المطران عطاالله : المسيحيون الفلسطينيون ليسوا أقل وطنية وأنتماء الى الأمة العربية من أخوانهم المسلمين
نشر بتاريخ: 18/07/2008 ( آخر تحديث: 18/07/2008 الساعة: 20:21 )
القدس -معا- أستقبل سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قبل ظهر اليوم الجمعة وفدا من تجمع الطلاب الفلسطينيين المسيحيين الذين يدرسون في الجامعات الفلسطينية ، وتحديدا من جامعات بيرزيت وبيت لحم والقدس. حيث كانت هنالك جولة لسيادته مع الطلاب داخل كنيسة القيامة أبتدأت بصلاة خاصة وبعدها جلس الطلاب مع سيادة المطران وأستمعوا لمحاضرته التوجيهية.
وقد قال سيادته في كلمته بأن المسيحية في هذا المشرق العربي وخاصة في فلسطين هي أصيلة ترتبط بتاريخ الأرض وهويتها وتراثها. فهنا ولد المسيح وعاش وقدم ما قدمه للأنسانية ولا يوجد في العالم المسيحي ما هو أقدس وأهم من القدس وفلسطين .
واضاف" نحن أذ نقدر ونحترم المراكز الروحية في العالم شرقا وغربا إلا أننا نعتبر القدس أهم مركز مسيحي على الأطلاق. فهنا أسس المسيح كنيسته الأولى وهنا كانت النواة المسيحية الأولى ومن هنا أنطلقت التعاليم المسيحية ، فالمسيحية هي عنصر أساسي من مكونات هذا البلد. والمسيحيون في هذه الديار ليسوا دخلاء بل أصلاء. أذ شارك المسيحيون العرب في صنع تاريخ الأمة وساهموا في بناء حضارتها وهم ليسوا هامشيين ولن يكونوا هامشيين. "
وأضاف" أننا أصيلون بقدر أنتمائنا وتمسكنا بأيماننا وأرتباطنا بأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني. ونحن لسنا أقل أنتمائا ووطنية من أخواننا المسلمين الذين وأياهم نشكل الأسرة الوطنية الواحدة".
وتابع" أن أرضنا هي أرض التجسد وهي أرض مقدسة مباركة وعليكم أن لا تجهلوا تاريخكم وهويتكم وأصالتكم الروحية والقومية فالمسيحيون في هذه البلاد وأن كانوا قلة في عددهم إلا أنهم مدعون الى أن يكونوا ملح الأرض وأن يكونوا من الساعين لصون الكرامة الأنسانية والدفاع عن حقوق الأنسان".
وزاد "نحن مسيحيون 100% وعرب فلسطينيون 100% ولا توجد عندنا أزمة هوية على الأطلاق. فالكنيسة مدعوة الى المحافظة على وجودها وعلى أبنائها بدون أنعزالية أو طائفية أو تقوقع. فنحن نرفض أي مواقف تغذي الطائفية والأنعزالية فالمسيحيون في بلادنا ليسوا طائفة منعزلة متقوقعة بل هم جزأ أصيل من مكونات هذه الامة ومن نسيج هذا الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريتة وكرامته وأستقلاله. وأضاف أن كنيسة الأرض المقدسة أذ تحمل رسالة المسيح هي مدعوة لمقاومة الشر والخطيئة والظلم والعنصرية . فالأيمان لا يُعبر عنه بشعائر وطقوس دينية فحسب وأنما يجب أن تكون له صلة في الحياة الحاضرة. فالكنيسة يجب أن تشارك الناس في الامها وأمالها. ونحن نكون صادقين في أيماننا وصلواتنا أذ ما كنا الى جانب المظلومين والمضطهدين في هذا العالم لا سيما شعبنا الفلسطيني المظلوم".
ودعا سيادته القيادات الدينية المسيحية أن تؤدي دورها الأنساني والروحي والحضاري والوطني بأمانة وأن تعمل على توعية الناس وترسيخ ثقافة الأنتماء للأيمان والوطن والهوية. وأن أكثر ما يقلقني وما يزعجزني هو أن أسمع رجل دين يتحدث بلغة طائفية أبعد ما تكون عن الأصالة والأيمان والتراث المسيحي المشرقي. وأن ظاهرة االتشكيك في الهوية والأنتماء هي ظاهرة غير صحية يجب التعاطي معها بحكمة ومسؤولية ووعي وعليكم أن تدركوا أن التاريخ العربي ساهم فيه المسيحيون والمسلمون معا. ولذلك نحن نشكركم على هذه الزيارة ونثمن موافقكم ورغبتكم في تأكيد أن المسيحيين في هذه البلاد ينتمون بكل جوارحهم الى أمتهم وشعبهم وقضيته العادلة. فبوركت هذه الجهود ونحن بدورنا نحثكم على أن تكونوا طلابا ملتزمين بقوانين جامعاتكم وأنظمتها وأعملوا مع زملائكم الطلاب الأخرين المسلمين بكل تفاهم وتعاون لاننا في النهاية كلنا شعب واحدة وقضية واحدة. ونحن منحازون أطلاقا الى شعبنا الفلسطيني الذي يحق له أن يعيش بحرية كباقي شعوب العالم. ونعتبر عودة المهجرين واللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم مطلبا عادلا يجب أن يتحقق. فالعدالة تقتضي بأن يعود كل فلسطيني الى بلده. فحق العودة هو حق نتبناه وندافع عنه كما ندافع عن القدس والمقدسات وكما ندافع عن عدالة القضية الفلسطينية. كونوا وطنيين مخلصين الى أيمانكم ووطنكم.