الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اذا كان الصراع لعبة كرة قدم- فان سلام فياض لا يزال يلعب حارسا للمرمى

نشر بتاريخ: 20/07/2008 ( آخر تحديث: 20/07/2008 الساعة: 15:57 )
رام الله- حصريا معا - ربما هي صدفة وربما هي الصورة التشبيهية التي كنا نبحث عنها ، ولكن وبمجرد انتهاء اللقاء التلفزيوني مع رئيس الوزراء د.سلام فياض دخل الى المكتب رئيس اتحاد كرة القدم جبريل الرجوب ليتباحث معه في نشاطات الاتحاد .

وهكذا كان الانتقال سريعا ومباغتاً، الانتقال من الحديث عن السياسة والاستيطان والاقتتال والانقسام الى الحديث عن كرة القدم وهمومها.

وفي لقاء متلفز ضمن برنامج الاسئلة الصعبة الذي تعده وتنتجه شبكة "معا" قال د.سلام فياض ( ان اسرائيل تتعامل مع اراضي الضفة الغربية باعتبارها ارض مشاع استيطانيا وامنيا تستوطن فيها اين تشاء وتجتاحها متى تشاء ).

وقد سأل رئيس تحرير وكالة معا ناصر اللحام الدكتور سلام فياض: لماذا لا يزال يتمسك بفكرة اقامة دولة فلسطينية غربي النهر طالما ان اسرائيل تجهض كل ما يفعله وتجتاح نابلس وباقي المدن ؟

وهنا قال فياض : ربما ان اسرائيل تخطط وتحاول ان تنفذ لكنها ليست المقرر الوحيد في اللعبة ، هي مجرد لاعب وهي لا تقرر لوحدها ومهمة حكومتي هي تعزيز صمود الناس وتثبيتهم في ارضهم امام الاستيطان والجدار ومنع الهجرة وزيادة حوافز البقاء على هذه الارض وان فكرة اقامة دولة فلسطينية فكرة رائجة ومقبولة من جانب معظم دول العالم ومحافل السياسة والدبلوماسية وبالتالي لا يجب التخلي عنها لمجرد ان اسرائيل لا تريدها.

وحول الجدار والمفاوضات قال فياض ان الجدار شكل من اشكال الاستيطان وان اسرائيل تستغل الخلاف والانقسام الفلسطيني في الاسراع بتنفيذ مخططاتها الاستيطانية.

وامام كل هذه الاجتياحات والاعتداءات الاسرائيلية والاتهامات من الخصوم السياسيين قال فياض ( لدينا وضوح رؤية وهذا ما يجعلنا قادرين على مواصلة مهامنا كحكومة فنحن نريد استعادة وحدة الارض والشعب وتعزيز الصمود والابتعاد عن الشعارات الفارغة والجوفاء التي لا تسهم سوى في زيادة عذاب الناس وشقاء المواطن ومنح الاحتلال فرصة للتنكيل بنا واحباط مشروعنا الوطني).

ورغم كل ما يحدث على الارض الا ان فياض لا يزال يؤمن بحراسة مرمى الحكومة ويطلب سلطة قوية ومؤسسات فاعلة ومجتمع مدني.

وعما تقوله الفصائل الاخرى فيعتبر فياض ان الشعب وحده يمكن ان يقرر مصيره وليس لحزب او جماعة ان تفرض رأيها عليه وليس بالشعارات الكبيرة او الشعارات الفارغة ، فالشعب وحده يمتلك ورقة انهاء الصراع.

امنيا يعتبر د.سلام فياض ما حدث في غزة صيف 2007 هو الاسوأ على الشعب الفلسطيني منذ حرب 1967 ودعا الجميع للتوقف عن النظر الى الخلف لا نهذا سيمنع الوحدة وعودة الحوار وان لا ننظر الى الخلف الا قليلا من اجل استخلاص العبر .
وفي تفاصيل الية تنفيذ دعوة الحوار التي قدمها الرئيس لحماس قال فياض انه يقترح الخطوات التالية :

اولا : التوافق على حكومة توافق تدير البلاد والعباد .
ثانيا : تفويض الحكومة التوافقية على الاعداد للانتخابات القادمة .
ثالثا : رعاية عربية للحوار وتواجد عربي امني في قطاع غزة لاعادة بناء الاجهزة الامنية وفتح المعابر لفترة انتقالية .
واخيرا وفي المجال الاقتصادي دعا فياض الى بناء سوق حرة في الاراضي الفلسطينية .

وهنا اعربت وكالة معا عن دهشتها من هذا الطرح وقال رئيس التحرير يسأل الدكتور فياض : كيف تدعو لبناء سوق حرة على ارض ليست حرة ؟ وهل يمكن سوق حرة على ارض محتلة ؟
وهنا ظل فياض يؤكد على ان مقياس نجاح السوق هو توفير فرص العمل وان القطاع العام لا يستطيع تولي هذه المهمة لان قدراته محدودة فيما القطاع الخاص وحده يستطيع ان يفعل ذلك سواء محليا او دوليا .

وبمحصلة اللقاء الذي سيبث قريبا على شاشات معا وعلى شاشة التلفزيون الفلسطيني ظلّ الدكتور سلام فياض يدافع عن مرى الحكومة - وربما عن مرمى المرحلة - ويطالب ان لا ننجرّ الى الفخ الاسرائيلي بالعودة الى انتشار فوضى السلاح لا نهذا سيهدم المجتمع وان نتمسك بحضاريتنا وبناء مجتمعنا بشكل اداري واقتصادي سليم لا ن هذا وحده ما سيعزز صمود الناس ويفشل مشروع الاستيطان .

ولربما يعرف فياض ان ( الاخرين ) يفضلون لعب دور الهجوم ضده وضد حكومته لكنه لم يكل ولم يمل بعد من الدفاع عن مرماه .

وفي مخيلتنا يظل السؤال : ماذا لو وصلت حماس وفتح الى مرحلة لا بد فيها من ركلات الترجيح ؟ وهل سيتمكن حينها فياض من المحافظة على طهارة شباك الحكومة ؟ لا سيما وان العديد من النجوم الذين لم يأخذوا فرصتهم في حكومته ينتظرون بفارغ الصبر تلك اللحظة.