الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حديث الدوري ** طريقة " مسافر" ..!! بقلم : ناصر العباسي

نشر بتاريخ: 20/07/2008 ( آخر تحديث: 20/07/2008 الساعة: 18:41 )
بيت لحم - معا - لعل أبرز ما يمكن رصده خلال الفترة القصيرة السابقة لولاية إتحاد الكرة الجديد والذي أمضى سبعون يوما منذ انتخابه , هو القدرة على التحكم بالأمور حتى هذه اللحظة رغم أن البعض يرى أن البدايات قد شهدت بطء في العمل إلى حد ما , ورغم أنني أشرت في مناسبة سابقة أن الحكم على الاتحاد ما زال مبكرا ويجب أن يعطى الفرصة الكافية قبل توجيه النقد له بالإيجاب أو السلب , فان ما دفعني للكتابة هو تفاعل الشارع الرياضي في هذه الأيام وخاصة من عشاق الساحرة المستديرة والذين بدأو يتحسسون عمل الإتحاد الجديد خاصة بعد قراراته الأخيرة والتي تم تطبيق بعضا منها على أرض الواقع وأصبحت من شأنها أن تحظى بعودة الثقة للمتابعين والمراقبين في الساحة الرياضية الفلسطينية .

إن الإعلان السابق عن إقامة ورشات العمل الرياضية وتنفيذها فيما بعد من قبل الاتحاد في الفارعة وجامعة القدس حتما فإنه أمر يصب في مصلحة كرتنا المحلية , وإن تجميع المنتخب الوطني في المحافظات الجنوبية والشمالية في فترة قصيرة خاصة بعد خروج لاعبي المحافظات الجنوبية من "سجن غزة" وبالوقت الذي حدد سابقا ثم الرحيل إلى الأردن الشقيق لإقامة معسكر تدريبي استعداد لبطولة غرب آسيا يعتبر تحدٍ جديد قام بتنفيذه الاتحاد على أكمل وجه , واستكملت القرارات بتعيين الكابتن عزت حمزة مديرا فنيا للمنتخب بعد جهود رئيس الاتحاد وعلاقاته المميزة واعتبر ذلك إضافة أخرى تبعه بقرار آخر وهو تشكيل لجان تنسيق حسب التقسيم الجغرافي وهو أمر هام من شأنه أن يحدد العلاقة ما بين الأندية المحلية واتحاد الكرة إضافة إلى تعيين أمين عام على درجة كبيرة من الكفاءة , وقرارات أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها .

لكن يظل الأمر الهام من وجهة نظري هو بطولاتنا الرسمية وخاصة بطولة الدوري لمختلف الدرجات , وهذا الأمر يعتبر المحك الحقيقي لعمل الإتحاد في الفترة القادمة بعد أن عجزت مجالس الاتحادات السابقة على تنفيذه لأسباب متعددة , وأدى ذلك إلى ترهل الحال الرياضي لدرجة لا نحسد عليها خاصة بعد غياب وتوقف بطولة الدوري في مناسبات عديدة , وتسبب إلى تذبذب مستوى الفرق المحلية , وعزوف اللاعبين عن أنديتهم , وغياب الجماهير عن المدرجات , وتسريح منتخباتنا الوطنية , وانخفاض الدافعية والروح المعنوية عند جميع الرياضيين لغياب أهم البطولات وهي بطولة الدوري العام .

لكن يبدو أن الإتحاد ينشغل في هذه الأيام في إطلاق بطولة الدوري وتجسد ذلك في ورشة العمل التي دعا إليها نهاية الأسبوع الماضي في بلدية البيرة بحضور بعض المتخصصين والأكاديميين والرياضيين للتباحث عن أفضل الآليات والسبل التي يمكن أن ينطلق بها الدوري بحلته الجديدة , والملفت للنظر أن رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب كان على رأس الحضور قبل أن يغادر بعد افتتاح الجلسة بقليل , مؤكدا على أهمية النشاطات الرياضية وبعد مد وجزر بين المجتمعين عاد الرجوب إلى قاعة المناقشات وبمداخلة فكاهية فض النزاع بين المجتمعين , وتحدث عن قصة أحد الأشخاص العسكريين الذي كان يعرفه ويدعى "مسافر" وعندما سأل عنه وجده يكمل تحصيله العلمي خارج الوطن لنيل درجة الدكتوراه , فاستغرب وقال كيف يحضر لدرجة الدكتوراه وليس معه شهادة التوجيهي !! , فأجاب أحد الأشخاص أن صديقنا "مسافر" أراد الدراسة من أعلى إلى أسفل !!! وليس العكس تماما , ضاربا بعرض الحائط التقليد المتبع أكاديميا , لكن في المجال الرياضي فان الوضع مختلفا تماما وهذا ما كان يهدف إليه رئيس الاتحاد بانطلاق الدوري الممتاز في البداية والتركيز عليه , وبعده تنطلق البطولات لمختلف الدرجات وأظن ذلك الصواب بعينه لأن الدول المتقدمة رياضيا تعتمد في تطوير مستوياتها ومنتخباتها على فرق الصفوة من الدرجات العليا وصولا إلى الدرجات الدنيا .

إن اتحاد الكرة مطالب بأن يحسم مصير الدوري وبالآلية التي ستنفذ فيها كونه سيجتمع اليوم الاحد مع ممثلي الأندية من الدرجة الممتازة , شريطة أن تكون عادلة ومناسبة للجميع , كون الدوري الحل الوحيد لعودة الكرة إلى مسارها الصحيح , ونتمنى أن يواصل جهوده في حل مشكلة تشكيل الاتحاد في محافظاتنا الجنوبية وسرعة إعادة صقل وتأهيل قضاة الملاعب .

"والله الموفق" [email protected]