الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صفقة الاسرى أم صفعة الاسرى ؟

نشر بتاريخ: 16/07/2008 ( آخر تحديث: 16/07/2008 الساعة: 11:19 )
بيت لحم - تقرير معا - يبدو ان صفقة التبادل بين حزب الله واسرائيل تحوّلت الى "صفعة" الاسرى ، فقد خرج التلفزيون الاسرائيلي على مختلف قنواته ببث مباشر من منطقة رأس الناقورة ونقل لمشاهديه على الهواء صور نقل رفاتي الجنديين جولفايزار وريجيف فيما سارعت قناة المنار التابعة لحزب الله ومثلها جميع وسائل الاعلام العربية ببث مباشر لنقل صور اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين وعلى رأسهم سمير القنطار الى موطنهم .

لبنان البلد الصغير الذي لا يكاد يظهر على الخارطة الجغرافية، وحزب الله كمنظمة صغيرة تتألف من عدة الاف من المقاتلين تمكنت من تمريغ انف اسرائيل واجبارها على دفع ثمن " حماقة اجهزتها الامنية . كما يقول بعض المثقفين الاسرائيليين .

ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه ، تارة ملهاة وتارة مأساة ، وحين انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان عام الفين ابقت على الاسرى اللبنانيين في سجونها ما حدا بحزب الله لتنفيذ عملية اسر للعقيد الحنان تتنباوم واجبار اسرائيل على تنفيذ عملية تبادل اسرى عام 2003 ، ولكن اسرائيل مرة اخرى رفضت الافراج عن سمير قنطار ورفاقه في هذه الصفقة ما حدا بحزب الله لتنفيذ عملية اسر لجنديين عام 2006 واندلاع حرب تموز .

وحين انسحبت اسرائيل من قطاع غزة في شهر اوغسطس 2005 رفضت الافراج عن 750 اسيرا من قطاع غزة ما حدا بثلاث منظمات فلسطينية لتنفيذ عملية قرب رفح واسر الجندي جلعاد شليط .

وحين وحين انسحبت اسرائيل من غور الاردن ووقعت اتفاقية سلام مع الملك حسين لم تفرج عن الاسرى الاردنيين فقام جندي اردني من عائلة مقادسة باطلاق النار على حافلة سياح اسرائيليين على الجسر، وحين فاز ابو مازن برئاسة السلطة لم تفرج اسرائيل عن الاسرى الفلسطينيين بل زادت من اعتقال الاف من ضباط وجنود الاجهزة الامنية في السلطة وزجهم في الزنازين ما يحذو بعناصر التنظيمات الفلسطينية للتفكير ليل نهار بتنفيذ عمليات خطف لجنود ومستوطنين اسرائيليين .

ووسط الفلسطينيين الذين ينتظرون صفقة جلعاد شليط بفارغ الصبر، تنتشر مشاعر " القهر " والانتظار لمعرفة اذا كانت اسرائيل ستفرج عن اسراهم لا سيما المؤبدات والذين امضوا عشرات السنين في سجون الاحتلال ام لا ؟ لاستشراف استراتيجية المستقبل .

الصحف العبرية خرجت اليوم بعناوين باللون الاسود في اشارة لمقتل الجنديين الاسيرين, وعادت الى قول اولمرت انها ستكون لحظات مهانة لاسرائيل التي تدفن جنودها فيما يحتفل اللبنانيون بالانتصار مرة اخرى .

ملف الاسرى، ملف سهل ولكن اسرائيل تسعى لتعقيده في وجه القيادة الفلسطينية، هكذا يقول الفلسطينيون. ونقلا عن صحيفة معاريف العبرية فان مسؤولين في السلطة الفلسطينية قالوا في صفقة حزب الله "لقد جعلكم حسن نصرالله تجثون على ركبكم وانتم ماذا تردون على ذلك انكم تركعون ابو مازن على ركبتيه".

وأضافت "لقد اثبتم من خلال هذه التجربة بانكم لا تفهمون غير لغة القوة، من يتفاوضون معكم وينبذون لغة العنف عليهم ان يستجدوكم لاطلاق سراح اسرى بعد فترة لن تجدوا من تتحدثون اليه"حسبما نشرت معاريف .