جرافة الطــريق وخارطة الطـــريق
نشر بتاريخ: 23/07/2008 ( آخر تحديث: 23/07/2008 الساعة: 15:18 )
بيت لحم- تقرير معا- لا يزال الصحافيون والكتاب الفلسطينيون يستصعبون الكتابة عن امر الجرافات التي باتت وسيلة جديدة في الصراع القومي بالمنطقة ، او سلاحا جديدا بيد الفلسطينيين ضد المدن الاسرائيلية.
والحق يقال ان " استغراب " الكتّاب الفلسطينيين نابع من استغراب الصحافة الاسرائيلية نفسها ، فالامر ليس سهلا ، وليس له اي مقدمات على صعيد القيادة الفلسطينية .
الصحف الفلسطينية تناولت الامر من ناحية تغطية صحفية مجردة ولا يزال معظم الصحافيين " مندهشون " مما يحدث .
رئيس السلطة ابو مازن ادان عمليات قتل المدنيين في اية منطقة وبأي منطق ، فيما فصائل المقاومة تابعت الامر بكل حذر واهتمام وكيف ان الجدار الاسمنتي فشل تماما ولم يوفر اية حماية للاسرائيليين .
حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية كتب يقول ( حرب الجرافات والجرافة أداة حفر وتمهيد للارض، تجدها في مواقع البناء وشق الطرق وفي المحاجر وفي المزارع. وهي أداة مفيدة للانسان، لكن علاقة الفلسطيني بالجرافة ليست كذلك، فالجرافة صارت أداة استيطان وهدم منازل وتخريب وتجريف للارض. فالاحتلال يستخدم الجرافة في مصادرة الاراضي وفي بناء المواقع الاستيطانية وفي اقتلاع الاشجار وفي هدم المنازل، بحجة ان اصحابها أرهابيون ومخربون او انهم لم يحصلوا على ترخيص بناء، والجرافة تجرف الاراضي المزروعة وتقتلع الاشجار وتجرف كل شيء، واستخدمت في قتل المتضامنة الاميركية راكيل كوري التي تنتج بلادها اكبر الجرافات من طراز كاتر بلر وتزود بها اسرائيل لبناء الجدار وتخريب الديار واقتلاع الاشجار وتلحق بنا الدمار وتلحق بالشركة المنتجة العار.
اضاف : فان الاحتلال هو السبب، فلينته الاحتلال وليسحب جرافاته التي ابتكرها الانسان لمساعدته في البناء والتعمير وليس في الاقتلاع والتدمير والاستيطان، وبعدها لن تكون هناك جرافة تقتل راكيل كوري. او تقتل كوهين او كمال. وتشابه هؤلاء في كاف الاسم يعني انهم جميعا بشر والجرافة جماد. فهلا كف البشر عن استخدام الجماد لقتل بني جنسهم. وهكذا ننتقل من مرحلة القصف بالراجمات الى الزحف بالجرافات.
وعلى طريقة المثل الشعبي القائل ( من حفر حفرة لاخيه وقع فيها ) يكاد الفلسطينيون القول ( من جرّ جرافة لجاره وقّع فيها ) .
اما الصورة المنشورة فاعتبرها معظم الفلسطينيين مشهدا " لا انسانيا " لحاخامات يهود يحملون جثة سائق الجرافة الفلسطيني .
وقد خرجت المنطقة من خارطة الطريق الى خارطة الجرافة ، فمستوطنو نابلس صاروا يطلقون الصواريخ ضد القرى الفلسطينية المجاورة ، ولا يعرف احد اذا ما يستخدم احد في المستقبل خلاط مولينكس ضد الطرف الاخر او طنجرة ضغط او شواية لحمة او زجاة وسكي !!! فماذا سيفعل الامن الاسرائيلي وماذا سيقول الفلسطينيون حينها ؟
وبالمناسبة شو اخبار خارطة الطريق ؟ يسأل الناس هنا .