الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى انطلاق جبهة النضال الـ 41- عبد الرحمن: يد الرئيس ممدودة للحوار الوطني- غوشة يدعو لانهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 19/07/2008 ( آخر تحديث: 19/07/2008 الساعة: 17:43 )
رام الله- معا- احتفلت جبهة النضال الشعبي اليوم بمناسبة الذكرى الــ 41 لانطلاقتها، بحضور مستشار الرئيس احمد عبد الرحمن، والامين العام للجبهة سمير غوشة، واعضاء من السلك الدوبلوماسي، ووزراء من الحكومة، وبمشاركة القوى الوطنية والاسلامية، وجمهور حاشد من الاطفال والنساء والرجال.

وقال احمد عبد الرحمن، مستشار الرئيس لشؤون منظمة التحرير الفلسطينية والناطق الرسمي لحركة فتح، أن جبهة النضال الشعبي تجسد رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال والاستيطان، وإصراره على مواصلة نضاله وكفاحه الوطني، لتحرير الوطن وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس في المهرجان الوطني بمناسبة الذكرى (41) لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني.

وأضاف قائلا: "لا بد أن نسجل لجبهة النضال الشعبي رؤيتها الوطنية السديدة، والتي ظلت على الدوام تشق الطريق الصعب، وهو طريق القرار الوطني المستقل وطريق الصمود والمقاومة بعيدا عن الإلحاق والوصاية وبعيدا كذلك عن التهافت وراء أوهام الحلول السهلة التي لن توصل شعبنا إلى الحرية والاستقلال الوطني الناجز".

وتوجه عبد الرحمن بالتحية إلى الاسير المحرر سمير القنطار ورفاقه، وإلى روح الشهيدة دلال المغربي والى رفاقها والى أرواح مائتي شهيد فلسطيني ولبناني وعربي ضحوا بأرواحهم في سبيل فلسطين.

وشدد عبد الرحمن على أن تحدي الاحتلال الصارخ للشرعية الدولية من خلال بناء المستوطنات وجدار الفصل، وتهويد القدس لن يؤد إلى السلام العادل الذي يجلب الأمن لإسرائيل، مؤكدا "أن استعدادنا القوي من اجل السلام العادل لن يكون على حساب حقوقنا الوطنية، ولن يكون على حساب القدس الشريف، أو على حساب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم وديارهم".

وأكد على بذل أقصى الجهود لإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وأن حريتهم هي من حرية الوطن واستقلاله، مشيرا الى أنه لن يكون هناك سلام حقيقي إلا بإطلاق أكثر من عشرة آلاف أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وان هذه القضية هي مركز الاهتمام الأول في جميع اللقاءات التي تعقد مع الجانب الإسرائيلي، وكذلك على المستوى الدولي.

ولفت عبد الرحمن الى أن التهرب الإسرائيلي من قرارات الشرعية ومن تفاهمات انابوليس ومن تنفيذ خطة خارطة الطريق، وحتى من المبادرة العربية للسلام، لن يحقق الأمن للإسرائيليين، مشيرا الى "أن إسرائيل لن تفوز بالأمن والسلام والمستوطنات على حساب شعبنا وامتنا العربية".

وأشار عبد الرحمن الى أن إسرائيل ماضية في بناء المزيد من المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا تتوقف عن بناء جدار الفصل، في الوقت الذي تقوم به بتهويد القدس الشريف، وترحيل سكانها وتحيطها بالمستوطنات والجدار.

وأكد أن على إسرائيل الانسحاب من جميع الارض الفلسطينية المحتلة في عام 67، وفي المقدمة القدس الشريف، إن أرادت فعلا العيش بأمن وسلام واستقرار في الشرق الأوسط، موضحا أن الشعب الفلسطيني لن يتخل عن أي حق من حقوقه الوطنية، وهذا الاستيطان يجب أن يقتلع وهذا الجدار يجب أن يزول، ولا مكان للمستوطنين والمستوطنات في أرضنا الفلسطينية وفي القدس الشريف.

ووجه عبد الرحمن دعوة إلى "إنهاء الانقسام بين جناحي الوطن، فإسرائيل تتلاعب بمصيرنا الوطني تحت ذريعة هذا الانقسام، وهي التي ترفض السلام وترفض الاعتراف بحقوقنا الوطنية، وبحقنا في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وأوضح: إن إسرائيل تتخذ من حالة الانقسام الراهنة ذريعة لتعطيل المشروع الوطني في الاستقلال والدولة، ولهذا يجب أن نرتفع جميعا فوق الحسابات والمصالح الصغيرة، فمصلحة الوطن والمستقبل هي الأهم، وهي التي تخلص شعبنا في قطاع غزة والضفة والقدس من وحش الحصار وسرطان الاستيطان".

