نشر بتاريخ: 15/07/2008 ( آخر تحديث: 15/07/2008 الساعة: 18:35 )
بيت لحم - معا - حتى منتصف هذا التموز ، الذي تفور فيه المياه في الكوز ، تكون معظم الأندية في الدول ، التي تحترم قواعد المنافسة الكروية ، قد أنهت إجازتها ، وعاد لاعبوها إلى المواقع التدريبية ، بإجراء الفحص الطبي الروتيني ، للاطمئنان على الحالة البدنية للاعبين ، قبل الدخول في معترك التحضير لمختلف المنافسات ، من خلال مختلف المراحل ، وفق برنامج لا يخر منه الماء !
ولا يختلف الأمر كثير في عدد من الدول العربية ، التي تمتلك قوانين تنافسية ، تقترب في أبجدياتها من القوانين الأوروبية ، وخاصة في دول المغرب العربي ، حيث التأثير والتأثير ، يصل إلى درجة مهمة من الفعالية ... ولا أعتقد أن بيننا من يختلف في تقدم التنظيم الكروي في الدول العربية ، الواقعة في شمال أفريقيا على نظيرتها التي تسكن غرب آسيا ... ودليل ذلك أن بطولات الدوري في مصر وتونس والجزائر والمغرب ، وحتى ليبيا ستكون قد انطلقت ، كما أعد لها قبل أن ينتصف آب اللهاب !
وأزعم أن مقارنة حالنا الكروي بحال الأوروبيين ، أو بحال العرب الأفارقة أو الآسيويين سيكون إجحافا لشبابنا ، ممن ينحتون في الصخر ثقوب الفجر الآتي ، وممن ينتهزون ما يخلفه الاستعمار من بقايا المسموحات ، لمحاولة التنفس في الملاعب ... وهذا مفهوم ... إذا كان الأمر لا يتعلق بكسالى يبحثون عن مسوغات تريحهم من هم الزحام ، وكثرة الأقدام ، ولسعات الأقلام ... نعم إنه مفهوم إذا كان الأمر لا يتعلق بأناس يستريحون بتعليق كل خطايا هذا الكون على شماعة الاحتلال!
في قصيدة سرحان والماسورة ، التي أبدعها أستاذنا الراحل توفيق زياد ، وصدحت بها فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية ، يحتار سرحان في أمر الحل ، لأن أنيابه لا تكفي ، ولا يكفي رصاص البندقية .. فما الآمر إذا .. الأمر : "فكر وتدبر" ... وفعلا يفكر سرحان ، ويجد الحل ، بتفجير أنبوبة بترول بتل الحارثية !!
إذا ... ليس على بصيرة من الأمر من يتوقع أن الاحتلال سيفرش لنا دروب الحرير ، ويوزع علينا المكارم .. فالحق أن الاحتلال يحاول أن يختلس منا كل شيء ، ويمنعنا من انجاز أيّ فعل يمكن أن يساهم في إحياء مواريثنا ، ويسهم في رسم شخصيتنا الوطنية ، ويجعل العالم يقدر عطاءاتنا !
من هنا يجب على اتحاد الكرة - وأظنه يسعى لذلك - أن يُسرع خطوات الإعداد للدوري العام ، لأن بطولة الدوري ، التي تقوم على تصنيف عقلاني منصف ، ستكون الواجهة لكرة القدم الفلسطينية ، وستكون الاختبار الجاد ، الذي يميز بين الكسالى ، وبين من لا يتوقفون عن العطاء .
واحسب أن لجان الاتحاد تحث الخطى للوصول إلى آلية واقعية ، تحترم قواعد المنافسة ، وتراعي القوانين والأنظمة ، وتلبي رغبات معظم الساعين لخدمة الكرة الفلسطينية ، بعيدا عن المصالح الآنية والأنانية ، وبعيدا عن حسابات الساعين إلى خدمة إغراضهم الشخصية من بوابة الجلد المنفوخ .
شخصيا سعدت لأن أعضاء الاتحاد الجديد ، وفي مقدمتهم الرئيس اللواء أبو رامي ، فتحوا قنوات واقعية للمشورة ،من خلال ورشتي العمل في الفارعة وأبو ديس ، ومن خلال اتصالات بأهل الرأي في مختلف المواقع ، ومن خلال اقتراحات قدمها رياضيون ، وجدوا أن من واجبهم الاطلاع بدورهم بعيدا عن الأضواء .
وليس مهما هنا الآلية التي يتفق عليه أعضاء لجنة الاتحاد ، فالأهم أن يتم الاتفاق على آلية عاجلة ، حتى لا نضيع في هذا الصيف اللبن ، وحتى نحرق مرحلة هامة نقترب خلالها من مستوى الجوار العربي ، وحتى لا يتواصل غطيط الأندية ... فالمهم أن ينطلق قطار الدوري بأية آلية ، ففي الحركة بركة يا جماعة الخير !
وقبل التوافق على الآلية الجديدة أقترح شخصيا أن تراعي الآلية صعوبة التنقل بين المحافظات ، فيكون التنافس من خلال مجموعتين في الوسط والجنوب ، وفي الوسط والشمال ، في المرحلة الأولى ، ثم تكون المنافسة في المرحلة الثانية ، بين أوائل المجموعتين الأولى الثانية - 7 من الوسط الشمالي ، ومثلهم من الوسط الجنوبي مثلا - ويتم تنافس على المستوى الثاني بين بقية أندية المجموعتين ، وهذه الآلية تصلح للتصنيف في جميع الدرجات ، بدءا من الدرجة الممتازة ، حتى الانتظار !
أما الاقتراح الثاني ، فهو أن الآلية يجب أن تراعي العمل الذي قامت به الأندية في السنوات الماضية ، عندما كانت أندية أخرى تغط في نوم عميق ، وذلك بان تراعي الآلية مدى اهتمام كل ناد بفرق المراحل السنية ... والاقتراح هنا أن يُفرض على جميع الأندية التنافس مع جميع الأندية في مجموعتها بفريقين في يوم واحد ، فتكون المباراة الأولى للفريق الأول ، والثانية لفريق الشباب تحت 19 أو 20 سنة ، ويكون حساب التصنيف في النهاية بناءا على نتائج الفريقين ، مع احتساب نقاط اقل لفريق الشباب .
وقد يقول قائل : إن هذه الطريقة مكلفة ، وخاصة بالنسبة للمواصلات والحكام ... وهذا غير صحيح ، لأن النادي الذي يستأجر حافلة لنقل لاعبيه الى رام الله أو الى أريحا ، يمكن أن تستوعب الحافلة الفريقين ... كما أن طاقم الحكام ، الذي ينتقل من نابلس إلى بيت لحم ، يمكن أيضا أن يدير مباراتين ، بتكاليف النقل نفسها ، وزيادة طفيفة في المكافأة . ثم إن الأمر يمنح الفرص لكل الحكام ، ولكل اللاعبين ، ويميز الفرق التي تملك خزانا من اللاعبين ، من الأندية التي تبحث عن الأمجاد بأقدام أحد عشر لاعبا فقط .
إنها مجرد اقتراحات ، وأعلم أن كثيرين غيري يملكون اقتراحات أخرى ، قد تكون أكثر واقعية ... والمطلوب أن يدرس العارفون كل الاقتراحات ، ثم يتم الاتفاق على الصورة النهائية ، التي يجب أن تقر بسرعة ، مع إبلاغ جميع الأندية من الآن بسقف زمني محدد سيكون موعد انطلاق الدوري الجديد !
والحديث ذو شجون
[email protected]