تجاوزت 300 شيقل، السؤال اين يعيش اهل غزة، والإجابة حيث لا غاز ولا فواكه ولا لحوم والاسعار نار.
مواطنة تسمي نفسها "أم الابتلاءات" تشبه وضع اسرتها بـ " النكبة اليومية" تقول لمعا:" لدي خمسة أطفال لم يتذوقوا الدجاج منذ قرابة شهر بإمكاني شراء واحدة تزن كيلو جراماً واحدة ولكن خوفاً من عشم ابنائي بطعمها اللذيذ فإني أفضل إغلاق الباب في وجهها".
وتضيف لمعا: السلة الشرائية في قطاع غزة للأسر المعدومة والمستورة باتت تخلو من كثير من المواد الغذائية الأساسية حيث تقول ام هشام من مخيم جباليا:" أصحو بالصباح الباكر واتوجه إلى السوق وبين محل وآخر وبسطة وأخرى تمر علي الساعات دون شراء ما أرغب به حتى تكتمل الشمس في كبد السماء اضطر الى ما قل وزنه ورخص ثمنه وأغادر مسرعة للمنزل فأجد الخيبة على وجوه أطفالي مما اشتريت".
تقسم بالله ان جارتها تقدم الشاي لأطفالها وتغمسه بالخبز وتطعمه لهم كوجبة إفطار وبساعات الظهر تحاول قطف الحشائش الخضراء من الأراضي البور وصناعة وجبة ما " طبعاً لا تعود بأي فائدة على بناء الجسم لكنها تسد الجوع لساعات".
الأسعار نار...
الأسعار في قطاع غزة لبعض السلع الأساسية من الغذاء ارتفعت ثلاثة أضعاف كما يقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان والذي يؤكد ان بعضها ارتفع بنسبة 300 % مما يجعل العائلات الفلسطينية خاصة في قطاع غزة تفقد بدائل المواجهة التي كانت تلجأ لها في الأوقات العادية التي لا يشوبها حصار وإغلاق واحتكار وشح المواد.
ويضع شعبان اللحوم والحليب والأرز وعدة سلع غذائية بقائمة السلع التي تضاعفت أسعارها بحيث أصبحت تلك المواد بعيدة عن متناول العديد من الأسر بالقطاع، عازياً السبب في غلاء الاسعار الى عاملين عامل مرتبط بالجفاف في استراليا والامطار بأوروبا والامراض بالصين، وآخر داخلي مرتبط بالحصار واغلاق المعابر والذي ادى الى شح المواد الاساسية وبروز ظاهرة الاحتكار التي رفعت الاسعار في قطاع غزة بنسبة 1:30 مقارنة بتل ابيب، وبنسبة 1 بغزة إلى 25 بالضفة الغربية.
وعن سبل المواجهة لغلاء الاسعار والتي تتبعها الاسر في غزة قال: ان العائلات هنا بدأت باستنفاذ كافة السبل بعد ان طالت مدة الحصار وبدأت بالمحطة الاخيرة وهي اعادة ترتيب البدائل والاستغناء عن السلع المرتفعة الثمن واللجوء لما هو اقل ثمنا واقل جودة مما يؤدي الى تفشي الأمراض وضعف الصحة العامة محذرا من الوصول إلى هذه النتيجة" مجتمع ضعيف غير قادر على مواجهة الأمراض".
وينتشر في قطاع غزة مرض فقر الدم الأنيميا بين المواليد حيث اكد شعبان ان النسبة ارتفعت من 5 إلى 30 بين المواليد وان نسبة وفيات الامهات أثناء المخاض ارتفعت نظرا لقلة مقاومتهن آلام الوضع في ظل ضعف الدم وضعف الصحة العامة الناجمة عن قلة الغذاء.
وهناك تخوف من إقدام عائلات غزية على تقليص عدد الوجبات بعد ان قلصت بالسلع الغذائية حيث يبشر هذا بمستقبل خطر على مستوى صحة المجتمع.
التوقف عن تناول اللحوم البيضاء والحمراء بغزة والفواكه طال العديد من الاسر الغزية ويبقى التساؤل عن دور الشرطة المقالة بغزة القاضي بمراقبة المحتكرين والاسعار التي تبعد الاكل عن أفواه الأطفال هنا.