وأكد عبد الرحمن "وقوفنا الكامل إلى جانب أهلنا الصامدين في قطاع غزة، وهم يواجهون الحصار, الذين يتعرضون للعقوبات الجماعية من إسرائيل، حيث تحول قطاع غزة إلى معسكر اعتقال جماعي والى منطقة منكوبة".

وعن كلمة جبهة النضال الشعبي، أشار "سمير غوشة" أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، إلى أنه في 15 تموز عام 67 انطلقت جبهة النضال من مدينة القدس المحتلة كرد على احتلال الضفة الغربية، وأقاموا عناصرها نصب الشهداء في المدينة، وانطلقت الجبهة لتمارس دورها في المقاومة مع باقي الفصائل.

وأضاف سمير غوشة "أن المرحلة الراهنة تتفاقم فيها المخاطر الخارجية والتهديدات، وإسرائيل تواصل عدوانها وتتهرب من القرارات الدولية والشرعية"، مشيرا إلى أن حالة الانقسام التي يمر بها الوطن أضرت كثيرا بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.

وقال "استطاعت الفصائل أن تطور المنظمة والتي واصلت مسيرتها إلى أن تمكنت من خلال إنجازاتها من إقامة أول سلطة وطنية فلسطينية على أرض فلسطين كمرحلة أولى على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

وبين غوشة أن شعبنا قدم الآلاف الشهداء والأسرى في المسيرة التي انطلقت بكل زخم لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وأن شعبنا المعطاء وإرادة التحدي لديه كانت الحافز، وظهرت راية فلسطين تخفق عاليًا، وانطلقت فصائل الثورة الفلسطينية مقدمة قوافل الشهداء والجرحى والأسرى

ولفت إلى عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل والتي أفرج من خلالها عن عميد الأسرى اللبنانيين والعرب سمير القنطار وأربعة من رفاقه، والإفراج عن جثامين العديد من الشهداء، مبينا أن من بين رفات الشهداء عدد من شهداء جبهة النضال الشعبي الفلسطيني.

وعن كلمة القوى الوطنية والإسلامية، قال "د.واصل أبو يوسف" نحيي اليوم ذكرى عزيزة علينا جميعا بمناسبة حلول الذكرى الحادية والأربعين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تنظيما رياديا لعب دورا أساسيا منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ودورا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني".

واضاف :"تتزامن هذه الذكرى في هذا العام وشعب فلسطين يعيش العرس الفلسطيني مترافقا الإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة منذ سنوات طويلة في المقابر دلاله على العنصرية وجرائم الاحتلال التي تمعن في محاولة كسر إرادة شعبنا وثنيه عن الاستمرار في مقاومته".

واكد "واصل"إن موضوع الأسرى لا بد إن يبقى في سلم جدول الأعمال الفلسطيني من اجل إطلاق سراحهم جميعا دون قيد او شرط أو تمييز، كذلك يحتاج الأسرى إلى متابعة الإفراج عن جثامين شهداء المقاومة كافة وإغلاق هذا الملف يتطلب نقله إلى المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية.

وعن كلمة القدس، قال عبد القادر الحسيني:" إن المعنى الحقيقي للنضال الشعبي الذي تحتف الجبهة هذه الأيام بمرور 41 عاما على حمل رايته وخوضه في مواجهة الاحتلال، وهو نضال نحن اليوم بأمس الحاجة الى ممارسته في فلسطين بشكل عام، وفي القدس على وجه خصوصي، حيث يتشرس الاحتلال في توسعه الاستيطاني وسياسة هدم المنازل وإغلاق المؤسسات، وهي إجراءات اعتاد عليها الفلسطيني فبات يواجهها بسلبية وصمت في ظل غياب أفق سياسي دولي باعث على الأمل وفي جو أنهكه فيه الخصام الداخلي وأحبط عزيمته.

وأضاف إن إن دعوة القدس لكم هذا العام، هي دعوة استنهاض الهم والعزائم واستعادة المبادرة بجراءة وشجاعة لتحقيق الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.