الجبهة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد موجة الاستيلاء على العقارات العربية في القدس
نشر بتاريخ: 23/07/2008 ( آخر تحديث: 23/07/2008 الساعة: 12:49 )
رام الله - معا - حذرت الجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات من الهجمة التي اطلقتها الجمعيات الاستيطانية بهدف الاستيلاء على اكبر قدر من البيوت والعقارات العربية في مدينة القدس وضواحيها .
وقال الدكتور حسن خاطر الأمين العام للجبهة :" ان هذا النوع من الاستيطان يعد من الانواع الخطيرة التي تسعى الى اختراق وحدة الاحياء العربية بعد حصارها وعزلها بهدف تفتيت هذه الوحدة ونشر سرطان الاستيطان في اوساطها".
واكد الدكتور خاطر على عدم جواز الاستهانة بهذا الشكل الخطير من اشكال الاستيطان، لأنه يؤدي في النهاية الى استهداف الانسان والارض معا، وهو ما يعكس الهدف الكبير للاحتلال.
وقال :" ان الاستيلاء على العقارات العربية في القدس ليس جديدا ، وانما بدأ منذ أن
وطئت اقدام المحتلين أرض القدس والمقدسات ، وقد كانت الحصيلة ثقيلة على المدينة وأهلها منذ البداية وتمكن المحتلون من وضع يدهم على أحياء وبلدات باكملها ، الا ان هذه السياسة بدأت تنشط في المرحلة الأخيرة ،واخذت تتحول الى مخططات ورؤى خطيرة تهدف الى زعزعة بنية الاحياء العربية وتماسكها من جهة واشغال الفلسطينيين بالدفاع عن بيوتهم وعقاراتهم الموجودة بدلا من الاستمرار في التوسع العمراني لتلبية احتياجاتهم الطبيعية من جهة أخرى ".
واضاف الأمين العام للجبهة الاسلامية المسيحية ان هذه الموجة الجديدة من الاستيلاء على العقارات لم تبدأ ببنايات برج اللقلق ولا بمحاولة استيلاء منظمة "يشيفاه حاييم هعولام" على المنزلين العربيين في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة قبل اسبوعين، بحجة تملكها للمنزلين قبل عام 1948م، ولن تنتهي بالاستيلاء "المغلف بالقانون" على منزل عائلة الكرد في حي الشيخ جراح من قبل الجمعية الاستيطانية "نحلات شمعون"بنفس الحجة ، وانما اصبحت هناك ادلة ومؤشرات عديدة كلها تؤكد وجود مخطط استيطاني كبير وخطير يستهدف العشرات من البيوت والمساكن العربية في المدينة، وقال ان هناك أكثر من 28 عائلة مقدسية تسكن هذا الحي باتت تواجه المصير نفسه، كما ان هناك قرار من بلدية القدس ببناء حي استيطاني في نفس المنطقة يتكون من ٢٠٠ وحدة سكنية لتشكيل حزام استيطاني في وسط الاحياء العربية يمتد من جبل اسكووبس وحتى البلدة القديمة مما يؤدي ايضا الى فصل هذه الاحياء الواقعة في الشمال عن البلدة القديمة، وهي نفس السياسة التي تمارسها في حي راس العامود وسلوان والثوري من الجهة الشرقية والجنوبية .
وقال الدكتور خاطر ان الاحتلال يحاول ان يظهر هذه السياسة الخطيرة التي تستهدف ضرب الاحياء والضواحي العربية في مظهر التقرب من "الرموز الدينية" اليهودية المزعومة التي اخترعها في قلب هذه الاحياء او بالقرب منها، مثل ما يعرف بقبر "شمعون الصديق " وما يعرف بقبر "زكريا " وما يعرف بقبر "داود"، معتبرا ذلك توظيفا سافرا لمعاني القداسة في خدمة أطماع السياسة !
وحذر الأمين العام للجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس ان هذه الهجمة على عقارات المدينة واحيائها العربية تكشف عن مدى العمق الذي وصل اليه الاستيطان في القدس، محذرا من ان هذه الهجمة تجسد الحلقة الأخيرة في سلسلة الاستيطان الذي يستهدف القدس ومقدساتها وأهلها، وقال :" ان دولة الاحتلال لم تعد تحفل بالقوانين والمؤسسات الدولية وهي غير مكترثة بمصير العملية السياسية مما بات يستوجب على القيادة الفلسطينية والقيادات العربية اعادة النظر في مواقفها وخياراتها بما يلائم هذا الاستهتار وبما يكفي لردع هذه الممارسات التي توشك ان تدمر الوجود العربي في المدينة المقدسة".