الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ذوو الأسرى في جنين يتطلعون الى اطلاق سراح أبنائهم خلال صفقة التبادل المرتقبة

نشر بتاريخ: 15/07/2008 ( آخر تحديث: 15/07/2008 الساعة: 19:38 )
جنين - تقرير معا - ينتظر أهالي وذوو الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية بشوق وترقب، الصفقة المزمع تنفيذها بين حزب الله وإسرائيل خلال الأسبوع الجاري، حاملين شعار الأمل والرجاء على أن يصار إلى الإفراج عن أبنائهم المعتقلين وبخاصة ذوي الأحكام العالية منهم. بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسيرات والأطفال والشيوخ نظرا للحالة الإنسانية التي يتخصصون بها.

مناشدة حسن نصرالله:
بالقرب من مسرح الحرية في مخيم جنين، يقع بيت الحاجة لطيفة نغنغية،58 عاما" أم عدنان"، وهي والدة المعتقلين نضال نغنغية، 29 عاما" محكوم ب 17 عاما" ومحمد نغنغية،24عاما،" محكوم ب 3 سنوات"، وقد اعتقلا بتهمة الانتماء بكتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح.

أشارت الحاجة الخمسينية من العمر، لطفية نغنغية، إلى أنها لم تتمكن من زيارة أبنائها في المعتقلات والسجون الإسرائيلية إلا مرات معدودة، حيث تنقل أبنائها بين سجون مجدو وشطة وهداريم وجلبون.

وأعربت الحاجة التي غزا الشيب رأسها وهي تقوم بسقاية مزروعاتها من عنب وبعض الأشجار المثمرة الأخرى، عن أملها بالإفراج عن كافة سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية وعلى رأسهم ولديها نضال ومحمد، مناشدة حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام للحزب، حسن نصرالله بضرورة العمل على إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين، ولا سيما الأسيرات منهم والأطفال والشيوخ والمرضى.

الأسيرات وذوو الأحكام العالية ...أولا
ووضعت الحاجة نغنغية، ذوي الأحكام العالية وبخاصة ممن حكموا لمدة 15 عاما فأكثر، بالإضافة إلى الأسيرات والمرضى على سلم أولويات أي صفقة تبادل بين حزب الله وحركة حماس من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى، على اعتبار إنهما المجموعتان اللتان أسرتا الجنود الإسرائيليين الثلاثة" إلداد ريغيف، وأهود غولدفاسر لدى حزب الله، و الجندي جلعاد شاليط لدى حركة حماس".

وأشارت الحاجة نغنغية إلى أنها قدمت أوراقا ثبوتيه لحركة حماس في قطاع غزة تثبت الوضع الصحي لأحفادها، ومدى حاجتهم لأبيهم المعتقل نضال نغنغية، والعمل على مناشدة الجهات المعنية في حزب الله لان يتم إطلاق سراح ابنها نضال نغنغية الذي حكم عليه لمدة تجاوزت ال 16 عاما.

كما وأشارت الحاجة نغنغية إلى الوضع الصحي الذي يعاني منه أبناء المعتقلة قاهرة السعدي، وهي أم ل3 أطفال، حيث هم بأمس الحاجة لوالدتهم المعتقلة، مناشدة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالعمل جاهدا على إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات.

وأعربت الحاجة نغنغية عن عدم ندمها جراء خوض أبنائها تجربة الاعتقال مؤكدة انها مستعدة لتقديم المزيد من ابنائها دفاعا عن الوطن وكرامته، مستذكرة بتلك الحادثة التي قامت بها قوات الاحتلال حينما اعتقلت أبنائها ال6 في إحدى مدارس مخيم جنين القريبة من بيت الحاجة. ومن الجدير بالذكر ان الحاجة نغنغية هي ايضا والدة الشهيدين أسامة نغنغية، 21 عاما ، واحمد نغنغية 16 عاما.

حوار الصفقة بضيافة فنجان القهوة
ومع دخولنا لأحد أزقة وشوارع مخيم جنين، كان من الملفت للنظر الحديث الذي جرى بين الحاج احمد صباغ " أبو سمير" 78 عاما، و الحاج أمين فراحتي 55 عاما،وهم يرتشفون القهوة على شرفة منزل الحاج أمين فراحتي، حيث تمحور حديثهما حول مدى توقعاتهما بصفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، والتي من المقرر إجراؤها خلال الأسبوع الجاري حسبما ذكرت مصادر إسرائيلية.
الحاج ابو سمير، أبدى قلقه وعدم تفاؤله الكبير لإطلاق سراح الكثير من الأسرى الفلسطينيين، معربا عن أمله بضرورة العمل على إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية.

