نائب الأمين العام لحزب الله: ملتزمون بالثأر لعماد مغنية وصفقتنا فتحت الطريق لثمن باهظ مقابل شاليط
نشر بتاريخ: 19/07/2008 ( آخر تحديث: 19/07/2008 الساعة: 14:19 )
بيت لحم- معا- قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن الثمن الذي حصلت عليه المقاومة من خلال عملية تبادل الأسرى التي تمّت مع إسرائيل كان أفضل ما يمكن الحصول عليه.
وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة "العرب" القطرية "لقد كانت عملية التفاوض غير المباشر مع الإسرائيليين من أجل إطلاق سراح الأسرى معقدة وطويلة، وقد استمرت منذ عدوان يوليو إلى الآن، أي أنه مرت سنتان قبل الوصول إلى هذه النتيجة، وما أدى لهذا التأخير في إنجاز الصفقة هو حرص المقاومة على أخذ الثمن الأعلى والأفضل، ولو كان الثمن الذي نطالب به قليلاً لكان هناك إمكانية أن تُنجز الصفقة في فترة سابقة، لكن من يدرك أن الجنديين لدينا كانا جثتين وليسا على قيد الحياة يدرك أن الثمن الذي حصلنا عليه كان كبيراً جداً، وبالتالي فنحن نعتبر أن ما حصلنا عليه هو الأفضل، وبذلك نكون فتحنا طريقاً أمام الفلسطينيين ليأخذوا ثمناً باهظاً أيضاً مع الأسير الموجود مع حركة حماس".
ورداً على سؤال هل سنشهد إنجازات في الأيام القادمة تكون استكمالاً لصفقة التبادل، أم أن ما حصل قبل يومين كان كل شيء؟
أجاب قاسم, "ذكر سماحة الأمين العام أن الأمين العام للأمم المتحدة سيطالب الإسرائيليين بالإفراج عن عدد من الفلسطينيين بعد حوالي عشرين يوماً، دون تحديد العدد، مع الأخذ بعين الاعتبار النساء والجرحى والأطفال والأمور الخاصة بالوضع الفلسطيني، هذا جزء من الاتفاق لكنه غير محدّد المعالم، لذلك فنحن نعتبر أن الصفقة كما حصلت كانت إنجازاً كبيراً، فيكفي أن يأتي حوالى 199 شهيدا من مختلف البلدان العربية وعلى رأسهم الفلسطينيون ليتبين سعة وشمولية ومعنى ودلالة هذه الصفقة".
ورداً على سؤال فيما اذا كان حزب الله سيتوقف عن خطف الجنود الاسرائيليين بعد اغلاق ملف الاسرى اللبنانيين أجاب "نحن في حالة حرب مع إسرائيل، وإسرائيل هي التي تعتدي وتحتل الأرض، وما زالت مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والغجر معها، ومازالت تخترق الأجواء اللبنانية وتشكل تهديداً حقيقياً، وبالتالي فلا معنى لأن نعطي أية إشارة طمأنة لإسرائيل. نعم أستطيع أن أقول إن ملف الأسرى اللبنانيين أغلق، لكن كيف يتصرف حزب الله في الدفاع عن الأرض وفي مواجهة التهديدات، هذه تفاصيل تبقى متروكة للزمن وللقرار السياسي وللظروف التي نستفيد منها لمصلحة المزيد من المكتسبات وإعادة الأرض وإضعاف التهديد الإسرائيلي باتجاه لبنان".
ورفض قاسم تأكيد ما اذا كان خيار خطف الجنود وارداً عند حزب الله قائلا: "لن أتحدث عن هذا الموضوع لأن المسألة مرتبطة بالعمل العسكري في عملية المواجهة مع إسرائيل، وما إذا عملية المواجهة تتطلب هذا النوع من العمل أم لا، هذه تفاصيل متروكة للزمن. لكن لم يعد لدينا ملف اسمه ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، لكننا لانعلم كيف تكون التطورات وما الذي سيكون في المستقبل".
وأكد قاسم أن "عملية الثأر" للشهيد عماد مغنية ليست مرتبطة بعملية تبادل الأسرى، "بل هي مسألة قائمة بذاتها، وما تمّ الوعد نحن ملتزمون به إن شاء الله، لكن الأمور مرتبطة بالظروف الموضوعية التي نراها مناسبة، وهذا أمر لانفصح عنه عادة ولاندخل في تفاصيله".
وأضاف أن صفقة التبادل أظهرت وحدة جميع اللبنانيين والتفافهم رسمياً وشعبياً حول عملية التحرير، وأن ذلك سينعكس في الداخل اللبناني في شكل مناخات إيجابية، وأشار قاسم إلى أن وقوفه إلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة في استقبال الأسرى المحررين في مطار بيروت مؤشر كاف للدلالة على رغبة حزب الله بفتح صفحة جديدة مع كل الأطراف، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التفاهم الشعبي على مستوى كل الأطراف، خاصة أن الأطراف الأخرى غيّرت مواقفها إيجاباً.
وأبدى استعداد حزب الله للنقاش حول الاستراتيجية الدفاعية للبنان "بعقل منفتح لنقنعهم ويقنعونا"، فإذا تبين من خلال الحوار أن بإمكاننا الالتقاء في منتصف الطريق وهذا يرضي مواقفهم ويرضي مواقفنا، فسنكون وصلنا إلى نقطة إيجابية.
وحول أحداث السابع من مايو الماضي، قال قاسم إن البعض حاول تحويل بيروت إلى محاور تماس، وإيجاد مشكلة قد تؤدي إلى خلاف وتقاتل بين المقاومة وبين الجيش، مما دفع حزب الله للتصرف بحكمة بالغة وجعل الأحداث تقف عند حدّ يحول دون الانتقال لخطوط تماس جديدة، مؤكداً أن ليس لدى الحزب تحفّظات على التقارب مع تيار المستقبل، مشيراً إلى عدم وجود موانع من حصول لقاءات قد تساعد على حصول المزيد من الخطوات الإيجابية في العلاقة بين الطرفين.