الحاج أبو سمير، وهو أب ل 3 اولاد و 8 بنات، تمنى الإفراج العاجل عن كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين مبديا قلقه وحذره الشديد للصفقة التي من المقرر تنفيذها خلال الأسبوع الجاري، مدللا بحجم الضغوط الداخلية والعربية والدولية التي تمارس على حزب الله لاثناءه عن تضمين أي اسرى فلسطينيين في صفقات التبادل التي يجريها الحزب مع اسرائيل.

يذكر ان الحاج ابو سمير هو والد الشهيد علاء الصباغ، 22 عاما، الذي استشهد في 2001 في مخيم جنين، وهو والد المعتقل محمد صباغ،33 عاما والذي حكم عليه لمدة 16 عاما، بتهمة قتل جندي اسرائيلي في العام 1990. وهو معتقل منذ ذلك التاريخ.

الصفقة في منظور التشاؤل
الحاج أمين فراحتي، يخالف ابو سمير الرأي،حيث اعرب عن أمله وتفاؤله باطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال صفقة التبادل المزمع تنفيذها او من خلال صفقات تبادل أخرى.

الحاج فراحتي الذي بدت ملامح الشيخوخة تظهر على وجهه، عبر التشققات والندبات، وقد اكتسى الشيب غطاءا لرأسه، هو والد المعتقل عبد الرحمن أمين فراحتي، 30عاما والذي اعتقل في العام 2006 بتهمة الانتماء لعضوية كتائب الأقصى، وإطلاق النار على جنود الاحتلال وزرع عبوات ناسفة بالإضافة إلى التهمة الكبرى التي وجهت إليه لإرساله احد كوادر الكتائب إلى مدينة الناصرة لزرع عبوة ناسفة، حيث وجهت إليه تهمة الشروع بقتل جنود ومدنيين إسرائيليين، أعرب عن إعجابه الشديد بحزب الله وعلى رأسه أمينه العام حسن نصرالله، وذلك للدور الوطني والقومي الذي يقوم به الحزب بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وأشار فراحتى إلى ان قرار المحكمة العسكرية الإسرائيلية الأخير الصادر بحق ابنه المعتقل بتاريخ 7/7/2008 لا يثنيه عن مواصلة الحق والكرامة الوطنية والمطالبة بالحقوق والثوابت الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني.

أبو دياك: صفقة التبادل إحدى خطوات تحرير الأسرى
بدوره أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين راغب ابو دياك، الى ان نادي الأسير الفلسطيني يسعى وبكل ثقل منذ تاسيسه العمل على اطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وتبييض السجون والمعتقلات الاسرائيلية من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. مشيرا الى اهمية مثل هذه الصفقات التي تساهم الى حد ما باطلاق سراح اسرى فلسطينيين.

كما وطالب ابو دياك كلا من حزب الله وحركة حماس العمل على اطلاق سراح ذوي الاحكام العالية والاسيرات والاطفال والشيوخ، وضرورة انتزاع الحق الوطني والذي يقضي باطلاق سراح الاسرى كحق مشروع ومقدس للشعب الفلسطيني، وسحب الحجج والبراهين من اليد الاسرائيلية التي تدعي بانها تطلق سراح الاسرى كهبة ومنُة منها وبادرة حسن نوايا لتظهر نفسها امام العالم بانها تراعي حقوق الشعب الفلسطيني ولا سيما المعتقلين منهم. معربا عن امله ان يتم اطلاق سراح اعدادا كبيرة خلال صفقة التبادل بين حزب الله واسرائيل.

كما وناشد ابو دياك، الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بضرورة اطلاق قدماء الحركة الاسيرة الذين اعقلوا قبل العام 1993 بالاضافة الى كبار السن والمرضى والاسيرات.

وطالب ابو دياك بضرورة الوقوف والتشبث بالمواقف الوطنية الفلسطينية خلال أي عملية تبادل للأسرى لما لذلك من فوائد كبيرة ستعود على الشعب الفلسطيني بشكل عام، والابتعاد عن المحاصصة والمحازبة والتجاذبات السياسية لتدعيم الموقف الوطني الموحد خلال عمليات التبادل.

زيادة ضئيلة في أعداد المعتقلين
واشار ابو دياك الى ان قوات الاحتلال اعتقلت ما مجموعه 277 اسيرا في محافظة جنين خلال النصف الاول من العام الجاري، ومن بينهم 22 طفلا و 3 اسيرات، بينما كان العدد في النصف الاول من العام الماضي "2007" 262 اسيرا ومن ضمنهم 21 طفلا، و 3 اسيرات.

وتظهر الارقام زيادة ضئيلة في اعداد الاسرى خلال العام الجاري عما كان عليه العدد في العام الماضي، وهو بالتناقض مع ما نصت عليه اتفاقيات انابوليس التي تقتضي بضرورة تخفيف القيود على تنقلات الفلسطينيين والحد من بناء المستوطنات وتوسيعها وتجريف الاراضي الفلسطينية.